أهَيْثَـمَ المَجْـدِ ياغَـيْثَاً مِــنْ الدُّهُــمِ
حَلَلْتَ سَهْـلاً على رَوْضٍ مِـنْ النِّعَـمِ

وَنَهْضَـةٍ أنْـتَ مَـنْ دَوْزَنْتَ حَاضِرَهَا
وحُطْتَ سِــرّاً بِمَـا قَـدْ خُـطَّ بِالقَلَـمِ

نَثَـرْتَ حُبَّــاً وَوِدّاً فـي رُبـى وَطَــنٍ
سَكَبْـتَ سَيْلاً مَـنْ الآدابِ والقِـيَــمِ

وجِئْتَ في مُوْكِبِ الأفْراحِ مُبْتَسِماً
تَجُـرُّ مِــنْ خَلْفِـكَ الأمْجـادَ للشِّمَــمِ

فقُدْ خُطى المَجْدِ مَحْفوفَاً بِعَـافِيـةٍ
مَرامُـكَ العَــزْمُ والتَّطْـوَافُ بالقِمَـمِ

فشَعْبُـكَ الحُـرُّ قَـدْ وافـاكَ مُعْتَصِماً
بِـبُــرْدَةِ الشُّــمِ والأخْـلاقِ والشِّيَـمِ

أتَـــاكَ مِــنْ كُـلِّ مَعْـمُـورٍ بِــزَنْبَـقَــةٍ
وطَـرْقِ نَـانٍ وتَـرْنيـــمٍ مِـنِ النَّـغَـمِ

فعُـدْ الى الحَــزْمِ مَزْهُـوًّ ومُنْتَصِراً
وَوَازِنِ القَطْـرَ بَيْـنَ الحُصْنِ والعَلَمِ

أعِـدْ إلى العِيْـدِ آمَـــالاً بِـها شُغِفَـتْ
أمَاني النَّاسِ مِـنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ

ونــازِعْ الشَّمْسَ ظِـلاً عِنْـدَ ذُرْوَتِـها
وزاحِــمِ النَّجْــمَ والأحْلامَ بالهِمَــمِ

فَـرُبَّ نَصْـرٍ أتى مِـنْ غيـرِ مُعْــتَرَكٍ
سَـعى إليــنا بِلا رَكْـبٍ على القَـدَمِ

اخْتَـطَّ نَهْجَاً وعَـدْلاً إقْتَـفى عَمَـلاً
يُخَلِّـصُ الخَلْقَ مِـنْ دُوَّامَـةِ الأُمَـمِ

وابْــنُ قَابـوسَ بَــادَلَهُ الوَفـاءَ وَلَـمْ
يُخِــلَّ بالوَعْـــدِ والمِيثَـاقِ والذِّمَـمِ

بِخَـالِـقِ العَــرْشِ إنْ وَلِيْــتَـهُ ثِـقَـــةً
يَمُـوجُ كالبَحْــرِ بُرْكانـاً مِـنْ الحِمَـمِ

وشِبْـلَـــهُ الغِـــــرَّ إنْ أمَّنْـتَـهُ بَـلَــداً
يَسُـوقُ للمَجْـدِ بُلْـدانـاً مِـنْ العَــدَمِ

فَسِـرْ بنا حَيْــثُمَا أمَّـمْـتَ في دَعَـةٍ
فِــــداكَ رُوْحٌ وأحْـفَــادٌ وبَحْــرُ دَمِ

ويَهْـنَـكَ العِــيْـدُ ياسُــلْطَـانَ أزْمِنَـةٍ
وَعُــدْ عَلينا بِعِـيْـدٍ زَانَ فِـي القِـدَمِ

فعِيْـدُ قَـابـوسَ أمَّـنَ كُـلَّ مَخْمَصَةٍ
وجَبَّ عَصْراً مِـنْ الإمْلاقِ والسَّقَـمِ

فَكُـنْ كمــا كانَ قَابـوسٌ بِقَلْـبِ أبٍ
نَبِــــرُّ ياسَــيِّـدي بالعَـهْــدِ والقَـسَمِ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* علي بن أحمد المعشني