تتواصل الهجمات المتوالية والممنهجة على الشقيقة قطر وذلك لثني عزيمتها لاستضافة أكبر حدث رياضي على الكرة الأرضية والذي يفصلنا عنها أسبوع تقريبا، حيث وعدت قطر بتقديم نسخة مثالية لنهائيات كأس العالم 2022 تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الاوسط ودولة عربية وهو حدث العرب كافة – كما قال أمير دولة قطر – الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ، واليوم تقترب قطر من حلم العرب بعد ان بذلت الغالي والنفيس لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير؛ لتخبر العالم اجمع بأنها بطولة قطر وعمان والكويت والسعودية والبحرين والامارات وكل الدول العربية، ليكون ذلك شرفا كبيرا لهم على حد سواء، بانهم نجحوا في خطف الاستضافة التي هيمنت عليها الدول الاوروبية وبعض دول القارات الأخرى.
ان ردة الفعل التي تتلقاها دولة قطر من المهيمنين على الاستضافات هي ردات فعل طبيعية تحصل قبيل كل استضافة ولكن ما تتعرض له قطر هو أمر مختلف تماما على اعتبارها بأنها الدولة التي سوف تٌخجل من بعدها في تنظيمها لهذا الحدث، فالمؤشرات الأولية والصور التي تم تناقلها مؤخرا تؤكد بأنها ليست مجرد استضافة بل انها فاقت كل تصورات العالم، لذا من الطبيعي بأن تجد ردة الفعل من قبل المنافسين في عالم المستديرة بنقلها من القارات الى منطقة الخليج ناهيك عن الابعاد الاخرى التي بدأت تأخذ حيزاً كبيرا في الاعلام الخارجي، وعلى الرغم من ذلك بقيت الحكمة الخليجية والعربية هي من تصدت لتلك الهجمات وفق أجندة مدروسة رُسمت بنجاح لتفادي تلك الهجمات منذ 12 عاما فور الاعلان عن الاستضافة، لتعود تلك الهجمات من جديد قبل انطلاقة المونديال بأيام بعد ان اطلقت عدد من الدول الأوروبية سياسة المقاطعة بعد ان فشلت من سحب الملف القطري ولكن وللأسف أغلب تلك الدول التي اعلنت تلك المقاطعة استعدت منتخباتها وجماهيرها للحضور وهي من اكثر الدول التي حجزت لها مقاعد للتواجد في مونديال قطر في دوحة العرب.
تبقى السياسة الجميلة التي انتهجتها دولة قطر باتزانها حول تلك الهجمات والمحافظة على الاستقرار العام من خلال اتباع مبادىء الهدوء والحكمة والعمل بالمنطق والاصرار والمكابرة على احقية دولة عربية لاستضافة المونديال.. هي من اوصلتها الى نجاح قبل انطلاقة الحدث ونحن على ثقة بأن الأشقاء في قطر سيبهرون العالم في هذه النسخة والتي يتوقع الجميع بانها ستكون فريدة من نوعها وسيخلدها التاريخ الكروي.

بدر الزدجالي
من أسرة تحرير«الوطن»