- وزيرة التعليم العالي: يتحتم علينا تمكين الطلبة وإكسابهم مستويات عالية من المهارات المستقبلية

- رئيس الجامعة: دفعة جديدة تنطلق إلى مراحل بناء الوطن وخدمة المجتمع وتحقيق الذات

- الخريجون: هنيئا لنا يوم تخرجنا.. وإنا ماضون على العهد لأجل عمان

كتب ـ عيسى اليعقوبي:
تصوير ـ سعيد البحري
بتكليفٍ سامٍ من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم من طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ رعت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية ـ وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أمس حفل تخريج الفوج الثاني للدفعة الثالثة والثلاثين من طلبة جامعة السلطان قابوس، من كليات الهندسة والطب والعلوم الصحية والعلوم والتمريض وكلية العلوم الزراعية والبحرية، وقد شمل الحفل تخريج (1221) خريجًا وخريجة بالمسرح المفتوح في الجامعة. وقالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية ـ وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: فخورون اليوم بتخريج (2912) طالبًا وطالبة من خريجي البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بجامعة السلطان قابوس، حاملين مشاعل العلم والمعرفة المشرقة، معتزين بهويتهم العُمانية، ومعززين الوطن بكوادر وطنية فاعلة وواعدة، ستسهم في رفد سوق العمل وقطاعاته المختلفة بمبادرات ريادية مدروسة، في ظل النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
وأضافت: إن منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أحد أهم القطاعات التي ركزت عليها الرؤية الوطنية (عُمان 2040)، والمعول عليها دعم التنافسية، من خلال إثراء الوطن بمخرجات متميزة ذات كفاءات بحثية عالية وقدرات ابتكارية، تواكب التطور التقني الذي يشهده العالم من حولنا، والذي يحتم علينا ضرورة تمكين أبنائنا وإكسابهم مستويات عالية من المهارات المستقبلية الرقمية أو العلمية الضرورية، والتي تؤهلهم للعمل بمهنية واحترافية في رفع مستوى الإنتاجية، خصوصًا في ظل الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والعوالم الافتراضية، وليكونوا أكثر قدرة على التشارك في استثمار الفرص المتاحة، ومواجهة التحديات وإدارة الأعمال والاقتصاد في بيئة حديثة، متسلحين بالمهارات التي اكتسبوها في مجال تخصصهم وغيرها من المهارات، حاملين معهم قيم جامعة السلطان قابوس من تميز وولاء ونزاهة ومصداقية، للمشاركة الجادة والبناءة والارتقاء بمكانة هذا الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة.
ودعت معاليها الطلبة للاستمرار على النهج العلمي الذي رسموه لأنفسهم، بكل جهد ومثابرة من أجل إحراز الطموحات التي وضعوها، نحو مستقبل مشرق لهم وللأجيال القادمة، وبما يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية للأهداف المنشودة.
في بداية الحفل قال صاحب السُّمو السَّيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد ـ رئيس جامعة السلطان قابوس: معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية الموقرة وزيرة التعليم العالي والبحث العلميِّ والابتكار راعية حفلنا هذا أصحاب السُّمو أصحاب المعالي المكرمون أعضاء مجلس الدولة أصحاب السعادة أولياء أمور الخريجين أعضاء الهيئات الأكاديمية والطبية والفنية والإدارية
أيها الخِريجون الأعزاء: خِرِّيجي الدراسات العليا، والدفعة الثالثة والثلاثين من كليات: الطبِّ والعلوم الصحية، والهندسة، والعلوم، والعلوم الزراعية والبحرية، والتمريض. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لقد شَهِدْنا الأسبوع المنصرم تخريج طلبة كليات العلوم الإنسانية بجامعة السلطان قابوس، وها نحن اليوم نشهدُ تخريج طلبة الكليات العلمية؛ فما أَسْعَدَنا بهذه المناسبة، التي تفخر فيها الجامعة ـ تزامنًا مع عيدنا الوطني المجيد ـ بتقديم دُفْعةٍ جديدةٍ من مُخرجاتها تنطلقُ إلى مرحلةٍ أخرى من مراحل بناء الوطن، وخدمة المجتمع، وتحقيق الذات، وتَعْكِسُ مكتسباتها المعرفية في الواقع العَملي.
