- إحدى المدن النموذجية متكاملة المرافق على مساحة ١٢ مليون متر مربع

- تستوعب «30» ألف نسمة و3400 وحدة سكنية

لوى ـ العُمانية: يرعى صاحب السُّمو السَّيد بلعرب بن هيثم آل سعيد مساء اليوم حفل افتتاح “مدينة لوى النموذجية” التي تبلغ مساحتها ١٢ مليون متر مربع، وذلك في إطار احتفالات سلطنة عُمان بالعيد الوطني الـ52 المجيد.
وتقع المدينة بالقرب من طريق الباطنة السريع، وتستوعب حوالي (30) ألف نسمة وتتوافر بها جميع الخدمات والمرافق العامة حيث تضم وحدات سكنية يصل عددها إلى 1300 وحدة وتستوعب ما يقارب 3400 وحدة سكنية مفردة ومزدوجة، مع الأخذ في الاعتبار بتخطيط المدينة لتستوعب مستقبلًا (50) ألف نسمة من قاطني المدينة وزوارها.
وتُمثِّل المدينة السكنية الجديدة في ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة، التي تنفذها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نموذجًا تخطيطيًّا متكاملًا للمدن المستدامة، حيث تم إنشاؤها على مبدأ المشاركة الفاعلة مع الجهات الحكومية ذات الصلة وشركات مزودين الخدمات والمشاركة المباشرة من الأهالي في كافة مراحل تخطيط وتصميم المدينة.
وتُعد المدينة مثالًا حيًّا لتطبيق مبادئ التخطيط العمراني المستدام بتخطيطها لشبكات الخدمات والمرافق المجتمعية التي تغطي جميع أجزاء المدينة ليسهل الوصول إليها في 15 دقيقة وتلبِّي حاجة الفرد، إلى جانب تصميمها بمواصفات عالية تضمن السلامة وسهولة الصيانة والتوسعات المستقبلية، وتصميم شبكات تصريف مياه الأمطار تتوافق مع تصميم المدينة لحمايتها من مخاطر الفيضانات والأمطار الغزيرة من خلال تهذيب مجاري الأودية ووضع أحرامات على جانبيها، واستغلال المساحات الجانبية كمنطقة خضراء تعزز التنقل النشط عبر ممرات للمشاة وممرات خاصة للدراجات الهوائية، وتعزيز البنية الأساسية الخضراء بزيادة نسبة الفرد من المسطحات الخضراء بين 10 إلى 12 مترًا مربعًا للفرد.
وأكد معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني أن المدينة الجديدة بولاية لوى تُعد واحدة من المدن النموذجية متكاملة المرافق والخدمات بتكاملها المؤسسي وتشاركها المجتمعي، وتشكِّل مثالًا حيًّا لتطبيق سياسات ومعايير التخطيط العمراني المستدام والحديث.
وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن المدينة تُعد نموذجًا تخطيطيًّا يحقق أهداف ومتطلبات الاستراتيجية العمرانية التي تُعد الموجِّه العمراني والإطار المكاني للمرحلة القادمة من حقبة التخطيط العمراني في سلطنة عُمان، والرامية إلى إيجاد مدن مستدامة، وتوفير الخدمات الأساسية لبناء التجمعات العمرانية المتكاملة، بتخطيطها الحضري ما يسهم في تنظيم المجتمعات والأراضي بطريقة تناسب الأفراد والبيئة والاقتصاد، ومع تخطيط المدن المتبع بها تتوزع الأحياء السكنية بطريقة مدروسة، وبتخطيط مجتمعاتها الحضرية تتوافر الخدمات الأساسية على مسافات قريبة، كما تسهم في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز الدعم اللوجستي للمشروعات الاستثمارية.
من جانبه أوضح سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة أن المدينة تُمثِّل نموذجًا متميزًا للمشروعات السكنية ذات البنية الأساسية المتكاملة من حيث الطرق المرصوفة ومنظومة الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء، إضافة إلى الجماليات المختلفة والتي تؤدي إلى أنسنة المدينة من أماكن مهيأة للتشجير والحدائق المختلفة مع الخدمات المختلفة كالجوامع والمساجد والمدارس لمختلف المراحل، إضافة إلى مركز صحي ومخطط تجاري للخدمات التجارية المختلفة.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن التخطيط الحضري للمدينة يجعلها أكثر سهولة للتواصل المجتمعي مما يعزز الروابط الأسرية والمجتمعية في المدينة، إضافة إلى وجود المجالس العامة التي تعزز من العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة، إلى جانب توسع في المنازل.
