لم أتردد في قبول دعوة حضور فعالية خاصة بالمبتكرين والمبدعين التي أقامها معهد متخصص بهذا المجال في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق (KurdistanInnovation Institute )، واستمعت خلال ما يقرب من ثلاث ساعات لكل ما يدفعنا للتفاؤل لعدة أسباب: أولها، دقة التنظيم التي تعكس حيوية وحرص القائمين على هذا المعهد في البدء بمشوار في غاية الأهميَّة، وعرض بعض القدرات لشباب خاضوا غمار تجربة التقنيات الحديثة التي يزداد انتشارها في مختلف أرجاء العالم، وثانيهما، التأكيد على ضرورة دعم الشباب ورعايتهم وتقديم التسهيلات لمشاريعهم وبما يعزز القدرات الجديدة. والثالث، الاهتمام بمسألة البنية التحتية، التي من شأنها تحقيق الأهداف القريبة والبعيدة في سياقات التطور التي يشهدها العالم.
نحن في العراق نراقب الخطوات المتميزة التي تشهدها بعض الدول العربية، التي يعلن عن بعضها، وتؤكد حرص أصحاب القرار على التأسيس لبنية تحتية تقنية ومعلوماتية تنسجم والتطور الهائل الذي يشهده العالم، فقد بدأت منذ سنوات إمارة دبي في الإمارات العربية المتحدة في إطلاق المشاريع التقنية، ورعاية القدرات الشبابية في مجالات البرمجة ومختلف صنوف المعرفة الحديثة، ومثل ذلك نجد في الدوحة حيث تنهض مؤسسة كتارا في المجال الإبداعي وفي مختلف المجالات. وخطت المملكة العربية السعودية خطوة متميزة بتأسيس مدينة (نيوم) في مدينة جدة قبل عدة سنوات، والشروع في بناء يشبه في تفاصيله المدن المعرفية التي تنهض في العديد من الدول في محاكاة ذكية لما يشهده وادي السليكون في الولايات المتحدة.
ما يميز تجربة مدينة أربيل ومن خلال (معهد كردستان للابتكار)، الذي يسعى لدعم الشباب من أصحاب الأفكار والمشاريع الجديدة وفي مختلف الميادين، ما أعلنه القائمون عليه، حيث تلتقي وتزدهر الأبحاث والإبداع وريادة الأعمال. وأنهم يدعمون الأفكار والشركات، التي تتطلع إلى ابتكار أو تبنِّي تقنيات جديدة يمكن أن تساعد إقليم كردستان على تحقيق اقتصاد أكثر تطلعًا للمستقبل، وأكثر استدامة، والتي يمكن أن تحتضن التقنيات الجديدة واتجاهات الأعمال الحديثة.
نتمنى أن تتواصل الجهود من قِبل المعنيين بالأمر في أربيل ورعاية الكفاءات، وأن يحرص القائمون بالكشف عن القدرات والأفكار وتشجيعهم، من خلال اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، التي تسهم في التعريف بتلك المشاريع وتحفيز الآخرين للانخراط في هذه البيئة الجديدة. وبدون شك، أن التعرف على التجربة المصرية الإعلامية ضروري جدا في رعاية المبتكرين وتشجيعهم، ومثل ذلك تجربة الإمارات المتحدة وما تقدمه وسائل الإعلام المختلفة فيها من دعم حقيقي للمبتكرين ورعاية مشاريعهم.
بانتظار الخطوات الداعمة للمبتكرين، وعسى أن تنتشر مثل هذه المشاريع في جميع المدن العراقية والعربية.

وليد الزبيدي
كاتب عراقي
[email protected]