تزخر مَسِيرة النهضة العُمانيَّة منذ انطلاقها في العام 1970، بإنجازات الشَّباب ومبادرات تمكينهم؛ باعتبارهم ثروة وطنيَّة لا بُدَّ من تنميتها والنهوض بها. فسلطنة عُمان أضحت ـ بفضل الجهود المبذولة ـ نموذجًا مُلهِمًا لتمكين الشَّباب وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تؤهلهم لتحقيق أفضل الإنجازات، والمساهمة في مَسِيرة التطوُّر والازدهار التي تشهدها بلادهم في جميع المجالات. ومع تولِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقالي الحُكم، حرَص جلالته في خضمِّ مساعيه لتجديد النهضة المباركة، على التعامل مع الشَّباب بما يناسب عصرهم، ووجَّه بالاستماع إليهم، وجعلهم حاضرين في تصوُّرات الخطط والبرامج الوطنيَّة، وإيلاء احتياجات الشَّباب الرعاية اللازمة، ودراسة متطلباتهم الطموحة التي ترى سلطنة عُمان في مصاف الدوَل المتقدِّمة، فالشَّباب من أهمِّ مرتكزات رؤية “عُمان 2040”، التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والرخاء لجيل أبنائها اليوم وأجيال الغد.
إنَّ تفعيل دَوْرِ الشَّباب والعمل على إشراكهم في بناء الوطن، هو أهمُّ مكتسبات الوطن، فالشَّباب يصنعون الحاضر ويبنون المستقبَل، فهم السَّواعد الفتيَّة التي ستطبِّق الخطط والرُّؤى الوطنيَّة السَّاعية للنهوض والعلا، وهم العقول النَّابهة التي ستخطط في المستقبَل لِمَنْ سيأتي بعدهم. لذا تحرص الدوَل المتقدِّمة، ومن بَيْنِها سلطنة عُمان ـ على توفير كافَّة المتطلبات الشَّبابية التي تساعدهم على التمكُّن من أدوات عصرهم، وتوفير كُلِّ ما يجعلهم في أتمِّ صحَّة. فشباب عُمان الذين احتفلوا بيومِهم السنوي أمس والذي يصادف السادس والعشرين من أكتوبر من كُلِّ عامٍ، لهم دَوْرٌ مشهود في رفعة وطنهم، لذلك تُولِي القيادة الحكيمة لجلالة القائد المفدَّى بهذه الفئة عنايةً مستحقَّة، ورعايةً مشمولة بالاهتمام؛ تحفيزًا لهم لإكمال مَسِيرة العطاء، وقد حرَصَ صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشَّباب على توجيه التهنئة بمناسبة يوم الشَّباب العُماني؛ سيرًا على النَّهج السَّامي، وتنفيذًا لِمَا تسعى رؤية “عُمان 2040” لتحقيقه، وتُواصلُ وزارة الثقافة والرياضة والشَّباب جهودها المبذولة في دعم وتمكين المواهب العُمانيَّة الشَّابَّة، والمُبدعين العُمانيين، آخذين بالنافع المفيد من أدوات العصر الحديث، ومُعتزِّين بالإرث الحضاري، والثقافي العُماني.
وقد شهد الاحتفال الذي أقيم أمس افتتاحَ مساحات مركز الشَّباب، والإعلانَ عن الفائزين في مسابقة الإجادة الشَّبابية، وذلك لكي يكُونَ مركز الشَّباب مساحةً للابتكار، والتفكير الإبداعي، والعمل الشَّبابي. ماضين قُدمًا في سبيل دعم الإبداعِ، وتمكين ذوي المواهب، وأصحاب العقول البنَّاءة، مثمِّنين ما يؤدونه من أدوار عديدة تنفعُ الشَّباب والبلاد على حدٍّ سواء، وقد أكد سُموُّه أنَّ إسهام الشَّباب في تحقيق أهداف رؤية “عُمان 2040”، ووضع محاورها وأولويَّاتها نصبَ أعيُنِهم، هو حجر الأساس للوصول إلى الغاية والمبتغى لسلطنة عُمان الحاضر والغد، وهي الأصالة والحضارة، فالأوطان تُبنى بشبابها؛ هم أمَلها، وحاضرها المشرق، والساعد الذي يبني، والعقول التي تُخطط، ولَنْ يتأتَّى لَنا ذلك إلَّا بالتمسك الدائم بالثوابت الوطنيَّة، والعمل بجدٍّ وإخلاص وعزم.
ويُعدُّ الاحتفال بيوم الشَّباب العُماني فرصةً مُهمَّة نفاخر فيه بهم والذين أثبتوا كفاءتهم في مختلف المجالات بحصد العديد من الإنجازات والجوائز الإقليميَّة والدوليَّة، وتؤكِّدُ الأرقام حجْمَ الدَّور الذي سيؤدِّيه شبابُنا في بناء مستقبل هذا الوطن العزيز.. فلَهُمْ مِنَّا أزكى تحيَّة وأجمل تهنئة بمناسبة يومِهم الجميل.