نعم ستمضي عُمان في ركب العُلا، أبية قوية كما أراد لها باني نهضتها ومؤسس عصرها الحديث المغفور له بإذن الله السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ سيمضي هذا الوطن في نهضة متجددة بتجدد الهمم والعزيمة تحت القيادة السامية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
فكل عام يحتفي هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه بمقدم نوفمبر المجيد والذي يمثل الرمزية الوطنية للاحتفال بكل عام يمرُّ على نهضة عمان الشاملة التي نثرت نواتها في الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970م، فتدفقت الأرض عن مجدٍ صافح السماء بنهضة شملت كل مجالات الحياة، فسريعًا كانت النهضة الطبية وقضي على الأمراض المتفشية ـ حينذاك ـ وخطت الأرجل نحو التعليم، فكانت الصروح التعليمية واحدًا تلو الآخر، وأضحت جامعة السُّلطان قابوس تنادي أبناءها منبرًا تعليميًّا نهضويًّا تشع بنور تعليمها وتدعو طلبتها إلى الاستظلال بظل شجرها تنحت من منهل علمها وعلومها، وامتدت أيادي النهضة المباركة إلى كافة مجالات الحياة، واستبشرت أوجه العمانيين في مستهل الثمانينيات غبطة وملأت قلوبهم فرحًا وابتسامة بعد معاناة الغربة ونقص متطلبات الحياة وبخلها في ستينيات القرن الماضي، بكت القلوب شوقًا للعودة من الاغتراب وأدمعت الأعين فرحًا للعمل والجد والإنتاج وسعادة الإنسان في ذلك المكان الذي ظل لا ينفك عن سرد تاريخ هذه الأرض ومجدها عبر الزمان، ليظل نوفمبر حتى يومنا هذا يزف البشرى لأبناء الوطن للوقوف على ما تم إنجازه وما هو منتظر من الجميع من إكمال المسيرة الوطنية بخطى واثقة تمضي سموًّا وعلوًّا، لتكتمل مرحلة بناء الدولة الحديثة بمؤسساتها خلال الخمسين عامًا إلا نيف التي مضت. 
وبعد رحيل مؤسس النهضة الحديثة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ ما زاد العمانيين إلا إصرارًا على الاستمرار في حفظ الوطن وصون مكتسباته من خلال الولاء لسلطان العهد الجديد المتجدد والمبايعة على الطاعة في المنشط والكره، ملتفِّين خلف سلطانهم الحكيم جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ والذي واصل مسيرة الوطن ونهضته المتجددة رغم التحديات العالمية التي مرَّت بها البلاد كغيرها ومثيلاتها من بلدن العالم بنشوب جائحة كورنا التي عطَّلت الكثير من الأنشطة الاقتصادية والتنموية في دول العالم، إلا أن ذلك لم يثنِ سلطان البلاد من تحدي تلك الأزمة المميتة والمضي في إصدار التشريعات وإعادة التشكيل لمجلس الوزراء وإصدار الأوامر السامية التي انصبَّت ضمن تنفيذ رؤية (عمان 2040) ووضعها موضع التنفيذ، ولا شك أن ما يباشره المقام السامي من إصلاحات تشريعية ووزارية وقضائية واقتصادية تستهدف العماني باعتباره أساس التنمية وغاياتها والتي أتت أُكلها وسيجني ثمارها ومنافعها أبناء هذا الوطن الغالي في القادم من عمر النهضة المباركة المتجددة. 

* سمير بن خميس السعدي
كاتب ومحامٍ
[email protected]