[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
سلسلة احتجاجات تعرضت لها وسائل الإعلام عبر تاريخها، ورغم قناعة الكثيرين بأن هذه السلسلة لن تتوقف ولن تتراجع، فإن الخلافات ظلت قائمة حول مدى دقة هذه الاتهامات أو تلك.
ما أن ظهرت الصحافة المطبوعة للمرة الاولى حتى وقف بالضد منها البعض، وقالوا إنها تفتح النوافذ والأبواب ليكتب كل من هب ودب، وأن هذا الامر يحمل بين طياته اخطارا كبيرة تهدد طروحات وافكار كبار المصلحين والفلاسفة، وينطلق هؤلاء في هجومهم هذا من زاوية أن الكلمة شبه مقدسة عندما تكون مطبوعة في كتاب أو في وثيقة مهما كان نوعها، وأن هذا الحقل أي حقل الكتابة والتأليف يجب أن يبقى مقتصرا على نخبة قليلة ونادرة تعرفها المجتمعات وتشير إليها في مناسبات كثيرة.
لكن الامر الواقع الذي فرضته الصحافة المكتوبة وظهور اسماء جديدة وتقديم طروحات وافكار لم يعهدها المجتمع، ضغط بسرعة باتجاه آخر وبالضد من المعارضين لظهور الصحافة المطبوعة، وقبل أن يستغرق الامر طويلا اصبحت الصحافة جزءا من الواقع اليومي في الدول المتقدمة وسرعان ما وصلت مختلف المجتمعات والامم، وصارت هوية هذا المجتمع أو ذاك تتحدد من خلال ما تحمله صحافتها المحلية، فاصبحت الدول التي تفسح المجال امام الكتاب والصحفيين لانتقاد الحكومات وتعيين مواقع الخلل والفساد في السلطات تدلل على نمط في الحكم افضل من تلك التي تمنع النقد وتتشدد ازاء الاصوات المرتفعة والمطالبة بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين.
وترسخت الصحافة باعتبارها الواجهة المعلنة للنشاط اليومي للمجتمعات، وظهر المذياع، واثار ظهوره موجة من الانتقادات، فكان التيار الذي يرى في الصحافة المسموعة – المذياع – تهديدا جوهريا للصحافة الورقية، وهناك من قال بموت الصحافة وثمة من حذر من تسطيح للوعي يقوده المذياع على حساب ما قالوا أنه المغذي الفكري للناس وهو الصحافة.
هدأت النقاشات التي اثارها ظهور المذياع بعد اطلالة الشاشة الفضية التي اصبحت تخاطب الناس بالصورة إضافة إلى الصوت ، كما تعرض للصحف واقوالها وتنقل عنها الكثير.
ثم حصل الزلزال الاكبر عندما دخل البث الفضائي حيز التنفيذ، وكانت قناة السي أن أن الأميركية الرائدة في هذا الميدان، وتفجرت النقاشات عن خطورة عولمة الإعلام التي الغت الكثير من قوالب الرقابة المعتمدة في الكثير من الدول.
لكن لغة الإعلام التي شهدت كل هذه الانتقالات ظلت لغة المهنة وفي الكثير من المؤسسات واصلت رسالتها بلغة الإعلام الحقيقية ، وليس بالتزييف والضحك على الذقون كما يقولون.