على الرغم من كل التحديات التي واجهتها دولة قطر بعيد الاعلان عن استضافتها للمونديال العالمي كأس العالم 2022، ومنذ حوالي 12 عاما الا انها استطاعت ان تتجاوز كل تلك التحديات، وان تجمع العالم في عاصمتها الدوحة خلال هذه الايام وان تقدم للعالم منتجا ونسخة من كأس عالم تختلف عن تلك التي اقيمت منذ ان بدأت هذه البطولة في ثلاثينيات القرن الماضي، تميز قطر في هذه النسخة يرجع الى العديد من الاسباب؛ لعل ابرزها قرب الملاعب التي تقام عليها البطولة بعضها من بعض، مما يتيح ذلك حضور اكثر من مباراة في اليوم الواحد؛ حيث ان ابعد ملعب لاتزيد مسافته عن 60 كيلو مترا، بالاضافة الى حجم الفعاليات المصاحبة وتنوعها ومناطق المشجعين التي تكون بديلة جاهزة لمتابعة المباريات، وكذلك الاستعانة بمعظم دول العالم لتكون شريكة في عملية التنظيم عبر اطلاق مبادرة للتطوع، ايجاد مركز اعلامي رديف لذلك الذي خصصه الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، من اجل اتاحة الفرصة لصحفي العالم للتواجد ومعايشة الاجواء المونديالية، التي تحدت فيها الدولة المستضيفة طبيعة المناخ الذي عادة ما يكون حارا قليلا في هذه الفترة من السنة، من خلال تكييف كل الملاعب التي تقام عليها المباريات، وكذلك بعض الاماكن التي ستكون متنفسا ومزارا للاعداد الكبيرة من المشجعين التي ستحضر الى الدولة لمتابعة البطولة. قطر تعاملت مع عديد الملفات التي كانت تدار من قبل بعض المنظمات وكذلك الدول بحكمة بالغة وحنكة وقدرة اقناع وفرضت في النهاية ما ارادت ان تصل الى تحقيقه، دون الرضوخ الى تلك المطالب التي يراد لقطر ان تتبعها وبما يتعارض مع قيم وعادات وسيادة البلد، فحاصرت المجاهرة بالسلوكيات السيئة ومنعت تعاطي الخمور في الملاعب فاحترمها العالم، الا تلك الدول التي من الاساس كانت ضد ان تستضيف قطر بل في المجموع اي دولة عربية او اسلامية هذه التظاهرة الدولية، فعندما فشلوا في الترويج لملف العمالة واضطهاد قطر لهذه الفئة وجعلها كقضية اساسية وجعلها لسنوات بندا أساسيا في جدول أعمال اجتماعات منظمة العمل الدولية، لجأوا الى حيلهم القذرة التي لم تجد من يدعمها او يدفع بها لتكون حاضرة، في بطولة يفترض ان تركز على الجانب الرياضي والاخلاقي، وتسويق القيم والمبادئ التي تسهم في تفعيل التقارب الانساني السليم المبني على احترام خصوصية الاخر. قطر قدمت منتجا عالميا جديدا من خلال بطولة كأس العالم 2022م معظمه لأول مرة يحدث منذ الانطلاقة عام 1930، ليس في الجانب الرياضي فحسب، وإنما في تنوع المناشط واستحداث مدن عصرية متصلة بشبكة مواصلات في مقدمتها قطار الأنفاق (المترو) الذي يصل الى عمق 100 متر تحت الارض تفوقت به على ارقى المدن العالمية، وبالتالي جعلت من الجميع ينبهر طوعا بما يشاهده من خلال ذلك التنوع و أعلى درجات التنظيم وإنسيابية الحركة، فضلا عن كرم الضيافة والأخلاق والقيم العربية والإسلامية العالية التي يتمتع بها الشعب القطري الشقيق، فهنيئا لقطر قيادة وشعبا تواجد العالم على ارضها وهنيئا لنا كخليجيين وعرب ومسلمين بنجاحها في تنظيم كأس عالم متميز في كافة المجالات. 
طالب بن سيف الضباري ✱
✱ أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]