«إن رؤية عُمان 2040 هي بوابة السلطنة للعبور للتحدِّيات، ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية واستثمار الفرص المتاحة وتوليد الجديد منها، من أجل تعزيز التنافسية الاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، وتحفيز النمو والثقة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في كافة محافظات السلطنة».
“جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم”
حبًّا وشوقًا لأهل عُمان وكعادة أهل البحرين تهفو قلوبهم المُحبة، ويدفعهم الحنين لزيارة الشقيقة عُمان الحبيبة في كل حين، وبالذات خلال شهر نوفمبر من كل عام؛ للاحتفال مع أهل عُمان الشقيق بمناسبة اليوم الوطني المَجيد الذي يوافق الـ18 من نوفمبر من كل عام ولِما يربط القيادتين الحكيمتين والشَّعبين الشقيقين من أواصر الأخوَّة والمَحبة والتي تجسَّدت مؤخرًا في زيارة السُّلطان هيثم بن طارق لمملكتنا البحرين، حيث توالت اللقاءات الرسمية بين الجانبين لتقوية العلاقات المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية، وأثمرت عن توقيع عددٍ من مذكّرات التفاهم بين الجانبين، وارتقت العلاقات لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس اللجنة العُمانية البحرينية المشتركة التي تعمل على تحقيق التكامل بين رؤيتي عُمان 2040 والبحرين 2030.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن عُماني وخليجي، سنلقي الضوء على رؤية عُمان 2040 التي تسعى الحكومة العُمانية إلى تحقيقها بكل إصرارٍ وتحدٍّ وبخطوات ثابتة.
ففي 22 ديسمبر 2013 صدر أمر سُلطاني في عهد السُّلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ بوضع خطة حكومية عُمانية للتنمية، وتم تشكيل لجنة لتنفيذ هذه الخطة برئاسة صاحب السُّمو هيثم بن طارق آنذاك ـ سلطان عُمان حاليًّا ـ حيث جاء في أمر تشكيلها وجوب: «إعداد الرؤية المستقبلية 2040 وبلورتها وصياغتها بإتقان ودقة عالية في ضوء توافق مجتمعي واسع ومشاركة فئات المجتمع المختلفة، حيث تكون مستوعبة للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستشرفة للمستقبل بموضوعية ليتم الاعتداد بها كدليل ومرجع أساسي لأعمال التخطيط في العقدين القادمين»*
وفي 15 ديسمبر 2020 تم إقرار الرؤية من قبل جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم، بدأ تنفيذها في 1 يناير 2021 والذي سيستمر لغاية ديسمبر 2040.
المحاور والأعمدة الرئيسية للرؤية:
أولًا: (الإنسان والمجتمع)
من خلال تطوير التعليم والبحث العلمي وتجهيز برامج تعليمية متكاملة ذات جودة عالية قادرة على إخراج مجتمع معرفي ذي قدرات وطنية عالية، وتطوير النظام الصحي لتوفير رعاية صحية شاملة، تعزيز المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، وتوفير الرفاهية والحياة الكريمة المستدامة للمواطن العُماني بكل فئاته.
ثانيًا: (الاقتصاد والتنمية)
أيضًا من محاور الرؤية خلق اقتصاد قوي متنوع مستدام قائم على التنمية والابتكار والإبداع والتميز، اقتصاد تنافسي عالمي، جاذب للاستثمار، يتميز بالشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، وأيضًا خلق سوق عمل جاذب للكفاءات ومتميز بأيدٍ عاملة ذات مهارة وإنتاجية عالية وثقافة عمل إيجابية، واستخدام مستدام للموارد والثروات الطبيعية.
ثالثًا:(الحوكمة والأداء المؤسسي)
حيث تتطلع هذه الرؤية إلى تأسيس قِطاع حكومي ومؤسَّسي فعَّال صانع للمستقبل قائم على مبدأ الحوكمة الرشيدة، والشراكة المستدامة بين القِطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني والأفراد.

وبالوصول لعام 2040 تكون سلطنة عُمان قد حققت ـ بتوفيق من الله ـ الأهداف الآتية :
أن تكون من ضمن أفضل 20 دولة في مؤشر الابتكار العالمي.

أن تصبح من ضمن أفضل 10 دول في مؤشرات الحوكمة العالمية والكفاءة الحكومية.

أن تكون من ضمن أفضل 10 دول في مؤشر التنافسية العالمية.

زيادة متوسط نصيب الفرد بنسبة 90% من الناتج المحلي.

رفع معدل الناتج المحلي إلى 5%.

رفع نسبة الاستثمار الأجنبي إلى 10%.

أن تكون من ضمن أفضل 20 دولة في مؤشر الأداء البيئي.

زيادة نسبة الأيدي العاملة العُمانية في وظائف القطاع الخاص المستحدثة بمعدل 40%.

زيادة نسبة مساهمة القِطاعات غير النفطية في الناتج المحلي إلى أكثر من 90%.

ختامًا، نسأل الله أن يعين جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم على حمل الأمانة العظيمة في بناء سلطنة عُمان، وأن يوفقه ويسدد خطاه لتحقيق رؤية عُمان 2040 من أجل عُمان وتحقيق رفاهية عالية لشَعبها الوفي ونحو مزيد من التقدم والرقي والنماء، والحياة الكريمة والعيش في أمن وأمان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
* موسوعة ويكبيديا
* موقع عُمان المستقبل



نجاة بنت علي شويطر
[email protected]