كتبت ـ ليلى الرجيبية:
بدأت أمس أعمال مؤتمر قمة الهيدروجين الأخضر بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، والذي يستمر على مدار يومين، حيث يتضمن المؤتمر 12 جلسة نقاشية و6 حلقات عمل فنية يتم من خلالها استعراض استراتيجية اقتصاد الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان والبنية الأساسية والقيمة المحلية المضافة في سلسلة القطاع، والشراكة والاستثمار ومشروعات الهيدروجين الأخضر.
رعى افتتاح المؤتمر معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والخبراء والمستثمرين والمستشارين في مجال الهيدروجين الأخضر.
وأكد معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن أن اختصاصات مركز عُمان للاستدامة تتمثل في متابعة ما يتم تحقيقه في مجال الحياد الصفري لعام 2050 وتوفير الدعم الضروري للوصول إلى ما تصبو إليه سلطنة عُمان عبر مختلف التشريعات وتوفير التكنولوجيا الضرورية وتسهيل الوصول للمستثمرين. موضحا بأنه قد تم التوصل إلى أهم القطاعات الأساسية والمتمثلة في الصناعة والكهرباء والنقل والنفط والغاز والتخطيط الحضري لخفض انبعاثات الكربون بهدف الوصول إلى الحياد الصفري عام 2050م.
وقال معالي المهندس: حتى نتمكن من كسب مصداقية المستثمرين وأن يكونوا على ثقة من نتائج استثماراتهم في سلطنة عمان وحتى نتمكن من السير على ما بنيناه في عام 2015 بأن نصل الى الحياد الصفري فقد انشأنا 4 قطاعات رئيسية والتي ستساهم في أن نصل الى نسبة 95٪ من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدينا ولكل منهم أهداف تقاس كل خمس سنوات أو عشر سنوات والحد الأدنى سيكون بحلول عام 2050، وسوف يتعين علينا أن نلتقي حتى صافي الصفر.
من جانبه قال المهندس عبد العزيز بن سعيد الشيذاني مدير عام المديرية العامة للطاقة المتجددة والهيدروجين بوزارة الطاقة والمعادن إن القمة جاءت في توقيت مناسب بعد إعلان الوزارة عن الفرص الاستثمارية الأولى في قطاع الهيدروجين الأخضر وإعلان سلطنة عُمان التزامها بالحياد الصفري الكربوني بحلول العام 2050، مشيرا إلى أن المشاركة الواسعة في القمة من داخل سلطنة عُمان وخارجها دليل على الاهتمام الكبير بفرص الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.
وأضاف: إن الفرصة الأولى للاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر التي طرحت في 6 نوفمبر الماضي عبارة عن قطعتي أرض بولاية الدقم بمحافظة الوسطى، مبينًا أنه بحسب المخطط سيتم الإعلان عن المشروع الأول في الربع الأول من عام 2023، مشيرا إلى أن هناك 40 شركة أبدت رغبتها في الاستثمار في الهيدروجين الأخضر واشترت سندات تأهيل المستثمرين للمشاركة في الفرص الاستثمارية الأولى بالدقم وهو مؤشر جيد لحجم الإقبال على الاستثمار.
من جانبه أوضح هياشي نوبومتو محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي أن العالم يمر بتحول كبير في مواجهة تغير المناخ حيث إن الاستمرار في استهلاك الطاقة يولد غازات الاحتباس الحراري مما يحتم ضرورة الانتقال إلى مسار جديد من أجل تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. مشيرا إلى أنه يمكن إنتاج الهيدروجين من مصادر مختلفة للطاقة ويمكن استخدامه في كل مجال، بما في ذلك توليد الطاقة والنقل والصناعة والمباني مما يعني أنه يقدم الحل الواقعي الوحيد للحصول على الطاقة النظيفة. وقال: اليابان لديها التكنولوجيا والإرادة لقيادة مجتمع الهيدروجين في المستقبل كما اننا نتمتع بالخبرة والقوة المالية اللازمة فالعالم اليوم يمر بتحول كبير في مواجهة تغيير المناخ من خلال مجتمع الهيدروجين فالطاقة لا غنى عنها لبقاء الإنسان وتحقيق النمو الاقتصادي في استهلاكها مما يعني أن العالم يستمر في توليد غازات الاحتباس الحراري ويجب أن ننتقل إلى مسار جديد من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة تحقيقا لهذه الغاية فلا يولد الهيدروجين ثاني أكسيد الكربون عند استخدامه كشكل من أشكال الطاقة ويمكن إنتاج الهيدروجين من مصادر مختلفة للطاقة ويمكن استخدامه في كل مجال ، بما في ذلك توليد الطاقة والنقل والصناعة والمباني وبفضل هذه الميزات ، يمكن أن يصبح الهيدروجين مصدر الطاقة النهائي للعالم. يمكن تطبيق الهيدروجين على كل من الطاقة الحرارية والطاقة الكهربائية. وتضمن اليوم الأول من مؤتمر القمة تقديم عرض ترويجي حول قطاع الهيدروجين في سلطنة عمان، وجاءت أولى جلسات مؤتمر قمة عمان للهيدروجين الأخضر الاستراتيجية بعنوان اقتصاد واستراتيجية الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان المراجعة العالمية للهيدروجين، بعدها قدمت جلسة تنفيذية بعنوان سلطنة عمان كلاعب عالمي في مجال الهيدروجين.
ويناقش المؤتمر في مختلف جوانبه مواضيع تتعلق بتحقيق التوازن بين أهداف وأمن الطاقة قصيرة الأجل والمستدامة طويلة الأجل، ومسارات التحول في الطاقة واهميتها في إزالة الكربون، ودور الهيدروجين الأخضر في تنويع وأمن الطاقة العالمي، وكذلك دوره في تنمية الاقتصاد والاستدامة البيئية، ومناقشة التحديات وفرص الاستثمار في القطاع وتطوير إنتاجه حيث إن سلطنة عمان تهدف إلى أن تصبح إحدى الدول الرائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم. كما يواصل المعرض المصاحب للقمة استقبال الزوار للتعرف على المشاريع والبرامج والتقنيات الحديثة التي تعمل عليها الشركات في قطاع الهيدروجين، وذلك للإطلاع على التجارب والمشاريع القائمة والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال من مختلف المؤسسات الدولية والمحلية المشاركة، والذي يستمر حتى نهاية اليوم، وتشارك فيه ما يزيد عن 30 شركة ومؤسسة محلية ودولية تعنى بمجال الهيدروجين.