دمشق ـ «الوطن»:
صدر حديثاُ عن وزارة الثقافة القطرية كتاب (الكون الزجاجي) للكاتبة دافا سوبل، ترجمة سمر حمود شيشكلي.
“الكون الزجاجي” هو التاريخ الخفي للنساء اللواتي غيرت مساهماتهن في مجال علم الفلك المزدهر، فهمنا للنجوم ومنظورنا إلى مكاننا في هذا الكون إلى الأبد. فالكتاب يوضح كيف أن رؤيتنا ومعرفتنا للكون، قبل أقل من مئة عام، كانت محدودة للغاية. إنها رحلة رائعة في عالم النجوم القديم انطلقت من جامعة هارفارد.
في منتصف القرن التاسع عشر، بدأ مرصد كلية هارفارد في توظيف النساء كآلات حاسبة، أو “حواسيب بشرية”، لتفسير الملاحظات التي يقوم بها نظرائهن الذكور عبر التلسكوب كل ليلة. في البداية، ضمت هذه المجموعة زوجات وأخوات وبنات علماء الفلك المقيمين، ولكن سرعان ما ضمت عدداً من النساء خريجات كليات البنات الجديدة ( فاسار، ويليسلي، سميث).
عندما غيّر التصوير الفوتوغرافي الممارسة الإجرائية لعلم الفلك، تحولت النساء، من العمل على الحساب إلى دراسة النجوم التي تم التقاطها ليلاً على لوحات فوتوغرافية زجاجية. ومن خلال الدعم السخي لآنا بالمر دريبر - أرملة رائدة في التصوير الفوتوغرافي النجمي - تمكنت تلك النساء في جامعة هارفارد، من تحقيق اكتشافات غير عادية، سرعان ما حققت شهرة عالمية. لقد ساعدن في تمييز ما تتكون منه النجوم، وقسّمن النجوم إلى فئات، وفق اعتبارات معينة، بهدف إجراء مزيد من البحث، ووجدن طريقة لقياس المسافات عبر الفضاء بواسطة ضوء النجوم. منهن الرائدات:
ويليامينا فليمنج، وهي امرأة أسكتلندية تم توظيفها في الأصل كخادمة واصلت تحديد عشر مستعرات وأكثر من ثلاثمائة نجمة متغيرة. آني جمبكانن، التي صممت نظام تصنيف نجمي اعتمده علماء الفلك في جميع أنحاء العالم ولا يزال قيد الاستخدام؛ والدكتورة سيسيليا هيلينا باين، التي أصبحت في عام 1956 أول أستاذة (على الإطلاق) لعلم الفلك في جامعة هارفارد - وأول رئيسة قسم من الإناث في جامعة هارفارد.
تلك المجموعة من النساء الذكيّات، المثابرات والمجتهدات، تلك الآلات الحاسبة البشرية المذهلة، تركت بصمتها في علم الفلك، من خلال الكثير الكثير من المساهمات والاكتشافات.
كتاب الكون الزجاجي، الكتاب الذي تم اختياره كأحد أفضل الكتب عام 2017، والحائز على جائزة ويلسون للكتابة العلمية الأدبية، هو القصة العظيمة الملهمة لإنسان هذا الكون.