تقام في تمام السابعة والنصف مساء غد الأربعاء الموافق 18 فبراير الجاري، ندوة علمية حول (تجربة محمد الحارثي الأدبية)، بالاشتراك بين النادي الثقافي وجامعة السلطان قابوس ممثلة في قسم اللغة العربية بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعية، وبمشاركة خمسة باحثين يقدمون خمس أوراق عمل تتناول التجربة الأدبية لدى محمد الحارثي في مجالات الشعر والسرد وأدب الرحلات. ويعود اختيار دراسة تجربة محمد الحارثي إلى عدة أسباب، وذلك نظرا إلى منزلته في الكتابة على اختلاف أجناسها، نثرا وشعرا، بغية تسليط الضوء على تجربته الإبداعية، لاسيما في ظل عدم توفّر بحوث جديّة داخل عمان تهتمّ بما أنتجه في مجال الشعر الحديث، أو في مجال أدب الرحلة، أو الرواية.
ناهيك أنّ محمد الحارثي يمثّل جيلا من المبدعين كثيري الإنتاج، متنوّعي الكتابة، يُداخل بين الشعر والنثر، ويفصل بينهما، وهو شاعر له دور فاعل في تحديث الشعر العماني، وهو ناثر مجيد في ما كتبه من سرد، يتجنّس في أدب الرحلة في "عين وجناح"، حاز به على جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي. أو في أدب الرواية الذي خطّ فيه مخطوطة، جرّب فيها مشاكسة القارئ وإزعاجه.كتب محمد الحارثي في العديد من الأجناس الأدبية، واجتهد أن يكون صوتا إبداعيّا فاعلا، فكانت له دواوين في الشعر الحديث، منها: "عيون طوال النهار" 1992، "كل ليلة وضحاها" 1994، "أبعد من زنجبار" 1997، "فسيفساء حواء" 2002، "لعبة لا تمل" 2005. وترجمت مختارات من قصائده إلى الإنجليزية، والألمانية، واليابانية.ويشتمل برنامج الندوة التي يترأسها الدكتور محمد زروق على خمس أوراق عمل حيث تقدم الدكتورة جوخة الحارثي ورقة بعنوان (تضافر الخطابات الثقافية والسياسية والتاريخية والسينمائية في "عين وجناح")، فيما يقدم الدكتور عبد المجيد بنجلالي ورقة بعنوان (وقوفا على عتبة باب" عين وجناح" لمحمد الحارثي)، أما الباحث حمود الشكيلي فيقدم ورقة بعنوان (التجريب في رواية تنقيح المخطوطة)، ويقدم الدكتور علي الكلباني ورقة تتناول (أنماط القصيدة الحديثة وخصائصها الفنية في شعر محمد الحارثي)، فيما يقدم الدكتور محمد الغزي ورقة تتناول موضوع (إيقاع الرحيل في مدونة محمد الحارثي).وتأتي هذه الندوة استمرارا للمشروع الذي بدأه النادي الثقافي وقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس لدراسة التجارب الإبداعية العمانية من خلال تنظيم ندوات علميّة مصغّرة تُوجّه فيها اهتمام الأكاديميين إلى الأدب العماني، وتوفّر أعمالا أكاديميّة حول بعض التجارب الأدبيّة العمانية، من أجل تحقيق آثار عينيّة، وترك بصمة موثّقة، والخروج بالدرس الأكاديمي إلى مجالٍ أوسع وعالم أرحب، وقد بدأ هذا المشروع بندوة مماثلة تناولت (عالم علي المعمري السردي)، تلتها ندوة اخرى أقيمت العام الماضي تناولت تجربة الشاعر مبارك العامري.يشار إلى أنه سيتم جمع أوراق العمل وتحريرها علميا ثم يقوم النادي الثقافي بإصدارها في كتاب ضمن إصدارات البرنامج الوطني لدعم الكتاب، على غرار الكتاب الذي صدر بعنوان: (عالم علي المعمري السردي).