كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
تصوير ـ إبراهيم الشكيلي
نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وبالتعاون مع شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين، مؤتمرًا دوليًّا تحت شعار:(المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع) وذلك احتفاء باليوم العالمي للتسامح والذي يصادف يوم الـ16 من الشهر الجاري وذلك بفندق شانجريلا بر الجصة. رعى فعاليات حفل المؤتمر معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري ـ وزير الاقتصاد بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمشاركين والمدعوين.
تضمن المؤتمر عددا من المحاور، حيث جاء المحور الأول (من التنظير إلى التطبيق: (المؤتلف الإنساني تواصل حضاري ودعم جهود التنمية المستدامة)، والمحور الثاني جاء تحت عنوان:(دفع عجلة التنمية: نماذج عملية في القيم الإنسانية المشتركة وتنوع الثقافات.. المستوى المؤسسسي)، وحمل المحور الثالث (دور المرأة في تعزيز القِيَم الإنسانية المشتركة والتنمية المستدامة) أما المحور الرابع فجاء تحت عنوان:(دور الشباب في ترسيخ القِيَم الإنسانية المشتركة وريادة التنمية المستدامة).
وحول فعاليات المؤتمر قال معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري ـ وزير الأوقاف والشؤون الدينية في كلمة له: نحن سعداء بأن نشهد جانبًا مضيئًا من الجهود العالمية في إحلال السلم والطمأنينة وبناء جسور التواصل والمحبة والوئام والقضاء على بؤر التوتر والتصعيد والاهتمام بالتنمية والعيش الكريم للبشرية كمثل هذا المؤتمر الذي نلتقي فيه اليوم، ولكننا في الجانب المقابل نحزن ونحن نتابع جميعًا وبكل أسف تدهور العلاقات الإنسانية في عالم مضطرب وتنامي معدلات الإرهاب وخطاب الكراهية وانتهاكات حقوق الإنسان وارتفاع معدلات الفقر واضطراب التنمية في بعض المجتمعات. وأعرب معالي الدكتور عن أن سلطنة عمان ـ ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وبالتعاون مع كافة المؤسسات المعنية بالتسامح والتعايش والتفاهم في هذا العالم ـ تقوم بالسعي إلى تعزيز ثقافة التعايش والاندماج والوئام والتآزر والعطف على الآخر واحترام الذات الإنسانية، وتقدير التنوع واحترام المقدسات ونبذ كافة أشكال الممثلة في التمييز والتعصب والإرهاب، ويأتي ذلك من خلال إشراك الأفراد والمؤسسات والمراكز ذات الصلة تحتوي على مبادرات وحوارات لتعزيز المساواة ومنع التمييز. كما ألقى معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري ـ وزير الاقتصاد كلمة قال فيها: إنَّ العالم يشهد ثورة تكنولوجية هائلة وتحولًا اقتصاديًّا مثيرًا للاهتمام، وتغيُّرًا سكانيًّا واجتماعيًّا لافتًا، وليس منا من يجهل ما يشهده العالم من نزاعات وصراعات دامية بسبب تضارب المصالح الاقتصادية والسياسية أدَّت إلى اتساع الهوة بين مختلف طبقات المجتمع الإنساني الواحد، فضلًا عما يشهده الكوكب من تغيرات مناخية تلقي بظلالها على تركيبة المجتمعات اقتصاديًّا واجتماعيًّا. من جانب آخر ألقى سعادة الشيخ سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي ـ وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية كلمة قال فيها: نجتمع هنا اليوم للاحتفاء باليوم العالمي للتسامح، الذي يأتي هذا العام تحت شعار:(المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع)، وكما أكدت خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠ أنه (لا سبيل إلى تحقيق التنمية المستدامة دون سلام، ولا إلى إرساء السلام دون تنمية مستدامة). وأوضح سعادته أن السلام والتنمية المستدامة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ولتحقيق السلام في العالم، فإن سياسة سلطنة عمان الخارجية تقوم على رؤية عميقة، رؤية تضع سلطنة عمان كدولة صديقة للجميع على الدوام، وهي رؤية تتبنى مبدأ الحوار وقيمة التسامح كموجهات أساسية للتعاطي مع القضايا العالمية وتحدد مسارات معالجة التحديات الدولية، فهي رؤية تتبنى السلام منهجًا لها تؤدي به سلطنة عمان دورها الفاعل في المجتمع الدولي.