مع اتفاق الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف حول المناخ “ كوب 27” الذي اختتم في شرم الشيخ بمصر على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من الكوارث المناخية، يكون المؤتمر قد حقق اختراقا في مسألة شكلت خلافا بين دول الشمال والجنوب، وهي تمويل خسائر التغير المناخي حيث نجح هذا الاختراق في التأكيد على أهميَّة تمويل الخسائر وتبقى اللمسات الأخيرة لآليات تنفيذ التمويل.
وكانت دعوة الدول النامية إلى إنشاء صندوق الأضرار المناخية دفعت القمة للاستمرار بعد موعد انتهائها الأصلي الذي كان مقررا، الجمعة، مع مواجهة الدول صعوبة في التوصل لاتفاق.
وفي الاتفاق حول الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول الفقيرة تكون آلية التمويل عبر إنشاء صندوق خاص مكرس للخسائر والأضرار، “يوجه” الأموال إلى أكثر الدول ضعفا إزاء التغير المناخي، حيث تحتاج هذه المسودة للحصول على موافقة الدول المشاركة في القمة والبالغ عددها نحو 200 دولة.
وما يجعل هذا الاتفاق بمثابة اختراق هو أنه يأتي بعد سنوات من مقاومة الدول الغنية لدعوات الدول المعرضة للتأثر بتغير المناخ المطالبة بتمويل لتعويض الخسائر والأضرار، حيث إن الاتحاد الأوروبي يعتزم تأييد إنشاء الصندوق شريطة مشاركة الاقتصادات الناشئة كثيفة الانبعاثات مثل الصين في تمويله بدلا من الاقتصار فقط على الدول المسؤولة تاريخيا عن التسبب في قدر كبير من الانبعاثات مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لكن الدول الغنية تطالب أيضا بأن تستمر المباحثات فترة أطول.
كما أنه ووفقًا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فإن هذا الاتفاق يمكن أن يعمل على بناء الثقة.
وحتى مع ترحيل معظم القرارات الأكثر إثارة للجدل حول الصندوق إلى العام المقبل والتي منها “تحديد مصادر التمويل وتوسيعها” وهو السؤال الشائك حول أي البلدان التي ينبغي أن تسهم في الصندوق الجديد فإن هناك “لجنة انتقالية” تقدم توصيات للدول حتى تتبنى القمة القادمة (كوب28) في دولة الإمارات العربية المتحدة نوفمبر 2023 المقترح بحيث تتضمن تلك التوصيات حل إشكالية الدول التي يتعين عليها تمويل الصندوق الجديد.

هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
[email protected]