صلالة ـ العُمانية: بدأت سلطنة عُمان في الأول من يناير 2021 بتنفيذ رؤيتها الطموحة عُمان 2040 التي ترتكز على أربعة محاور أساسية هي الإنسان والمجتمع والاقتصاد والتنمية والحوكمة والأداء المؤسسي والبيئة والاستدامة. حيث من أهداف هذه الرؤية تعزيز قطاع الأمن الغذائي من خلال الاستثمار في الأراضي الزراعية والتنويع في القطاع السمكي والاعتناء بالموارد المائية إحدى أهم أولويات البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات.
ففي القطاع السمكي وما تتمتع به سواحل محافظة ظفار على بحر العرب والمحيط الهندي لمسافة 560 كيلومترًا من نيابة خضرفي بولاية ضلكوت إلى مركز شربثات التابع لولاية شليم وجزر الحلانيات فقد بلغت كمية إنتاج الأسماك خلال العام الماضي نحو (83,753 ألف طن) بقيمة 36 مليون ريال عُماني وشكلت أسماك السطح الصغيرة حوالي 52 بالمائة تليها أسماك القاع 26 بالمائة من الإنتاج وتعمل الوزارة على تشجيع الاستغلال الأمثل للثروات البحرية المتنوعة التي تزخر بها المحافظة لضمان استدامتها وتطويرها وفق رؤية عُمان 2040. وبلغ عدد الممارسين لمهنة الصيد في محافظة ظفار نحو (11632) صيادًا في عام 2021م بالإضافة إلى العاملين في الأنشطة السمكية الأخرى كنقل الأسماك وتسويقها والمصانع المتخصصة والورش البحرية والموانئ ومحلات بيع مستلزمات الصيد وغيرها من الأنشطة ذات العلاقة في حين بلغ عدد قوارب الصيد بمحافظة ظفار (4477) قاربًا وعدد سفن الصيد الحرفية (79) سفينة صيد. كما تسعى الوزارة للنهوض بالتسويق السمكي بمحافظة ظفار من خلال تطوير وتوفير البنية الأساسية لأسواق الجملة للأسماك في ولايات المحافظة ضمن خطط الوزارة لتطوير منظومة التسويق السمكي في سلطنة عُمان.
ويعتبر مشروع استزراع الصفيلح العُماني لشركة عُمان لتربية الأحياء المائية الذي تم افتتاحه خلال العام الحالي بولاية مرباط بمحافظة ظفار بتكلفة إجمالية تصل إلى 10 ملايين ريال عُماني وبطاقة إنتاجية تبلغ 600 طن سنويًّا وعلى مساحة تبلغ 37.240 مترًا مربعًا، ومساحة بناء تبلغ 8900 متر مربع، ويضم عددًا من المرافق والخدمات التي تسهم في إنتاج الصفيلح وفق أعلى المعايير والمواصفات. ويأتي هذا المشروع في إطار خطط وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في تشجيع القطاع الخاص على تنويع الاستثمار في مجال الأمن الغذائي بشكل عام ومجال الثروة السمكية بشكل خاص وهو أحد المشروعات الحيوية ذات القيمة المضافة التي تحقق رؤية الوزارة في الاستثمار بمجال الاستزراع السمكي الذي سيسهم في خدمة المجتمع المحلي وإيجاد فرص عمل للشباب العُماني.
كما تعد صناعة الدواجن من الأنشطة الحيوية التي تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي، وتحرص سلطنة عُمان على تنمية القطاع من خلال التشجيع على الاستثمار لتحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي من منتجات الدواجن وتلافي المشكلات الصحية والبيطرية من الأمراض الوبائية الحيوانية التي تحدث مع الواردات، حيث تقع شركة الصفاء للأغذية في منطقة حنفيت بولاية ثمريت على مساحة إجمالية تبلغ 50 كيلومترًا مربعًا ويحتوي المشروع على مفرخات لإنتاج صيصان الدجاج اللاحم ومزارع للتربية ومصنع لإنتاج الأعلاف ومسلخ متطور، بالإضافة إلى محطات لمعالجة المياه والمخلفات الصلبة.