يذكر أن المدينة السكنية الجديدة بولاية لوى خُططت بناءً على الأوامر السَّامية للسُّلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ، والتي نصَّت على نقل وتسكين الأهالي المتأثرة ممتلكاتهم بأنشطة ميناء صحار إلى مخطط سكني متكامل الخدمات يضم كافة خدمات البنية الأساسية والمرافق المجتمعية وفق المرسوم السُّلطاني رقم (2013/‏52).
وشملت المناطق المتأثرة (غضفان، والغزيل، والحد، ووادي القصب، وعقدة الموانع، والجعشمي، ومخيليف، وحلة الشيخ، وحلة الحصن) الممتدة من دوار الصناعية سابقًا بفلج القبائل إلى دوار لوى حتى حلة الحصن الموازية للشارع العام (صحار ـ خطمة ملاحة).
وتقع المدينة ضمن النطاق الحضري في منطقة النبر بولاية لوى، وتشمل عدة استخدامات (السكني والتجاري والترفيهي والرياضي والتعليمي)، وتشكل الأراضي السكنية (29) بالمائة من مساحتها، و(12) بالمائة مناطق خضراء ذات مناظر طبيعية وملاعب، و(19) بالمائة معابر للأودية وأحرامات جهد الكهرباء العالي و(17) بالمائة مناطق التطوير المستقبلية، وشبكة طرق متكاملة تُمثِّل (15) بالمائة من مساحة المدينة، و(6) بالمائة أراضٍ حكومية، و(2) بالمائة أراضٍ تجارية واستثمارية، محققة بذلك التنوع في استخدامات الأراضي وضمان التوسع المستقبلي.
وتضم المدينة (8) أراضٍ للمدارس للمراحل التعليمية المختلفة، ومركزًا صحيًّا متكاملًا، بالإضافة إلى (13) أرضًا للجوامع والمساجد مرفق بها مجالس عامة ومنزل للإمام ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، إلى جانب شبكة متكاملة للطرق والبنية الأساسية، وتعزيزًا لاستدامة البنية الأساسية بالمدينة تم إنشاء وتشغيل (5) مدارس لمختلف الفئات العمرية، وتشغيل مركز صحي متكامل وجامعين و(6) مساجد تتوسط التجمعات والأحياء السكنية الجديدة، كما تحتوي على 12 ملعبًا رياضيًّا وحديقة عامة، ومحطتي تعبئة وقود.
يذكر أن المساحة المستغلة للمدينة تبلغ حوالي (٧ ملايين متر مربع)، تحتوي على شبكة متكاملة من خدمات البنية الأساسية اشتملت على شبكة طرق متكاملة بطول (١٠٦) كيلومترات وحوالي (3313) عمود إنارة، تضمن التنقل السلس في مداخل ومخارج المدينة، كما تضم المدينة شبكة من الألياف البصرية بطول (222) كيلو مترًا، وشبكة الكهرباء على امتداد (416) كيلومترًا، وتحتوي على شبكة للمياه تجاوزت (141) كيلومترًا وشبكة للري بطول (65) كيلومترًا، وشبكة تصريف الأمطار بمساحة (47) كيلومترًا، وشبكة الصرف الصحي بطول (144) كيلومترًا لضمان نظافة بيئة المدينة.
وبهدف تحقيق الاستثمار المناسب للأراضي الحكومية، وتحقيقًا لمتطلبات النمو السكاني والاقتصادي واستكمال عملية التعمير بالمخططات القائمة، طرحت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني مؤخرًا (9) مواقع استثمارية بالمدينة، للمزايدة بنظام حق الانتفاع وذلك ضمن جهود سلطنة عُمان في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز الدعم اللوجستي للمشروعات الاستثمارية المختلفة، وتماشيـًـا مــع مبادرات الوزارة لدعم وتنشيط القطاع العقاري والحركة الاقتصادية بالمحافظة، وكذلك الاستفادة من ولاية لوى كونها منطقة جاذبة للاستثمار ومتكاملة تخطيطيًّا ولما تمثله من قيمة مضافة كمدينة نموذجية مستقبلًا.