يرى معظم الناس على أن التعليم من أجل التفكير أو تعليم مهارات التفكير هدف مهم للتربية، وأن المدارس يجب أن تفعل كل ما تستطيع من أجل توفير فرص التفكير لطلابها، وأن المعلمين يدفعوا الطلاب للتقدم والنجاح، وأن كثيرين منهم يعتبرون مهمة تطوير قدرة كل طالب على التفكير هدفًا تربويًا يضعونه في مقدمة أولوياتهم، وعند صياغتهم لأهدافهم التعليمية تجدهم يعبرون عن آمالهم وتوقعاتهم في تنمي استعدادات طلبتهم كي يصبحوا قادرين على التعامل مع مشكلات الحياة المعقدة حاضرًا ومستقبلًا.
ولكن الفرق بين ما نقول: إننا نريد تحقيقه في تعليمنا وبين النتاجات الفعلية لهذا التعليم كما تعكسها خبرات طلبتنا في مختلف المراحل الدراسية كبير للغاية.
وتشير البيانات والوقائع إننا نخرج إعداد هائلة من الطلبة الذين تتجلى خبراتهم بصورة أساسية في تذكر استدعاء المعلومات، بينما يفتقرون بشكل ملحوظ إلى القدرة على استخدام تلك المعلومات في التواصل إلى اختيارات أو بدائل أو قرارات مستنيرة .
إن التصلب في الرأي حتى لو كان الرأي خطأً أو واهنًا لا يستند إلى حجة أو منطق والإلحاح على إعطاء إجابات سهلة لأسئلة معقدة و السعي وراء حالة اليقين و الإجابة القاطعة والعجز عن التعامل مع مشكلات جديدة، هي في واقع الأمر نتاجات نظام تربوي لا يوفر خبرات كافية في التفكير .
يشبه الباحث (ستيوارت مكلير) التفكير بعملية التنفس للإنسان، وكما أن التنفس عملية لازمة لحياة الإنسان، فإنّ التفكير أشبه ما يكون بنشاط طبيعي لا غنى عنه للإنسان في حياته اليومية.
ويبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لأن العالم أكثر تعقيدا نتيجة.
التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مناحي حياة الإنسان، وربما كان النجاح في مواجهة هذه التحديات لا يعتمد على الكم المعرفي بقدر ما يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقاتها، ويضاف إلى ذلك أن المعارف والمهارات التي يكتسبها الفرد خلال التحاقه بالمدرسة والجامعة لم تعد كافية لضمان مستقبل مهني زاهر.
د. علي ساجد
✽ جامعة ملايا ماليزيا