نحتفي هذا العام بالعيد الوطني الثاني والخمسين المجيد في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وسط أجواءٍ نوفمبرية مُفعمة بالحب والولاء والعطاء لهذه الأرض الطيبة. يطلُّ علينا العيد الوطني هذا العام مع تباشير اقتصادية جيدة في ظل تعافي أسعار النفط الأخير وتحقيق سلطنة عمان لفوائض تفوق المليار ريال عماني في الأداء المالي لهذا العام، وكذلك تحسن التصنيفات والمؤشرات الأدائية الاقتصادية والمالية للبلاد هذا العام كمؤشر وكالة (موديز) الذي رفع النظرة المستقبلية حول القدرة الائتمانية من مستقرة إلى إيجابية.. وغيرها من المؤشرات الصادرة من المراكز والوكالات العالمية التي تؤكد تحسن الأداء المالي للسلطنة.
ونتطلع نحن روَّاد الأعمال إلى مزيد من التعاون والشراكة من خلال المشاريع التنموية التي ستقوم بها البلد في الفترة القادمة، وأن يكون لروَّاد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة نصيب من هذه المشاريع، وأن تكون شريكة وممكنة في مسيرة البناء للوطن بعد أن أصبحت هذه المؤسسات الآن أكثر نُضجًا وتجربة بعد السنوات العديدة التي قضتها في السوق والتي بنت لديها التجارب والخبرات العملية والإدارية، وكذلك لاحتوائها على كفاءات عمانية شبابية قادرة على العطاء بطريقة إبداعية وابتكارية تقدم القيمة المضافة للمشاريع التنموية عن طريق الصيغة التعاقدية لتقديم الخدمات والمنتجات التي لديها بشكل مرتَّب ومنظَّم. ولدينا الكثير من النماذج والتجارب الدولية والمحلية للتعاون والشراكة بين مؤسسات القطاع العام والشركات العملاقة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أدَّت إلى إخراج العديد من المشاريع التنموية المميزة، وكذلك خلق القيمة الاقتصادية والاجتماعية والأثر الكبير عبر هذه الشراكات الاستراتيجية بين كل تلك المؤسسات. علينا جميعًا أن نسعى لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإيجاد الفرص لها وبناء النماذج والكيانات التجارية التي من شأنها تعزيز القيمة المحلية المضافة والتي ستعود بالنفع والفائدة للوطن بشكل عام.


* هبة الكيومية
كاتبة عمانية