مسافر أتمَّ الصلاة في حال سفره جهلًا منه بوجوب القصر في السفر.. فماذا عليه؟
من صلى تمامًا في سفره جهلًا لزمه أن يبدل جميع الصلوات التي صلاها تمامًا، لأن قصر الصلاة في السفر عزيمة، وليس مجرد رخصة وعليه فمن أتم في سفره كمن قصر في حضره، وإلى ذلك يشير حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الذي رواه أبو غانم الخراساني ـ رحمه الله ـ في المدونة عن أبي المؤرج عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ـ رضوان الله عليهما ـ قال: خطب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال في خطبته:(ألا وأن تقام الصلاة في الحضر أربعًا وقصرها ركعتان، ألا وأن تقام الصلاة في السفر ركعتين وقصرها أربع). قال القطب ـ رحمه الله: المراد من الحديث أن من صلى أربعًا في السفر كمن صلى ركعتين في الحضر، وقيل تلزمه الكفارة والقضاء، وقيل لا قضاء ولا كفارة، لأنه أتى بالواجب وزاد عليه، والقول الأول(أي القول بوجوب القضاء فقط ) هو أوسط الأقوال وأعدلها.. والله أعلم.
ما حكم من كان مسافرًا، وعند عودته نسي أن يصلي قبل دخوله بلده، وكان وقت الصلاة الأولى قد انتهى ووقت الثانية حضر، فماذا عليه وكيف يؤدي الصلاتين وهو داخل بلده؟
عليه أن يصلي في بلده كلتا الصلاتين تماما، لأنه كان ناسياً فتذكر في وطنه، ومن نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا تذكرها فذلك وقتها هكذا يستفاد من السنة، ولا يبعد أن يقال بأنه يتم ولو كان ذاكرًا وتعمد التأخير، وبناء على القول باشتراك وقت الصلاتين، وهو قول قوي تؤيده السنة ـ وإن قل العمل به.. والله أعلم.
رجل زنى بامرأة، وحملت منه، ثم وضعت حملها، وقد جاء هذا الرجل يطلب الطفلة، علمًا بأن المرأة قد تزوجت برجل آخر، فهل له المطالبة بهذه الطفلة؟
إن كانت حملت منه سفاحًا، فالابنة التي وضعتها ابنة أمها، لأن الولد من السفاح لا يلحق المسافح لحديث:(الولد للفراش وللعاهر الحجر)، فإن كانت المسافحة فراشًا لأحد ألحق به ما ولدت من السفاح، وإلا ألحق بها وحدها، وبما أن هذه الأم عندما حملت لم تكن فراشًا لأحد؛ فالابنة ابنتها، وليس للزاني إلاّ الحجر.. والله أعلم.
استغرقت في النوم حتى فات وقت صلاة العصر، فاستيقظت وقت صلاة المغرب، فقدمتها وأخرت العصر بعدها، فهل أصبت في ذلك، وهل عليَّ إعادة صلاتها في اليوم التالي؟.
لقد كان الأولى أن تصلي العصر ثم المغرب، ولكن بما أنك قدمت المغرب ثم صليت العصر فنسأل الله لك القبول، ولا داعي إلى صلاتها في اليوم التالي، وإنما تصلى بعد الاستيقاظ.. والله أعلم.
ما قولكم فيمن ترك الصلاة لفترة وذلك بسبب مرضه، حيث أجريت له عملية جراحية في عضو من أعضاء الوضوء، مما يجعله يشعر بآلام شديدة إذا أراد الصلاة أو الوضوء، فهل عليه شيء؟.
قد كان عليه أن يصلي على أي حال ولو مستلقيًا، فإن لم يقدر على الوضوء تيمم، وإن لم يقدر عليها صلى بدونهما، وبما أنه لم يصل فعليه قضاء ما فوَّت من الصلوات مع التوبة إلى الله.. والله أعلم.
هل كراهة التنفل بعد صلاة العصر تنتهي بدخول وقت فريضة المغرب أم بعد الانتهاء من أداء فريضة المغرب؟
نصَّ الحديث الثابت في النهي عن الصلاة بعد العصر:(لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس) وهو كاف في الدلالة على أن النهي إنما ينتهي بالغروب.. والله أعلم.
دخلت المسجد قبل أذان المغرب بحوالي نصف ساعة فهل أصلي ركعتي التحية أو لا؟
بما أن الشمس في ذلك الوقت تكون قد أذنت بالاصفرار فلا تركع ركعتي التحية، ويكفيك أن تأتي بالباقيات الصالحات قبل جلوسك.. والله أعلم.


يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة