شهدت التصفيات الأولية لبطولة العالم لقوارب الليزر راديال للناشئين في المدينة الرياضية بولاية المصنعة في منافسات اليوم الثاني إثارة كبيرة، حيث ساهمت الأجواء المثالية في زيادة التحدي بين المتسابقين وقد أقيمت منافسات على مرحلتين وتنافس المتسابقون على مجموعتين الأولى للذكور والثانية للإناث لتفصح مجموعة الذكور على محافظة البحار الايطالي جيانماركو على الصدارة وأما منافسات الإناث فشهدت تغيرا كبيرا في المراكز، حيث جاء في المركز الأول البولندية اجاتا برواسك .
وتستكمل اليوم المرحلة الثالثة من التصفيات الأولية من البطولة، حيث يسعى كل متسابق إلى المحافظة على مركزه خلال المرحلتين الأولى والثانية ومن المتوقع أن يشهد سباق اليوم تنافسا كبيرا بين البحارة لاعتلاء الترتيب العام، حيث ستحاول البحارة البريطانية كارينا مانول العودة إلى الصدارة بعد أن فقدتها خلال جولة يوم أمس وسط سعي حثيث من قبل البحارة البولندية اجاتا برواسك الإحكام بقبضة الصدارة . وعلى صعيد فئة الذكور فإن من المتوقع أن يحتدم السباق اليوم فنتائج المتسابقين متقاربة مما يسهم في تغير طفيف في الترتيب العام.
إثارة
لم يخلو سباق يوم أمس من الإثارة بين المتسابقين حيث لمسنا التحدي والرغبة الكبير من قبل البحارة والبحارات قبل انطلاق صفارة السباق من خلال إنزال القوارب إلى البحر بشكل مبكر وذلك للاستفادة من عامل الوقت وحجز مكان جديد قبل بداية السباق ليشهد السباق لحظات رائعة امتزجت فيها روح المغامرة المغلفة بالإثارة وطموح الفوز في طابع أضاف صورة جمالية لسباق يوم أمس .

فئة الذكور
أكد البحّار الايطالي جيانماركو على محافظته على الصدارة في اليوم الثاني في فئة الذكور ليسجل البلجيكي وليم ديسمت تحركا طفيفا بحصوله على المركز الثاني ويتراجع السويسري سباستاين شنيتر من المركز الثاني إلى المركز الثالث وفي المركز الرابع المجري بينجامن ليسجل السنغافوري راين لو تقدم من المركز السادس إلى المركز الخامس ليحل المجري جوناتان في المركز السادس وتراجع الياباني كوشيروا سوجياما من المركز الرابع إلى المركز العاشر وذهب البريطاني نيكفرود في المركز السابع عشر تاركا المركز الخامس ، وسجل البحارة الخليجون تراجعا في سباق يوم أمس حيث حل البحار الإماراتي عبدالله المهيري في الترتيب السابع والأربعين يليه الكويتي سالم قلي في المركز التاسع والأربعين وحل البحار القطري في الترتيب الخمسين .

فئة الإناث
شهدت مسابقات الإناث تغيرا كبيرا فتراجع البريطانية كارينا مانول إلى المركز الرابع كان أبرز المؤشرات على حالة من عدم الاستقرار في المراكز حيث تصدرت اليوم الثاني البولندية اجاتا برواسك لتحل الفنلندية مونيكا ميكولا في المركز الثاني لترك المركز الثالث لصالح النرويجية سلين هرود التي كانت في المركز الثاني وتراجعت البريطانية كارينا مانول إلى المركز الرابع وفي المركز الخامس لين فلم وحافظة الهولندية جيودث انجبيرتس على مركزها السادس وحلت الجزائرية ايمان سهراوي في المركز الثاني والعشرين وحلت البحارة القطرية إيمان أبو يوسف في المركز السادس والعشرين وجاء مواطنتها مريم السليطي في المركز الثامن والعشرين .

مشاركة عربية
تمثلت المشاركة العربية في بطولة العالم للناشئين في مشاركة البحار رفيق مهدي يبلغ من العمر 18 سنة والبحارة إيمان سهراوي وتبلغ من العمر 18 سنة من جمهورية الجزائر ، لتفتح هذه البطولة المجال للتواجد البحارة العرب على مستوى العالم وتمثل هذه البطولة لرفيق ومواطنته إيمان احد إبراز البطولات على صعيد الابحار الشراعي . وعن ذلك قالت البحّارة إيمان سهراوي التي بدأت مشوارها في مجال الإبحار منذ سن التاسعة من عمرها على متن قوارب الأوبتميست وتشارك في بطولة دولية للمرة الأولى أنها تعوّدت أكثر على الرياح الخفيفة ما جعل منافسات اليوم الثاني أصعب للغاية حيث انخفضت مرتبتها إلى الثانية والعشرين يعد أن كانت في المرتبة السادسة عشرة في يوم الانطلاقة. وأعربت سهراوي أن أداء كل من الكرواتية أجاتا بارواسكا والفنلندية مونيكا ميكولا والنرويجية سيلين هيرود إضافة إلى البريطانية كارينا مانويل كان متفوقا كثيرا إلا أن متفائلة بأداء أفضل في الأيام القادمة إذا استمرت الظروف المناخية وسرعة الرياح على النحو الذي شهدته سباق يوم أمس. وأشار حكم سباقات الشراع حسين لعلي الذي يصطحب الفريق الجزائري والذي شارك بدوره في مجال التحكيم منذ عام 2010م أن سهراوي تمكنت بفضل ممارستها لفئة الأوبتمست من الحصول على مراكز متقدّمة في البطولة الأفريقية لثلاث سنوات، وأنها تتطلّع إلى مشاركات في أوروبا إضافة إلى تكرار مشاركتها في منافسات دول البحر المتوسط في تركيا من فئة الأوبتمست. ويشارك في بطولة قوارب الليزر هذا العام أيضا البحار رفيق مهدي الذي يعتبر المشاركة ضرورية لاكتساب الخبرة ورفع مستويات الأداء في مجال قوارب الليزر.

