عمّان ـ العمانية : يضم معرض “رحلة الإمبراطور بيدرو الثاني إلى الأراضي المقدسة” المقام بالمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، مجموعةً من الرسومات والصور التاريخية النادرة والذي يستمر حتى ديسمبر القادم حيث يجسد 48 صورة توثق مشاهد مدهشة وتعد وثائق تاريخية نادرة للأراضي المقدسة، وقد تميزت بجمالياتها الفنية، إذ إن الزوايا التي التُقطت منها اتسمت بالتنوع وامتثلت لأساسيات التصوير آنذاك والتي أصبحت فيما بعد تدرَّس ضمن كلاسيكيات هذا الفن.
منها زيارة الإمبراطور بيدرو الثاني إلى الأراضي المقدسة في عام 1876 و كان الإمبراطور الذي حكم البرازيل خلال الفترة 1831-1889 قد زار الأراضي المقدسة غيرَ مرة وجال في عدد من المواقع فيها. وبلغ عدد الرسومات والصور في مجموعته الخاصة نحو عشرين ألف صورة، عكست - إلى جانب مذكراته الشخصية - اهتمامه بكتابة التعليقات على ما يزوره من أماكن قديمة، وتركيزه على عادات الناس وطعامهم ولباسهم والمشاهد الطبيعية التي تتحلى بها المناطق التي يزورها.
وتتناول الصور المنتقاة لهذا المعرض الزيارة الثانية للإمبراطور إلى منطقة الشرق الأوسط، إذ جال في أراضي لبنان وسوريا وفلسطين وبيروت ودمشق والقدس، كما زار نهر الأردن قبل أن يواصل خط سير رحلته إلى مصر وتكشف الصور عن إبداع عدد من المصورين الذين استطاعوا تصوير حياة الناس آنذاك والتقاط صور لحركتهم في المكان بما يمثل استغلالًا أمثل لفضاء الصورة الذي بدا شديد الثراء بالتفاصيل. كما أن جودة هذه الصور ساعدت في الحفاظ على بقائها طوال تلك المدة، وهي محفوظة حاليًّا في المتحف البرازيلي.
وكان الإمبراطور بيدرو الثاني قد تبرع بهذه الوثائق البصرية الفنية للمكتبة الوطنية في البرازيل، وظلت الوثائق على حالها لقرن من الزمان، وبعد تطور مهارات الحفاظ على الصور الفوتوغرافية القديمة والتقنيات الخاصة بذلك قررت المكتبة في عام 2003 عرض المجموعة لتكون متاحة للجمهور، ثم بدأت التعاون مع متاحف وصالات لعرض أجزاء منتقاة من هذه المجموعة الضخمة التي أُدرجت في سجل ذاكرة العالم الذي أنشأته منظمة اليونسكو.
وقال د.خالد خريس المدير العام للمتحف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: “يضعنا هذا المعرض أمام أهمية الفن في التوثيق، وفي حالتنا هذه نحن أمام صور فوتوغرافية تنقل واقعًا تم، وزمنًا مضى”، مضيفًا أن الفن قام بدور كبير في التوثيق من خلال الفنانين والرسامين الذين جاؤوا إلى المنطقة العربية لرسم الأماكن التي يزورونها والأشخاص الذين يلتقونهم، ومن أبرزهم البريطاني ديفيد روبرتس، والإسباني انطونيو موتيث ديجرين.