- تنمية المحافظة بلغت خلال العامين الماضيين ما يقارب 10 ملايين ريال عماني

- حصلنا على شبه موافقات لتنفيذ طريق فرق - إزكي والمناقصة ستطرح فـي 2023

- سنقيم أول مهرجان للجبل الأخضر منتصف فبراير ومشروع التلفريك قيد الدراسة

- نقف على التحديات التي تواجه الشباب العماني من رواد الأعمال من أجل تجويد العمل وتطويره

- لدينا 47 مشروعا فـي طور التنفيذ تتعلق بالجوانب البلدية والتنظيمية وتطوير الأسواق بتكلفة أكثر من 5 ملايين ريال

حوار ـ زينب الزدجالية:
محافظة الداخلية من المحافظات التي تتميز بمقومات سياحية جاذبة، التي تم توظيفها بالشكل الذي جعل منها مزارا سياحيا دائما، نتيجة التطورات في البنى الأساسية والجهود الكبيرة من القائمين على المحافظة، الذين يسعون من خلال مواقعهم للارتقاء بالمجتمع المحلي، وتشجيع الأفكار الشبابية والمشاريع الناجحة، التي أسهمت وبشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المحلي وتنمية المحافظة، عبر رفدها بمشاريع منتجة في مختلف المجالات؛ سواء كانت سياحية أو صناعية أو رياضية وغيرها من المبادرات.

وخلال زيارة “الوطن” لمحافظة الداخلية التقت مع سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية وجاء الحوار الآتي:

مشاريع المحافظة
توجد في المحافظة 8 ولايات؛ نهتم بها اهتماما كبيرا عبر سلسلة من الدراسات والبرامج المجدولة لدينا من ناحية التنمية والمشاريع، حيث إن تنفيذ فكرة المشاريع ووجود خطة واضحة المسار تتضمن عدة مسارات، تكون بمثابة الإطار العملي لدراسة وتنفيذ المشاريع المجتمعية التي تهدف إلى إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع المحلي، لذلك فقد تم اتخاذ عدة إجراءات لتنفيذها وفق مراحل مدروسة تبدأ من التخطيط وإطلاق فكرة المشروع وجمع البيانات والدراسات حوله وفرزها وتحليلها، وبعد ذلك توفير منصة إلكترونية لإدارة بياناته وتشغيله والعمل على تطويره.
هذه الخطة هي ضمن خطط مشاريع القطاع الإنمائي والتي تعنى بتنمية المحافظات، والتي تم لها تخصيص ما يقارب 4 ملايين ريال عماني ونحن ماضون في هذا المشروع ولدينا 47 مشروعا والحمدلله في طور التنفيذ تتعلق بالجوانب البلدية والتنظيمية وتطوير بعض الأسواق، بتكلفة أكثر من 5 ملايين ريال، كما مضينا في شراكات مثل شركة عمران وهي شركة متخصصة في المجال السياحي والتطوير السياحي ودخلنا معهم في مجالات من ضمنها حديقة نزوى والآن في مراحلها الأخيرة، وأيضا محطات الخدمة التي في طريق ظفار والجبل الأخضر وبعض المواقع بوابات مثل بوابة نزوى والتي نعدها نموذجا، بالإضافة إلى تطوير بوابات أخرى في بهلاء وسمائل بحيث تكون عبارة عن متحف مرئي توفر بيانات عن المحافظة وتوفر بعض الخدمات بمعنى أن السائح الذي يأتي إلى نزوى بإمكانه أن يمر على البوابة وهي عبارة عن قوس فقط والتي سيكون بداخلها فضاء تجاري يتسع للجميع، فالتصور المعروض وجود مقاهٍ ومطاعم ومعرض مصور ليعطي بعض البيانات عن طريق تقنية الصور ثلاثية الأبعاد، وتصل تكاليف تنمية المحافظة في عام 2021/‏‏2022 في حدود 10 ملايين ريال عماني، المشروع الإنمائي بحدود 6 ملايين ريال موزعة في المجالات البلدية.

مشروع ابتكاري
كما دخلت خطة مدخل نزوى مراحل متطورة، كما سنقوم ببناء مشروع ابتكاري على الوادي وسيكون متنفسا مثاليا للعوائل حيث عرضنا الفكرة على شركة عمران فأبدوا إعجابهم وأنا على يقين بأن هذه المشاريع ستسهم في جذب السياح إليها.
كما سيكون لنا لقاء مع عدد من الشركات الداعمة والراعية ونعرض عليهم عددا من المشاريع التي نأمل بأن يتم رعايتها من خلال بنود المسؤولية المجتمعية والتي تسهم بدورها في تنمية المجتمع.
المشاريع الأخرى
وعن المشاريع الأخرى قال: لن أتحدث عن كافة المشاريع قبل أن تدخل مرحلة التنفيذ والتي تتضمن شراكات مع جهات حكومية، ولكنني سأتحدث عن المشاريع التي تحت تصرف المحافظة، وبلاشك نحن بصدد البدء في ازدواحية طريق فرق ـ إزكي وهو في المراحل النهائية وحصلنا على شبه موافقات، وهو من المشاريع المهمة التي ستدخل ضمن مناقصات 2023، كما لدينا اهتمام في جانب الحدائق بحديقة منح العامة التي كانت تسمى حديقة (متان) حيث تم تغيير اسم الحديقة، كما أننا بصدد إعداد دراسة تنفيذ مواقع بالتنسيق مع وزارة السياحة في تنوف في الجبل الشرقي بالحمراء وطريق محافظة ظفار.

التقنيات الحديثة
وعن التقنية، فقد وقَّعنا على إنشاء بوابة إلكترونية للمحافظة وجارٍ التنسيق مع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للإشراف الفني، وعندنا موقع على تويتر، وفي العادة نبث فيه الأعمال التي تقوم بها المحافظة، كما نقوم بعدد من اللقاءات مع مديري العموم ومسؤولي الدوائر الحكومية من أجل التنسيق وتسهيل بعض الإجراءات، شكَّلنا فريقا محليا لتبسيط الإجراءات على المستوى المحلي وصل إلى مراحل متقدمة، نحقق في إيجاد وسيلة تواصل فعالة مع الجهات الحكومية، والتوجيهات السامية تؤكد دائما ضرورة التواصل مع المجتمع والأخذ بأفكار المجتمع وفتح المجال والمبادرات مع أبناء المحافظة، وحددنا فيها الأهداف التي تتوافق مع الرؤية الوطنية عمان 2040، وعندنا إحصائية شارك بها أكثر من 900 شخص من أبناء المحافظة من مختلف المستويات العلمية من حملة الدكتوراه وحملة الماجستير والمستويات العلمية المختلفة، ثم وصلنا إلى مرحلة تقييم لهذه المبادرات ونسعى في الفترة القادمة إلى تقليصها بما يتوافق مع الرؤية ونحاول تنفيذ بعضها تشجيعا لهؤلاء الشباب.

التعامل مع الموروثات
وعن المرحلة القادمة قال سعادته: ماضون في تنفيذ خطط المحافظة بالتعاون مع أبنائها الذين يؤدون دورا إيجابيا في تسيير العمل بسلاسة ونجاح، كما أن التعاون المثمر جاء بنتائج إيجابية ونحن حقيقة نثمن هذا الدعم والتعاون والرغبة الجامحة في تطوير المحافظة بكافة ولاياتها.
وأضاف: نتعامل بشكل حضاري مع الموروثات التاريخية ومع تاريخ تلك المواقع وتحديثها بالشكل الذي يحافظ على هويتها، فأنا حقيقة استشعرت رغبة الأهالي في التطور حتى أصبحت الآن مزارا سياحيا كحارة العقر في نزوى وباب القلعة والحمراء وحصن جبرين وقلعة بهلاء، كل هذه المواقع يستثمرها شبابنا بالطريقة المُثلى والمشرِّفة، ناهيك عن السيارات الكلاسيكية التي تقدم خدمة غير مسبوقة للزوار.

