أظهرت الأزمة الأخيرة وكذلك جائحة كورونا التي مرت بالبلاد زياده ملحوظة في تجمعات القوى العاملة الوافدة المسرحة، أو تلك التي تعمل دون رقيب أو حسيب، ومع انها تقدم خدمة للمجتمع خاصة تلك المتعلقة بالأعمال السريعة مثل اصلاح بعض الأعطال في المنازل، ألا انها بطبيعة الحال تشكل خطرا على المجتمع، انطلاقا من انها ليست لديها شرعية تواجد، حيث ان البعض منها ليس لديهم وثائق والبعض الآخر انتهت مدة اقامته منذ سنوات، ولربما البعض الآخر هارب ولديه سوابق أو مشاكل في مناطق وولايات اخرى من سلطنة عمان، فالمشاهد التي تؤكد على تواجد هذه العمالة كثيرة ومتعددة وملاحظة في اجزاء من قرى الولايات، فعلى سبيل المثال في سوق الخوض التجاري لديهم نقطة تواجد تبدأ من الصباح الباكر، تفترش الأرض وتتخذ من بعض المقاهي تجمعا لها انتظارا لمن يأتي لكي يطلب خدمة، مما يعد اسلوبا غير حضاري في الواقع كنا نتمنى ان لا نراه بعد كل هذه السنوات من مسيرة النهضة الحديثة.لقد سبق وان طرحنا هذه الظاهرة في مقالات سابقة نظرا لخطورتها أولا، وثانيا لوقوفها عائقا امام حصول الشباب على فرصة للبدء في اعمالهم الخاصة، خاصة تلك المرتبطة بأعمال الصيانة المنزلية كإصلاح الكهرباء وشبكات المياه والإلكترونيات، حيث ان هناك مخرجات من هذه التخصصات لاتزال تبحث عن عمل فهم شباب قادرون على ذلك وعلى تقديم الخدمة الا أن منافسة هذه العمالة الرخيصة لها يضعها في زاوية ضيقة، لانها حتى الان لم تمكن من القيام بهذه الأعمال البسيطة في الاداء الثرية في دخل من يمارسها، فإلى متى سيتم السكوت على مثل هذه التجمعات غير الصحية؟ والى متى ستظل تلك الخطط التي لم يبق احد من المسؤولين التحدث حولها لدعم الشباب بمشاريع حرة خاصة بهم ؟ وان تكون لديهم شركات صغيرة ومتوسطة يسمح لهم بتشغيل نسب محددة من القوى العاملة الوافدة .فالسؤال الأكثر ترددا؛ هل الحكومة اصبحت ليس لديها القدرة للقضاء على مثل هذه الظواهر ؟ ولماذا حتى الآن تغض النظر عن الوافدين الباحثين عن عمل الذين يصلون إلى عشرات الالاف في مختلف محافظات سلطنة عمان؟ في الوقت الذي تتزايد فيه كذلك ظاهرة الباحثين عن عمل من المواطنين، وأين الجهات المعنية من تلك التجمعات التي تتواجد يوميا من الصباح الباكر؟ اعتقد أنه آن الأوان أن تعالج هذه الظاهرة وان تؤطر وفق اليات منظمة بعيدا عن تلك المشاهد غير الحضارية.طالب بن سيف الضباري
[email protected]