يسعى “الرئيس الإسرائيلي” يتسحاق هرتسوج، بدفع جهوده لإقامة “حكومة وحدة وطنية” في “إسرائيل”، تشمل انضمام رئيس حزب “ييش عتيد” (يوجد مستقبل) يائير لبيد، ورئيس “المعسكر الوطني” الجنرال بيني جانتس، إلى حكومة واسعة مع حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو. فيما حسم رئيس “الوزراء الإسرائيلي” المنتهية ولايته يائير لابيد، قراره حول إمكانية مشاركته في الحكومة الجديدة. وأكد لابيد خلال حفل لإحياء ذكرى مقتل إسحق رابين، إنه لن يُشارك في الحكومة الجديدة التي يُتوقع أن يُشكلها بنيامين نتنياهو. وشدد على أنه “لا يوجد أي سيناريو يمكن من خلاله الدخول إلى الحكومة”، مضيفًا: “سنقاتل حتى نعود إلى الحكم”.
بينما تحدث بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء المكلف بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، عن عدد من الملفات التي سيتم العمل عليها خلال الفترة المقبلة. وقال نتنياهو خلال إحياء ذكرى مقتل إسحق رابين في الكنيست، إنه “على الرغم من عدم وجود اتفاق حتى الآن مع الفلسطينيين، هناك إجماع واسع على أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على المنطقة بأكملها غرب الأردن”. مضيفًا قوله إن “القدس عاصمة إسرائيل موحدة وعليها سيادتها”. كما أشار نتنياهو إلى أن “هناك إجماعًا واسعًا على ضرورة توسيع دائرة التطبيع مع الدول العربية”.
ووفق ما يتم نشره وإعلانه، فإن “الضم” سيكون على أجندة الحكومة الجديدة، وحين سئل (ياربف ليفين) رئيس كتلة حزب الليكود البرلمانية عن مخططات الحكومة المقبلة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في ظل إعلان نتنياهو خلال ولايته الأخيرة عزمه ضم أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية، بما يشمل جميع المستوطنات وأراضٍ في محيطها وغور الأردن، قال ليفين: “كنا بعيدين مسافة خطوة واحدة من فرض السيادة في يهودا والسامرة (الضفة المحتلة)، آمل أن ندلي بتصريحات أقل ونمضي قدمًا في خطوات عملية”.
لقد شرع رئيس “المعارضة الإسرائيلية” وحزب الليكود”، بنيامين نتنياهو، بعقد لقاءات مع رؤساء الكتل البرلمانية في معسكره من القوى التوراتية الحريدية و”الصهيونية الدينية”، وتحديدًا مع كل من بتسلئيل سموتريتش من حزب “الصهيونية الدينية”، وحليفه إيتمار بن غفير من “عوتسما يهوديت”، وأرييه درعي من حزب “شاس”، ويتسحاق جولدكنوف وموشيه جافني من حزب “يهدوت هتوراة”.
ومن المتوقع أن يتمكَّن نتنياهو خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وقبل نفاد المهلة المخصصة (45 يومًا)، من تشكيل حكومة ائتلافية، هي الحكومة السابعة والثلاثون في تاريخ “إسرائيل” وتقتصر على معسكره. حكومة تمثّل استمرار انزياح “المجتمع الإسرائيلي” بنخبه المختلفة، وقاعه المجتمعي، نَحْوَ اليمين واليمين المتطرف أو الفاشي.
في الاستخلاصات العامة، المؤشرات تذهب للقول بأن على الفلسطينيين والعرب عمومًا، أن لا يراهنوا على نتائج الانتخابات وعلى حكومة نتنياهو القادمة، فالمناخ اليميني: التوراتي الحريدي و”الصهيونية الدينية” واليميني العلماني، مُسيطر على الشارع “الإسرائيلي”، ولن يتراجع ما دامت الحالة العربية مترهلة، وما دام الانقسام الفلسطيني مستمرًّا.
إن الفلسطينيين في الداخل عام 1948 بحاجة لوحدة وطنية، وإلى مشروع سياسي واضح لمواجهة الحالة “الإسرائيلية” الداخلية، وانزياح الغالبية المجتمعية لصالح قوى اليمين واليمين المتطرف، بعيدا عن لعبة المعسكرات.


علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
[email protected]