منذ أن تولى مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحُكم في البلاد وهو يحرص ـ أعزَّه الله ـ على التعامل مع شَعبه الوفي المعطاء بكل شفافية وصدق أولا؛ لأن جلالته ـ أدامه الله ـ وضع المواطن في أولوية اهتماماته، وجعله قطب الرحى الذي تدور حوله كل أهداف التنمية.. ثانيا لأنه عدَّه شريكا أساسيا في هذه التنمية، ومن حقه التعرف على كل شاردة وواردة في البلاد ليستطيع تحقيق النهضة المنشودة على أساس متين ومعلومات صادقة غير مغلوطة.
من هنا يقوم قائدنا المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ بين الحين والآخر بعقد اجتماعات مثمرة مع الحكومة من أجْل توجيهها نحو الطريق الصحيح إيمانا من جلالته بأن أولى خطوات التنمية المستدامة هي تحديد الأهداف ثم رسم الخطط السليمة التي تعمل على تحقيق هذه الأهداف، يليها بذل الجهد وحشد الطاقات من أجل تنفيذها تحت قيادة حكيمة تتابع وتوجّه من يقوم بالتنفيذ من أجل أن تسير في الطريق المرسوم لها الذي يصبُّ في صالح الوطن والمواطن والدفع بعجلة التنمية الشاملة إلى الأمام.
وتفضُّل جلالته برئاسة اجتماع مجلس الوزراء بقصر الحصن العامر في صلالة منذ أيام حمل الكثير من المعاني والدلالات على حرص جلالته على متابعة سير العمل والتأكد شخصيا مما تحقق من أهداف النهضة والمعوقات التي تواجه المسيرة المباركة.. فنراه بعد كل اجتماع يصدر أوامره السديدة التي هي نبراس تسير عليه الحكومة لتتجه نحو التقدم والرقي، وتحقيق المزيد من الإنجازات، وتعينها على القيام بمهامها المنوطة بها التي تعمل على النهوض بالوطن وتساعد على بنائه، وفي نفس الوقت على نماء الإنسان العُماني لتحقيق الرخاء والتنمية المستدامة المنشودة والطموحات الكبيرة التي ترفع اسم عُمان عاليا بين الأمم والشعوب.
إن سلطنة عُمان تسير ببركة الله وهدي جلالة السُّلطان وفكره المستنير الذي استطاع أن يوجِّه دفة البلاد لما فيه تقدُّمها ورقيُّها وتعزيز مكانتها الدولية والإقليمية وذلك بجهود السواعد الفتية التي استطاعت بفضل عزيمتها التي لا تعرف الكلل أو الملل أن تخطو نحو تحقيق المنجزات التي يشهدها كل شبر في هذا الوطن الغالي.
إن توجيهات جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ السَّامية أكدت بما لا يدع مجالا للشك على حرص جلالته على مصلحة المواطن والارتقاء بمستواه المعيشي وتحقيق الرفاهية والرخاء له.. فترقية الموظفين الحكوميين التابعين لنظام الخدمة المدنية والأنظمة الأخرى المستحقين للترقية من أقدمية عام 2012، وتثبيت أسعار وقود المركبات وفقًا لشهر أكتوبر2021 كحدٍّ أعلى حتى نهاية عام 2023م، وتمديد صرف منفعة الأمان الوظيفي للمنهية خدماتهم من المواطنين العاملين داخل سلطنة عُمان وذلك حتى نهاية شهر يونيو 2023، وغير ذلك من التوجيهات السديدة جميعها تبرهن على أن جلالته ـ أعزَّه الله ـ قريب من المواطنين جدا، ويشعر باحتياجاتهم ويسعى لتقليل آثار التضخم الاقتصادي عليهم، ويعمل دائما من أجل تحقيق تطلعاتهم.
لا شك أن توجيهات القائد المفدَّى بمثابة الشحنة التي تبثُّ في نفوس أبناء الوطن الأوفياء العزيمة والمثابرة والإخلاص والإصرار على تحقيق التنمية والتطور والرقي، وإكمال مسيرة الإنجازات التي سوف تبقى علامة مضيئة لتاريخ عُماننا الحديث الذي سجَّل على صفحاته آيات المَجد وعلامات التحضر.
إن ترؤُّس جلالة السُّلطان المُعظَّم اجتماع مجلس الوزراء يوضح كيف أن جلالته مهموم بما يحقق مصلحة البلاد العليا ورفاهية المواطن.. لذا فإن توجيهاته السَّامية تهدف جميعها لتحقيق آمال وتطلعات الشَّعب الوفي، وتحقيق المزيد من النجاحات واستكمال مسيرة التنمية الشاملة للبلاد لتصل لما تصبو إليه من أهداف وتطلعات، وتوفير العيش الكريم والرخاء والرفاهية للمواطن والتقدم والتنمية لوطننا الحبيب.. وهذه التوجيهات تضع الجميع حكومة وشعبًا أمام المزيد من الاختبارات والمسؤوليات في توجيه دفة البلاد نحو صون مكتسبات النهضة المباركة واستمرار مسيرة التقدم وهو ما يتطلب من الجميع التفاني في العمل والإخلاص في العطاء؛ لأن العمل الجاد هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل مشرق.
وفق الله سلطاننا المفدى لما فيه خير البلاد، وسدد على طريق الخير خطاه، ونبتهل إليه سبحانه أن تتواصل عجلة التنمية في البلاد للأمام محققة المزيد من المعجزات التي تكتب في صحائف التاريخ بأحرف من نور لتضاف إلى سجل الإنجازات الزاخرة.. إنه نعم المولى ونعم النصير.


ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني