على بن جميل النعماني ✱
اتجهت أنظار العالم في الأيام الماضية إلى دولة قطر الشقيقة ليتابع الجميع بشغف كبير الحدث الكروي الأول عالميا، نعم أنه كأس العالم عشقه الكبار والصغار معًا على مر العقود منذ انطلاق فعالياته في العام 1930م في الأرجواي، والنسخة الحالية من كأس العالم التي تستضيفها دولة قطر وتشرفت بتنظيمها كأول دولة عربية تقام به هذا الحدث المهم، ولربما تابع الجميع انطلاق فعاليته في العشرون من نوفمبر الماضي ولازالت الأحداث المثير في نتائج المباريات تتابع من أصقاع العالم أجمع، في هذا المقال لن أتحدث عن الأمور الفنية والخاصة التي يعلمها من يهتم بالكرة وتفاصيها وأخبارها، ولكن ما لفت انتباهي منذ أن تابعت اختيار قطر لتنال شرف استضافة الكأس العالمية في ديسمبر من العام 2010م؛ هو ذاك الإصرار الشديد والعمل المضني الذي أخذ سنوات من العمل الجاد والتصميم على تحقيق الأهداف بدقة متناهية.
وبرغم التحديات الصعبة التي مرت بها دولة قطر إلا أن تلك الجهود تكللت بنجاح أبهر العالم، فقد رأينا جميعا الملاعب الجديدة التي صُممت وجُهزت في وقت قياسي ومثالي جدا، وما تبع ذلك من إنشاء مترو جديد الذي جُهز لتنظيم حركة الحضور والجماهير- رغم عددها الكبير- بانسيابية سلسلة، والقريب من تنظيم الدورات والفعاليات العالمية يعلم يقينا بأن أمر تنظيم مثل هذا الحدث العالمي ليس سهلا البتة، وهذا يعكس جليا دور قيادة دولة قطر وعلى رأسهم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على متابعته الحثيثة والمستمرة لمراحل العمل ودقة التنفيذ، إلى أن نتج عن هذا كله ما نراها حاليا من عمل متقن يفخر به كل عربي، فباتت قطر دولة عربية لها حدود جغرافية محدودة ولكن طموحاتها وتطلعاتها تعانق آفاق السماء، فمن كان لم يسمع بدولة أسمها قطر سابقا أصبح الآن ينطقها بلكنة لغته الخاصة، فأصبح الجميع يعلم جيدا أين تقع، وماذا لديها من طموحات قادمة تشرفنا بها دائما، وختاما نرجو لجميع الأخوة في قطر الشقيقة التوفيق ولمزيد من النجاح في كافة الصعد وإلى عالمية جديدة قادمة بعونه تعالى.