قلَّصَ الحزب الديمقراطي الأميركي خسائره إلى حدٍّ مفاجئ، بعد توقعات بفوز كاسح للجمهوريين في الانتخابات النصفية الأميركي التي جرت مؤخرًا، ما شجَّعَ الرئيس الأميركي الحالي الديمقراطي جو بايدن على إبداء نيته للترشح لجولة رئاسية ثانية في 2024 رغم تجاوزه عمر الثمانين.
فقد تلقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والحزب الجمهوري صفعة، بعد إعلان نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، وهي الانتخابات التي يستطيع المراقب أن يستشف منها ما سترسو عليه الانتخابات الرئاسية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي جو بايدن عام 2024، مع أن فوز الجمهوريين بالغالبية في مقاعد مجلس النواب (العدد الكلي 435 مقعدًا) (وليس الكونجرس 100 مقعد) كان مرجَّحًا، لكن ليس بالحدِّ الذي كانوا يأملون به أو توقعته الاستطلاعات التي جرت قبل شهر في الولايات المتحدة. فالنتائج النهائية لانتخابات منتصف الولاية الرئاسية الأميركية، باتت واضحة، ولا لبس بشأنها. وعدَّها الرئيس جو بايدن بمثابة نجاح للحزب الديمقراطي في صدِّ ما أسماه بـ”الموجة الحمراء”. ورد الجمهوريين سبب ما أسموه “التحسن الطفيف للديمقراطيين” في الانتخابات (مجلس الشيوخ والكونجرس) بأنه يعود لأداء الديمقراطيين الأفضل من أداء الجمهوريين في انتخابات حكام الولايات. فالأداء القوي للمرشحين الديمقراطيين والرئيس جو بايدن في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، جنب الحزب هزيمة توقعها العديد من المتابعين للانتخابات. حيث كانت شعبية الرئيس جو بايدن، قد تراجعت بسبب ارتفاع أسعار الوقود والتضخم، ورفع أسعار الفائدة، التي تعني أعباء إضافية على المواطنين والمستثمرين.
ورغم كل هذه المعطيات، إلا أن الديمقراطيين تمكَّنوا من تقليص خسائرهم إلى أقصى حدٍّ ممكن في انتخابات مجلس النواب، ورفعوا من عدد مقاعدهم في مجلس الشيوخ، وانتخابات حكام الولايات، ولو بشكلٍ طفيف.
ووفق المعطيات المتوافرة، والتي سرَّبتها بعض المطبوعات الأميركية، فإن الرئيس الحالي جو بايدن قد أعرب للكثيرين عن “نيَّته” الترشح لولاية ثانية عام 2024، متعهِّدًا التوصل إلى قرار نهائي في هذا الصدد “مطلع العام المقبل”. وذلك بالرغم من عمره المتقدم. ومقابل ذلك يسعى الجمهوريون لاستغلال أي خطأ يرتكبه المعسكر الديمقراطي، ويضعون انتخابات 2024 الرئاسية نصب أعينهم. فبعد الانتخابات النصفية تتركَّز الأنظار من الآن على انتخابات 2024 وحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة. فيما يراهن الرئيس السابق دونالد ترامب على نجاحه القادم مع قراره الترشُّح للانتخابات مجددًا عام 2024، علمًا أنه كان قد عَقَّبَ على نتائج الانتخابات النصفية بقوله بأن “نتائج انتخابات منتصف الولاية كانت مخيِّبة للآمال نوعًا ما”. فرغم خروجه ضعيفًا من انتخابات منتصف الولاية بسبب أداء مرشَّحي الحزب الجمهوري، إلا أنَّه يبدو مصمِّمًا على العودة إلى الساحة السياسية، وترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2024.
إن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن يعود إلى ساحة الفعل السياسي خارج الولايات المتحدة مُتسلحًا بثقة بعد نتائج الانتخابات النصفية. لكن من المتوقع أن يواجه الرئيس بايدن، الصداع السياسي اليومي، بشأن تمرير بعض القوانين والموازنات التي لا تحظى بدعم النواب الجمهوريين، على غرار تقليص الدعم العسكري والمالي المقدم لأوكرانيا.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
[email protected]