أضحى واضحًا للعيان اعتماد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ على العلاقات الدبلوماسيَّة المتفرِّدة التي تجمع سلطنة عُمان بكافَّة الدوَل الشقيقة والصديقة على مستوى الإقليم والعالم، وما تملكه السَّلطنة من سمعة طيِّبة وعلاقات تقوم على حُسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، لِتكُونَ تلك العلاقات نواة تعاون اقتصاديٍّ يُسهم في تحقيق سلطنة عُمان أهدافها وطموحاتها في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة القائمة على التنويع الاقتصاديِّ، وفق رؤية “عُمان 2040” الطموحة. لذا يُكثِّف عاهل البلاد المفدَّى من لقاءاته مع قادة المنطقة والعالم؛ بهدف التأكيد على حِرص السَّلطنة، قيادةً وشعبًا، على التعاون المُثمر القائم على المصلحة المتبادلة، ما يعطي زخمًا وفاعليَّة أكثر لتحقيق تلك الأهداف والتطلُّعات، فوجود جلالتِه ـ أعزَّه الله ـ على رأس المحادثات بكُلِّ ما حمله من ثقة وثقل إقليميًّا وعالميًّا، يكُونُ عاملَ دفعٍ مُهمًّا وضروريًّا لإنجاح تلك الزيارات وترجمتها لمزيد من التعاون المُثمر.
وتأتي زيارة جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ الرسميَّة إلى مملكة البحرين الشقيقة التي بدأها أمس، ولقاؤه بأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، لتؤكِّد هذا النَّهج السَّامي، ولِيُعبِّرَ الاستقبال الحافل الأخوي على ما يملكه جلالة السُّلطان من رصيد من الاحترام الفائق، سواء في مملكة البحرين أو غيرها من الدوَل الشقيقة والصديقة، كما أكَّدت المباحثات بَيْنَ القيادتَيْنِ العُمانية والبحرينية وجود التعاون الاقتصاديِّ في القلب، مكلَّلة بالطموحات التي تحملها سلطنة عُمان ومملكة البحرين نَحْوَ تحقيق أهداف وغايات التنمية المستدامة، وما تحمله الخطط والبرامج الوطنية المنطلقة من رؤية “عُمان 2040” و”البحرين 2030” اللتَيْنِ تملكانِ رصيدًا متوافقًا من التطلُّعات والطموح نَحْوَ التنويع الاقتصادي، ما يفتح الفُرص للاستثمار في القِطاعات الداعمة لهذه الغايات، وتكامل وتوافق الأدوار المتبادلة بَيْنَ البلدَيْنِ الشقيقَيْنِ، حيث تمتلك كُلٌّ من السَّلطنة ومملكة البحرين العديد من الممكّنات الاقتصادية والسياحية التي تشجع على المزيد من الشراكات.
ومن المؤكَّد أنَّ هذه الزيارة السَّامية وما يشملها من لقاءات ومباحثات رسمية وودية بَيْنَ جلالته وأخيه ملك البحرين سيكون لها دَوْر مُثمر في دفع آفاق التعاون، ويبقى على القِطاع الخاص في كلا البلدَيْنِ استثمار ما سينتج عن هذه اللقاءات والتفاهمات، والعمل على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بشكلٍ يُعبِّر عمَّا تملكه سلطنة عُمان ومملكة البحرين من إرثٍ تليد من العلاقات ممتدٍّ إلى آلاف السنين، وتحرص قيادتا البلدَيْنِ على استثماره بشكلٍ يعمل تطوير وتنمية العلاقات الثنائية في كلِّ المجالات، والوصول بها إلى مستوى التكامل على نَحْوٍ يتناسب مع خصوصية وتميُّز العلاقات الأخويَّة، التي تتميَّز بأنَّها قائمة على أُسُس ومبادئ راسخة، تؤطِّرها روابط أخويَّة وتاريخية وثيقة وثابتة وممتدَّة وضاربة جذورها في أعماق التاريخ، لتكُونَ الزيارة انطلاقة بالعلاقات الثنائية لآفاقٍ أرحب تخدم جميع المجالات ـ وخصوصًا الاقتصادية ـ بما يعود عليهما وعلى شَعْبَيْهما بالنفع والخير.
وينطلق دَوْرُ القِطاع الخاصِّ على أرض صلبة، حيث هناك تطوُّر مستمر شهدته العلاقات، خصوصًا الاقتصادية منها، في الفترة الأخيرة، وهي علاقات آخذة في التطوُّر المستمر منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإنشاء اللجنة الوزارية المشتركة وتأسيس مجلس الأعمال المشترك من غرفتي تجارة البلدين، وصولًا إلى التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى تنظيم وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال المالي والمصرفي والتعدين والخدمات اللوجستية والنقل والسياحة، وسوف يتمُّ هذا العام إشهار جمعية الصداقة العُمانية البحرينية، والتي يؤمل أنْ تُسهم في تعزيز العلاقات بَيْنَ الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في المجالات الاقتصادية والثقافية الاجتماعية، والترويج للأنشطة السياحية في البلدَيْنِ.