ضمن سلسلة من مفردات التراث الثقافي العماني غير المادي، صدر مؤخراً عن وزارة التراث والثقافة كتيب بعنوان “عصا الجرز ” باللغتين العربية والانجليزية، وهو من إعداد عواطف بنت سالم الحوسنية، ومراجعة مبـارك بن مسـلم الصــلتي، فيما راجعت الترجمة إلى اللغة الانجليزية ليلى الهماسية.
ويهدف هذا الكتيب إلى التعريف بعصا الجرز، حيث إن عصا الجرز تعد جزءًا من هوية المجتمع في محافظة مسندم، ويحملها الرجال في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية.
يقع الكتيب في 12 صفحة باللغة العربية ، و12 صفحة باللغة الإنجليزية، وتطرق في صفحاته بعد التعريف بعصا الجرز إلى مكونات الجرز وهي:
1- الفأس: عبارة عن رأس معدني حاد يتم صنعه من معدن الفضة، أو النحاس أو الحديد أو الاستيل، ويمتاز الفأس بوجود العديد من النقوش يبدعها الصانع العماني.
2- العصا: عبارة عن قطعة خشبية يصل طولها الى المتر الواحد، ويمكن أن تكون بأطوال مختلفة ويتم جلب العصا من عدة أشجار تتواجد في محافظة مسندم منها أشجار المزي والسدر والعتم والشحص أو (الشحش) والشرحم.
3- الحلقتان الفضيتان: حلقتان دائريتان يتم صناعتهما في الغالب من الفضة وتقع إحداهما في أعلى العصا أسفل الفأس، والأخرى في أسفل العصا، وبجانب الطابع الفني لهاتين الحلقتين كونهما يزينان العصا فهما كذلك تعملان على حماية العصا الخشبية من التشقق، ويتم وضع بعض النقوش على هاتين الحلقتين لإعطائهما طابعاً فنياً جميلًا.
وبعد ذلك تناول الكتيب صناعة الجرز، ثم تطرق إلى مراحل صناعة الجرز.
المرحلة الأولى وهي مرحلة قطع الخشب، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تركيب الحلق، والمرحلة الثالثة والأخيرة مرحلة تصنيع وتركيب الرأس.
ثم سلط الكتيب الضوء على ارتباط عصا الجرز بثقافة المجتمع في محافظة مسندم، وبين أن العصا ارتبطت بالعماني في محافظة مسندم منذ القدم، فقد كانت سلاحه الذي يحميه من الحيوانات المفترسة، والمعين له على تسلق الجبال وقطع الأشجار، كما استخدمها في حمل زاده، واتكأ عليها في مشيه لتعينه على المسافات الطويلة.
لذا أصبحت عصا الجرز جزءا لا يتجزأ من هندامه وإحدى مفرداته الثقافية التي يحرص على حملها في مختلف المناسبات الاجتماعية والوطنية والدينية، فهي المكملة لشخصيته وهيبته أمام الغير.
وبجانب هذا الحرص في الإتقان والاقتناء يحرص الرجال على نقل صناعة العصا إلى الجيل الجديد والناشئة من أبنائهم فتعليم حرفة صناعة الجرز أصبحت متوارثة من جيل إلى آخر بين أبناء المحافظة، كما أن حمل العصا يشكل تقليداً يتعلمه الأبناء عن آبائهم فنجد الرجال والشباب، والأطفال يتأنقون بحملها في مختلف المحافل.
وفي المحور الأخير من الكتيب تم التطرق إلى مركز صناعة وإنتاج الجرز في مسندم والذي جاءت فكرة إنشائه لما تمثله هذه العصا للرجل في محافظة مسندم من أهمية وكونها احدى الصناعات التقليدية الموجودة في المحافظة، حيث قامت الهيئة العامة للصناعات الحرفية في عام 2010م بافتتاح مركز لصناعة وإنتاج الجرز، يقوم بتدريب الكوادر العمانية من الشباب على صناعة الجرز وإنتاجه، ويضم المركز برنامجا تدريبيا يستمر لمدة عام كامل يمنح بعده المتدرب شهادة تؤهله لفتح مشروع للعمل في مجال صناعة الجرز.
وبجانب هذا البرنامج يقوم المركز بعمل دورات تدريبية في عملية صناعة الجرز توجه للصناع والهواة والباحثين وتستمر لمدة شهرين، وتجتذب هذه الصناعة العديد من الشباب العماني من الجنسين.
كما اشتمل الكتيب على قائمة للمراجع والرواة، ومجموعة من الصور المتعلقة بعصا الجرز.