كيف يبعث نوفمبر كل هذا الحب في وجداننا؟ الحب لأرضنا الغالية عمان وترابها وشجرها، قلاعها الشامخة، حصونها الراسخة، جبالها وبحرها، أسواقها الشعبية والحديثة، حارتها القديمة ومدنها الحديثة، كيف يتكامل هذا المشهد في أذهاننا خصوصًا في هذه الأيام النوفمبرية الرائعة؟ ونستذكر باني النهضة المباركة ومؤسسها أعزَّ الرجال وأنقاهم؛ المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه. يتردد في أسماعنا صدى صوته إذ يقول: (حفظكم الله أبناء عُمان الأوفياء)، وخطاباته السَّامية التي انغرست فينا بحب، عقلانية الطرح وحزم الرأي، هيبة القائد ورحمة الوالد، رحمك الله وجزاك عن عُمان وأهلها كل خير وبركة. 
ونستشعر أكثر خلال هذه الأيام الولاء والعرفان لهذا الوطن العزيز، وفي نهضته المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ نمضي بكل عزم وثقة كل منا حسب تخصصه وإمكانياته وخبراته إلى مستقبل أكثر إشراقًا وبريقًا لعُمان بعون الله تعالى. فرغم التحديات الإقليمية والعالمية السياسية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم، تواصل سلطنة عمان بثبات واتزان السعي إلى رؤيتها المستقبلية (عمان 2040) بطاقات شبابها وشاباتها وجميع أطيافها وتوجيهات حكومتها الرشيدة وجميع وحدات الجهاز الإداري للدولة جنبًا إلى جنب مع مؤسسات القطاع الخاص. 
وللمضي نحو الأهداف المنشودة أكد جلالة السُّلطان ـ أيَّده الله ـ في الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في محافظة ظفار بضرورة مضاعفة الجهود الوطنية الرامية للتنويع الاقتصادي والإسراع في الانتهاء من تنفيذ جميع المشاريع التنموية، الأمر الذي يحفز الطاقات أكثر ويؤكد حرصه ـ أعزَّه الله ـ ومتابعته الحثيثة للبرامج الوطنية والمشروعات التنموية، وذلك سينعكس بطبيعة الحال بشكل إيجابي على جودة العمل وكفاءة الإنتاج، فالتوجيهات السَّامية راعت أيضًا الجوانب الاجتماعية ودعم مختلف الفئات، فلطالما كان المواطن على رأس الأولويات والخطط الوطنية. 
كما تتجدد مشاعر الولاء والعرفان في نوفمبر المجيد، تتجدد الهمم والطاقات والجهود المؤسسية والمجتمعية الهادفة إلى دفع عجلة التنمية، فلا بُدَّ من السعي أكثر ومواصلة الجهود سعيًا للأهداف المرجوة وتحقيقا لخطط التنمية الشاملة التي رسمت ملامحها رؤية (عمان 2040)، وهذا لا يتأتى إلا بتكامل الجهود في منظومة وطنية واحدة، وتحقيق الغايات ليس غريبًا على عُمان وشعبها، فهم منذ القدم صامدون ومكافحون ومثابرون مدركون لمصلحة الوطن وما يضمن ثباته وازدهاره، هنيئًا لعُمان قائدها وشَعبها وكل عام وهي تتوشح الإنجاز والعطاء والرخاء.


عيسى بن سلَّام اليعقوبي
من أسرة تحرير «الوطن»