وأضاف: ونحن نحتفي بأبنائنا الخريجين والخريجات، وإنجازاتهم بعد مرور سنواتٍ من الجِدِّ والمثابرة؛ فإننا نحتفي كذلك بكلِّ أصحاب الجهود الذين عَملوا على وصولهم إلى هذا اليوم
من الطواقم الأكاديمية والطبية والفنية والإدارية في الجامعة؛ فلهم جزيلُ الشكرِ وبالغُ الثناءِ على استمرار عطائهم وحِرْصهم على تهيئة الظروف التدريسية الملائمة، لاسيما مع كل التحديات التي واجهَتْهم، وكانتْ لها انعكاساتُها التي لا تَخْفى على الجميع.
والشكرُ موصولٌ كذلك إلى جميع شركائنا في عملية التأهيل والتدريب، من مؤسساتٍ حكوميةٍ وخاصة؛ على جهودهم المقدَّرة وتعاونهم المستمر. وقال رئيس الجامعة: إن وجودَ أبنائِكم وبناتكم على مقاعد التخرجِ اليومَ لم يتأتَّ لولا دعمُكم ومتابعتُكم المستمرةُ لهم، قَبْلَ وصولهم إلى الجامعة، وأثناءَ دراستهم الجامعية. لقد كان لعنايتكم المتواصلة أثرٌ مهم ومعنىً كبير؛ فلكم جزيلُ الشُّكر ووافرُ التقدير. الخريجون والخريجات الأعزاء وأنتم تَمْضُون في طريق النجاح بإذنِ الله؛ قد تَجِدون بين ما تَطْمَحون إليه والواقع مسافات طويلة لا يقطعُها إلا مَنْ صَبَر ووَاظَبَ على المضيِّ خُطْوةً بخطوةٍ حتى النهاية لتحقيقِ مبتغاه وسَتُدْرِكون أن الحياةَ ليست كما نتصوَّرُها من بعيد. لقد وَصَلْنا نحن وجميعُ من سَبَقَكم إلى هذه القناعة!
بعد ذلك تم تسليم الشهادات للحاصلين على درجة الدكتوراه في كليات (الهندسة والطب والعلوم الصحية، وكلية العلوم، وكلية العلوم الزراعية والبحرية)، ثم تسليم شهادات الحاصلين على درجة الماجستير في كليات (الهندسة، وكلية الطب والعلوم الصحية، كلية العلوم، كلية العلوم الزراعية والبحرية وكلية التمريض).
بعد ذلك ألقى الخريج زايد بن سعيد البوسعيدي ـ كلية الهندسة كلمة للخريجين قال فيها: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جعَلَ العِلْمَ أَسَاسًا لِرُقِيِّ الأُمَم وسُمُوِّ الحَضَارَات، وحَثَّ عَلَى السَّعْيِ لَهُ وللعَملِ الصالحِ ببَذْلِ الطَّاقَات والقُدُرَات، هو القائلُ في كتابهِ الحكيم:(وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمنُون وَسَتُرَدُّون إِلَى عَلِم ٱلْغَيْب وَٱلشَّهادَة فَيُنبِّئُكُم بمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون)، والصَّلاةُ والسَّلامُ، على نبينا محمدٍ بن عبدالله المعلم الصبور، يَهدي الناسَ من الظلمات إلى النور، وعلى آله ومن سارَ على نهجهِ إلى يوم النشور.
وقال: معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية ـ وزيرةَ التعليم العالي والبحثِ العلميِّ والابتكار، راعيةَ الحفل، لقد أشرقتْ شمسُ هذا اليوم، وقد تفتحتْ معها نوافذُ قلوبنا نحنُ خريجي الدُّفعة (الثالثة والثلاثين) من الكليات العلمية، تحكي عن أيامٍ كانت مليئةً بالاجتهاد والمثابرة، كان فيها الجدُّ رفيقًا دائمًا لنا في كلِّ الأوقات، مفعمين بالشغفِ والأمل، متمثلين قولَ الشاعر:(يا مَنْ يُسامي العُلا عفْوا بلا تعبٍ .. هيهاتَ نيلُ العُلا عَفوًا بلا تَعَب، عليكَ بالجِدِّ إنِّي لمْ أجدْ أحدًا .. حَوى نصيبَ العُلا من غيرِ ما نصَب).
وأضاف: لقد جاءتْ لحظةٌ مشرقةٌ نودعُ فيها التعبَ وأيامَ الدراسة، لنحصدَ ما زرعناهُ خلالَ تلكَ الأيام، ولنودعَ أصدقاءً وزملاءَ، أمضينا معهم أوقاتًا ممتعةً لا تُنسى، قضيناها في جنبات جامعة السلطانِ قابوس أعزِّ الرجالِ وانقاهُم، فتفيضُ قلوبُنا شكرا وعِرفانا له طيبَ الله ثراه، فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ الجزاء، مجددين ولاءَنا وعهدَنا لمجدد النهضة المباركة جلالة السلطانِ هيثم بن طارق المعظم ـ حفظهُ الله ورعاه ـ لنبذلَ كلَّ طاقاتنا لكي نُسهم بعزمٍ في مَسيرة البناءِ لعمان المستقبلِ تحتَ قيادتهِ الحكيمة. بعد ذلك تم تسليم الشهادات لخريجي البكالوريوس لكليات الهندسة والطب والعلوم الصحية، عقب ذلك ألقت الخريجة أنوار بنت حميد العيسائية قصيدة شعرية بعنوان:(فرحة الخريجين)، وفي الختام تم تسليم الشهادات لخريجي البكالوريوس لكليات العلوم وكلية العلوم الزراعية والبحرية وكلية التمريض.