كارينا: بين عشق الكرة والإبحار

قدّمت البحارة البريطانية بطلة الأوبتميست كارينا مانويل البالغة من العمر 16 سنة فقط أداءً رائعا ومميّزا خلال اليوم الأول فاق أداء كافة المشاركات من فئة الإناث ما جعلها تتحصل على الصدارة منذ البداية بفارق نقاط لا بأس به عن نظيراتها، وقد يعود السبب في ذلك إلى أنها وصلت إلى ولاية المصنعة لفترة تمتد لأسبوعين قبل يوم انطلاق البطولة من أجل التدريب والاستعداد والتعوّد على سرعة الرياح في المصنعة والتعرّف على متغيرات الأمواج خصوصا وأن السلطنة تشهد اعتدالا وتغيرا في الأجواء هذه الفترة. وقد أعربت مانويل أن عشقها لرياضة الإبحار جاء ممزوجا بمشوار طويل ورحلة احتراف استمرت لسنين مع رياضة كرة القدم حيث تدربت في نادي كامبريدج يونايتد لكرة القدم وخاضت مباريات ضد نادي أرسنال وأستون فيلا في المملكة المتّحدة. أما تركيزها خلال السنوات القليلة الماضية فقد تحوّل إلى رياضة الإبحار على متن قوارب الليزر وفئات راديال والأوبتميست وهي تخطّط إلى تطوير مهاراتها ورفع مستواها باكتساب الخبرات والمشاركة في السباقات الدولية، فضلا عن التمرّن على الإبحار في وجهات متنوعة وذات طابع وظروف مناخية مختلفة من أجزاء وبقاع العالم.

أجواء مثالية
شهد سباق يوم أمس تفاعلا كبيرا من المشاركين حيث ساهمت الأجواء في عملية الإبحار وعبر المتسابقين عن الأجواء الجيدة التي ساهمت في إضافة الإثارة في اليوم الثاني من السباق وأبحر المتسابقون في جولتين بشكل مثالي وتراوحت سرعة الرياح بين 14 إلى 18 عقدة وساهم اتجاه الرياح في قيادة دفة القارب بطريقة جيدة . وتعد المدينة الرياضية بالمصنعة وجهة جيدة للإبحار الشراعي على مستوى المنطقة وهذه الشهادة جاءت من قبل المشاركين في البطولة حيث سبق وأن شارك بعض المتسابقين في بطولات عديدة نظمت بالمدينة الرياضية منها البطولة الأسيوية الشاطئية وأسبوع المصنعة للإبحار الشراعي وبطولة مجلس التعاون الخليجي وغيرها من البطولات التي احتضنها المدينة الرياضية بالمصنعة . وتتوقع اللجنة المنظمة لبطولة العالم لقوارب الليزر توافد أعدد كبيره خلال الفترة القادمة لإقامة معسكرات تدريبية في رياضة الابحار الشراعي حيث تتوفر كافة التجهيزات التي تسهم في نجاح أي بطولة أو معسكر . وتشق المدينة الرياضية بالمصنعة طريقها لتكون أفضل الوجهات للإبحار الشراعي على صعيد الوجهات العالمية .

رصيد جيد
جسد المتسابقون خلال مراحل السباق المختلفة معنى التحدي للوصول إلى منصات التتويج ومما لا شك فيها فإن هذه البطولة تمثل رصيدا جيدا للمشاركين من مختلف دول العالم وباعتبارها من أكبر البطولات وتسهم استضافة السلطنة للبطولة العالم للقوارب الشراعية في تصعيد من قيمة السلطنة على مستوى رياضة الإبحار الشراعي والمدينة الرياضية وتأتي استضافة السلطنة لهذه البطولة لإبراز المقومات التي تزخر بها السلطنة في مختلف القطاعات الحيوية ومن هذا المنطلق يمكن أن نصف استضافة السلطنة بالإضافة الكبيرة على مستوى استضافات السلطنة في المجال الرياضي ويمكن التطرق خلال الحديث على استضافة السلطنة لبطولة العالم لقوارب الليزر أن نذكر القيمة التي ستضيفها البطولة ويمكن أن تكون عائد جيد في مجال السياحة حيث أبدا المشاركين في البطولة عودته للاستجمام أو المشاركة في البطولات التي ستنظمها السلطنة خلال السنوات القادمة.

حفل عشاء
تقيم اللجنة المنظمة مساء اليوم حفل عشاء على شرف المشاركين في البطولة وذلك بمناسبة السنة الجديدة حيث سيقام حفل العشاء بعد انتهاء المرحلة الثالثة من التصفيات الأولية ليشارك الجميع في أحياء الحفل الذي يتخلله عرض فيلم مرئي عن إنجازات مشروع عمان للإبحار بهدف تعريف المشاركين على مسيرة الإبحار الشراعي في عمان .