في نوفمبر من كل عام تحتفى البلاد بالتحول الذي شهدته في كافة المجالات، الذي كان الإنسان العماني له دور رئيسي في تحقيقها بقيادة حكيمة آمنت بضرورة التحول والتغيير، ومواكبة ما يحدث في العالم من نهضة وتطور وبناء علمي ومعرفي من خلال جعل التعليم قاعدة أساسية للانطلاق نحو المستقبل، وها نحن اليوم نقف على أرض صلبة بعد 52 عاما من نهضة البناء والتأسيس بقيادة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ وعامين من بداية نهضة متجددة لديها رؤية للمستقبل بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ، والتي تمثل استمرارا من أجل المحافظة على ما أنجز وتحقيق المزيد منه ليحظى بخيره ومنفعته كل مواطن على ارض الوطن .
ما تحقق من إنجاز شواخصه بارزة ليس في البنيان أو البنى الاساسية وانما في العماني الذي تتجلى فيه الروح النوفمبرية، فجميع من ولد بعد السبعين من القرن الماضي، بطبيعة الحال يحمل بداخله منجزا سواء من الصحة او التعليم او العمل او غيرها من متطلبات واحتياجات الحياة المعاصرة، فهو بطبيعة الحال يتطلع بكل تفاؤل الى ما رسم من خطط وبرامج عبر نهضة متجددة، وقيادة ادركت ما هو مطلوب منها لتواكب معطيات التغيير وبناء مسار يكمل ويضيف على ما تحقق، ليكون ملبيا للزيادة المستمرة في الحراك والنمو السكاني الذي يحتاج المزيد من الخدمات والتوسع في البنى الاساسية والانفتاح على العالم عبر شراكات جديدة ترتكز على تبادل المنافع والمصالح فعلى الرغم من التأخر في تحسين بعض الامور المتعلقة بالوضع الاجتماعي للمجتمع، بعد ما مرت به دول العالم ومن بينها سلطنة عمان من تأثير أزمة كورونا والازمة الاقتصادية العالمية، وما شهدته اسعار النفط من تراجع حاد وصل الى اقل مما وضعته بعض الدول من سقف بموازنتها السنوية، الا ان المؤشرات التي تسجل في الايرادات والنمو المتصاعد في حركة بعض القطاعات بلاشك سيسهم خلال المرحلة القادمة في معالجة كل ذلك التراجع المستهدف للتصحيح، وسيشهد المواطن بطبيعة الحال حالة مختلفة عوضا عن تلك التي مرت عليه خلال العامين الماضيين.
ان بوادر نوفمبر 2022 من خلال حزمة التوجيهات التي امر بها قائد الوطن تترجم ذلك التوجه، وتؤكد على ان المواطن في دائرة اهتمامه، كيف لا وهو اساس التنمية ومحركها الاول، وهو اي المواطن من يشارك في قيادة مسيرتها نحو المزيد من النمو والتقدم والازدهار، الا ان مع هذا الحراك السامي لاشك يتطلب من الحكومة ان تكون اكثر تفاعلا مع متطلبات واحتياجات المجتمع وان تكون خدماتها مراعية لكل الظروف المحيطة بالوضع الاجتماعي والمعيشي، وان تكون سرعة الانجاز وتقديم الخدمة وتبسيطها وتسهيلها اساسا لما تقوم به من عمل، فالنهضة المتجددة التي تعمل بفكر القائد تتطلب قيادات متواجدة دائما في الميدان ووسط المجتمع وشراكة حقيقية للمجتمع في القرارات التي تبني مستقبله ومستقبل الوطن، فكل عام وانتم بخير وعيد وطني متجدد وسعيد.


* طالب بن سيف الضباري
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]