تطوير الجبل الأخضر
كما أن توظيف المميزات وتطويرها هو أحد العوامل التي سنهتم بتفعيلها بالشكل الأمثل، حيث نعول على السياحة في المحافظة كثيرا، كما أننا بصدد عمل مهرجان الجبل الأخضر وهو المهرجان السياحي الأول على مستوى الولاية، الذي من المقترح أن يقام في منتصف فبراير وذلك بعد الحصول على موافقة وزارة التراث والسياحة والذي سنقيمه بعد مهرجان مسقط من أجل إتاحة الفرصة لأبناء الولاية للحضور ونسعى من خلاله لإيجاد نشاط لأبناء الولاية من النواحي الاقتصادية والترفيهية.
وبعد رفع مستوى نيابة الجبل الأخضر إلى ولاية، باعتقادنا أن مجال السياحة هو الأمثل للعمل به في هذه الولاية، واعتماد بنية أساسية جديدة تخدم هذا القطاع من ناحية والإيواء والترفيه وغيرها من الأمور التي تؤمن للسائح تجربة فريدة من نوعها وغير اعتيادية.
وعن خدمة التلفريك قال: الخطة موجودة ومرسومة ولكننا الآن بصدد دراستها واختبار عدد من الجوانب حتى نقيس بها مدى جدوى إقامة هذا المشروع، حيث إننا في الوقت الحالي ندرس قابلية قيادة السيارات الصغيرة في الجبل، وإن شاء الله كل هذه الأمور تأتي تباعا وبعد دراسة جدوى لها تحقق الأهداف من إقامتها.

الاهتمام بالشباب
وأكد سعادته أن التزامه المجتمعي وسعيه إلى التطوير يدفعه دائما إلى الاستماع إلى الشباب على اعتبار أنهم السواعد الفتية التي تنهض بهم المحافظة بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام حيث قال: نعي أهمية إيجاد قنوات مفتوحة بيننا وبين أبناء المجتمع وضرورة الاستماع لآرائهم وأفكارهم ودفعهم للمشاركة في صنع القرارات التي تخدم المجتمع والصالح العام، حيث وعلى أثره قمنا بتنظيم جلسة حوارية بعنوان “الشباب في صميم اهتماماتنا“، كما تم إشراك كافة الجهات ذات العلاقة والتي تشترك بنفس الأهداف السامية لمتطلبات رؤية عمان 2040، حيث تم الاستفادة من هذه الجلسة التي تم استخلاص كافة الأولويات الوطنية والاستراتيجيات التي تمثلت في الجوانب الاقتصادية والثقافية والرياضية، كما أننا نؤكد أن الاهتمام الأسمى لدينا هو الإنسان والمجتمع وكل ما يسهم في تنمية المحافظة. جدير بالذكر أن عدد المشاركين في هذه الجلسة قارب 700 شاب وشابة من أبناء الولايات بالمحافظة.
وأضاف سعادة محافظ الداخلية: وتماشيا مع دعوة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ للاهتمام بقطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فقد تم دعوة الشباب المبادرين والأبناء الباحثين عن عمل والذين نفخر بهم جميعا ونعتز بوجودهم من شباب وشابات والذين يعبِّرون عن آرائهم بكل ثقة واقتدار.
وحتى نقف على أرض الواقع، وما وصل إليه التطوير وتنمية المجتمع من نتائج إيجابية مثل ما نلمسه في حارة العقر التي تم تجميلها وتطويرها بسواعد شبابنا العمانيين، فالفضل الأول والأخير يعود إلى الله ثم إلى حبهم للانتقال بولايتهم إلى مستوى أعلى، ونحن من جهتنا سعداء وفخورون بهم، فما يقومون به هو صورة عاكسة عن الشباب العماني الذي نفاخر به بين الأمم.
كما أننا في هذا الصدد نسعى دائما إلى رصد أهم المبادرات الشبابية، فقد تم تعميم رابط خاص حتى نتمكن من تحقيق الاستفادة القصوى من أفكار الشباب لتنمية المحافظة ورفدها بمشاريع مختلفة في مختلف المجالات، سواء كانت سياحية أو صناعية أو رياضية وغيرها من المبادرات التي تسهم بالنمو والتقدم في المجتمع، حيث يحدونا الأمل الكبير بإسهامهم في النهوض بالوطن ورفعة شأنه تحت ظل القيادة الحكيمة.
عندنا خطط طموحة لدعم الشباب، من خلال عقد جلسات مع الشباب خلال الفترة الماضية، وهناك جلسات حوارية قادمة وسيتم اعتمادها بشكل سنوي، وأنا أميل إلى الأخذ برأي المجتمع في كل الولايات، وتركيزنا على الشباب ضمن 4 محاور في رؤية عمان 2040 والتي سنستفيد منها في تنفيذ الرؤية بما يتوافق مع مصلحة الولاية ويعزز دورها التنموي بالتعاون مع الشركات العاملة في قطاع النقط أو الالتقاء بهم في مجال المسؤولية المجتمعية التي ستسهم في خدمة المجتمع في المشاريع القادمة.