ويعد مشروع شركة المروج للألبان لتجميع وتبريد الحليب أحد مشروعات الأمن الغذائي لسلطنة عُمان تم إطلاقه ضمن جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من خلال الذراع الاستثمارية الحكومية (الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة) وهو من المشروعات الواعدة في محافظة ظفار لتعزيز قطاع الثروة الحيوانية ورفع دخل المربين والأسر الريفية وتحقيق الاكتفاء الغذائي من منتجات الألبان في سلطنة عُمان .
وتعد شركة البشائر للحوم أول مشروع متكامل لإنتاج اللحوم الحمراء في سلطنة عُمان، حيث يركّز المشروع على تربية الماشية، وإنتاج اللحوم في مصنع حديث معقم بالكامل، بأصناف مختلفة من اللحوم منها: الإبل والبقر والماعز والخراف لرفدها في السوق المحلي والأسواق المجاورة ليتم توزيعها لمختلف الأسواق بما فيها الخارجية. وبلغ إجمالي إنتاج شركة البشائر للحوم خلال النصف الأول من عام 2022م أكثر من ٢٥٦٧ طُنًّا متريًّا من لحوم الخرفان والماعز والأبقار والإبل، ومنذ تدشين العلامة التجارية الأولى “بشرى” في مجال اللحوم الحمراء بسلطنة عُمان حرصت الشركة على توفير أجود أنواع اللحوم في السوق واستيراد مواشٍ حيّة من مصادر موثوق بها لتربيتها وتسمينها وتغذيتها بالأعلاف الطبيعية من أجل الحصول على لحوم ذات جودة عالية تحت إشراف طاقم بيطري مختص .
وفي جانب السدود بلغ عدد سدود التخزين السطحي للمياه في محافظة ظفار 13 سدًّا، تُشرف عليها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائيّة في المحافظة والاستفادة من مياه الأمطار، وتوفير وتنمية الموارد المائية للقاطنين بالقرى والتجمعات السكانية خصوصًا في المناطق التي تعاني من شح توفّر المياه حيث تشهد هذه السدود المتوزعة على الشريط الجبلي وعلى حواف الجبال ارتفاعًا في منسوب المياه خلال موسم الخريف الممطر، الذي يُعدّ المصدر الأول لتغذية هذه السدود، لما تصاحبه من أمطار لمدةٍ تقارب ثلاثة أشهر في الفترة بين يونيو إلى سبتمبر من كل عام .
كما يعد مشروع شركة النجد للتنمية الزراعية من أهم المشروعات الاستثمارية وهي شركة مساهمة مقفلة تأسست في يونيو 2010 برأس مال يبلغ اثني عشر مليونًا وثمانمائة ألف ريال عماني، أسهمت فيها مؤسسات ومزارعون وأفراد بغرض إنتاج الأعلاف الحيوانية والمحاصيل الزراعية الأخرى وتحديدًا في ثلاث مزارع وهي حنفيت، ودوكه، ووادي بني خويطر بمساحة إجمالية تقدر بـ 54 ألف فدان على ثلاث مراحل وهي من المناطق الاستثمارية الواعدة في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني من خلال ما تتصف به من مقومات زراعية وبيئية مناسبة تُمكنها من الإسهام الفاعل في تعزيز الأمن الغذائي لسلطنة عُمان من خلال إنتاج محاصيل زراعية غذائية وعلفية متعددة مثل القمح والخضار والفاكهة ونخيل التمر والبرسيم والحشائش .
وفي شهر نوفمبر من عام 2011م تم افتتاح المرحلة الأولى من المشروع رسميًّا بمنطقة حنفيت، وبدأ إنتاجها الفعلي وتسويق منتجاتها في أبريل 2012م وأنتجت شركة النجد للتنمية الزراعية خلال المرحلة الأولى للمشروع حوالي ١٢ ألف طنّ من الأعلاف سنويًّا بالإضافة إلى كميات متزايدة من محاصيل الخضر والقمح وذلك بالتوسع المستدام في المساحة المزروعة أما المرحلة الثانية فستكون في منطقة دوكة بعد اكتمال الدراسات الخاصة بها وتستهدف زراعة ما لا يقل عن ثلاثة آلاف فدان.