في زيارتي الأولى لمملكة البحرين الشقيقة، التمست ألفة لم أعهدها في عدد من الدول العربية التي زرتها خلال الفترات الماضية، الشَّعب البحريني ودودٌ جدًّا مضيافٌ كريمٌ، بمجرد أن يدرك المواطن البسيط منهم أنك عُماني يبادر بدعوتك بكل لطف إلى منزله أو إلى أحد المقاهي القريبة، شعبٌ راقٍ جدًّا فيه من الخصال والصفات الحميدة ما لا تراه في كثير من الشعوب.
إن هذا التقارب العميق بين الشَّعبين العُماني والبحريني ينبثق من علاقات ضاربة ومتجذرة بين البلدين رسمت ملامحها قيادات حكيمة وعملت على تقويتها والأخذ بها نحو آفاق مشرقة على مر العصور، وازدادت أكثر في عهد النهضة المباركة بقيادة المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه.
وها هو عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في النهضة المتجددة يبادر في استكمال مسيرة توطيد العلاقات الثنائية والأخوية وتعزيزها مع أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ـ ملك مملكة البحرين الشقيقة من خلال زيارة الدولة التي قام بها ـ أعزَّه الله ـ اليومين الماضيين.
وتتويجًا لهذه العلاقات المتميزة ورغبةً في تنميتها وتطويرها شهد القائدان ـ حفظهما الله ـ التوقيع على ١٠ مذكرات تفاهم و٧ برامج تنفيذية واتفاقيات شملت المجالات الأمنية والنقل البحري والموانئ والدراسات والبحوث، بالإضافة إلى منح سلطنة عُمان صفة الشريك المعتمد للمركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية، كما شملت المذكّرات مجالات تقنية المعلومات والعمل البلدي والابتكار وريادة الأعمال وإدارة الوثائق وتقنيات الفضاء والملاحة.
اتفاقيات ومذكّرات تفاهم جاءت لتؤكد أن الجانبين عازمان على دعم الاقتصاد الوطني لهما وزيادة معدلات التبادل التجاري بينهما، واكتساب المزيد من الخبرات في مختلف العلوم المهارات والتقنيات الحديثة والأساليب المبتكرة في التعليم وإدارة الابتكار والبحوث العلمية.
كما أن هذه الزيارة بطبيعة الحال ستعزز التواصل الاجتماعي والثقافي بين الشَّعبين الشقيقين، وتقدم صالحها العام.. حفظ الله سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة حكومةً وشعبًا، وألهم قيادتيهما المزيد من التقدم والعطاء.

* عيسى بن سلام اليعقوبي
من أسرة تحرير«الوطن»
[email protected]