التنمية الاقتصادية
وحول التنمية الاقتصادية قال سعادته: توجد أهمية كبيرة لتطبيق مبادئ الابتكار والتطوير في بناء المنظومة المحلية في محافظة الداخلية، خصوصا ما يتعلق بمستوى الدخل للفرد في المحافظة، فالجانب الاقتصادي يؤدي دورا كبيرا في تنفيذ خططنا في المرحلة المقبلة، وذلك عن طريق تنظيم العملية والوقوف عليها عقب دراسات موسعة من الأطراف المعنية والمساهمة بأعمالنا، وذلك من خلال التشجيع على استخدام التقنية الحديثة والاستخدام المستدام للأراضي والموارد الطبيعية والمتاحة واستثمارها بطريقة متميزة وفاعلة، كما أن عوائد الاستثمارات هي أحد البنود التي نعمل عليها في مكتب المحافظ والتي نوليها اهتماما كبيرا.
ويعمل مكتب المحافظ الآن ـ وبعد الاستماع لأبناء المحافظة ـ على بلورة كافة الأفكار المطروحة والتي ستكون أهم البنود التي سنقف عليها من أجل تدارسها والعمل بها بما يتواءم مع الأهداف المرسومة لذلك، ولن نقوم بالبت بأي أمر الآن حتى نبدأ بالعمل فيه على أرض الواقع، فالبيت الداخلي يحتاج إلى وقت لترتيبه، لذا فإن الاستباق في الأمر والإعلان عنه في وقت مبكر ليس ضمن خطط المحافظة.
وتابع سعادته الحديث قائلا: بالعودة إلى موضوع الاستثمار، فلكل استثمار ظروف معينة، كما أن هناك جهات استثمارية في البلد هي المعنية بهذه الأمور ومنها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وأيضا جهاز الاستثمار العماني، فكلتا الجهتين تعملان جنبا إلى جنب، ولدينا تواصل جيد معهما، لكننا الآن نعمل فيما يتعلق بالقطاع البلدي وتطوير المحافظة، حيث سنقوم بوضع أكشاك بجانب محطات الوقود خارج نطاق أراضي المحطة وذلك حتى يقوم أصحاب المشاريع المنزلية بعرض المنتجات المحلية كالتي توجد على أطراف شاطئ السيب وبعض المواقع.
وعن الحدائق، فإننا لا نرى ضرورة الاستثمار في الحدائق العامة؛ لأنها وجدت من أجل الترفيه وبدون مقابل، ولكن في الجانب الآخر يوجد مكان مخصص للاستثمار للمحالِّ وغيرها من المشاريع التي تكفل تكاملية للموقع، وتوفر لمرتاد الحدائق احتياجاته خلال وجوده في الحديقة، كما أننا دائما ما نركز على المستثمر المحلي والقطاع الخاص وذلك حتى نؤمن بعض التكاليف والموازنات التشغيلية لمثل هذه المرافق، فدائما ـ ومثلما أسلفت ـ نركز على الاستثمار في المواطن.
وعن الاستثمار الأجنبي للحدائق قال: نسعى لتحريك الاستثمار الوطني عن طريق مؤسسات القطاع الخاص، فإن تطرقنا إلى الألعاب الكهربائية وغيرها من المزايا التي نود إضافتها إلى حدائقنا ستكون كلها عبر مستثمر وطني الذي نرغب لدفعه إلى اتخاذ مثل هذه الخطوات التي ستعزز وتنعش الاقتصاد الوطني، وبعد الانتهاء من المشاريع سوف نقوم بالإعلان عن المشاريع قبل انتهائها أو في المراحل الأخيرة، فالمكان والمحافظة ذات ميزات ذاتية تفرض نفسها للجميع.
كما أننا نقف على التحدِّيات التي تواجه الشباب العماني من روَّاد الأعمال من أجل تجويد العمل وتطويره وتنظيمه مع مراعاة أفضل الممارسات العالمية في مجال الاستثمار الصناعي والتقني والإنتاجي أيضا.