[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لا يمكن لأي سياسي مرتبط بمحور معاد للمقاومة أن يستنكر وجود حزب الله في سوريا، كما لايمكن للذين لم يقرأوا التاريخ جيدا أو يريدون تزويره اعتبار ربط الجولان بجنوب لبنان جنونا.
هؤلاء الانفصاليون بطبعهم لا يعرفون أو لا يقيمون وزنا لمفهوم الجبهة الواحدة والمؤامرة الواحدة، فالذين خططوا للخلاص من سوريا كان الجزء الثاني من خططهم الخلاص من حزب الله .. وما تبغيه الجبهات المعادية أنها تعمل على الطريقة الإسرائيلية، اي التفرد بكل جبهة عربية على جدة من اجل استئصالها كمقدمة للتقدم نحو الجبهة الاخرى فالاخرى وهكذا.
الجنون بعينه أن يهاجم السوريون أكثر من ثمانين دولة، وان يكون هنالك اكثر من عشرين ألف إرهابي أجنبي ومن جنسيات مختلفة، ناهيك عن العرب وعن الإرهابيين السوريين، ومن ثم نطالب حزب الله وآخرين بترك سوريا لوحدها تنازع هذا الإرهاب المستشري والخطير .. هؤلاء الجدد في العمل السياسي ، لن يحسنوا فهم طبيعة المعركة القومية، وطبيعة ان يكون لبنان امتدادا لأمته، وسوريا هي القلب النابض فيها.
ليست هواية حزب الله ان يذهب الى ساحات قتالية إلا لأنه يعرف ابعاد مشاركته بل متطلبات المرحلة. ولأنه عربي قومي النزعة، يعيش هموم امته في اكثر من موقع، فهو بالتالي على تماس مع افقه المنفتح الذي بوصلته الدائمة فلسطين ايضا. تلك المروحة من المشاركات التي هي في الأساس في لب المعتقد والايديولوجيا لهذا الحزب، تطلبت منه ان يكون حاضرا في معارك المصير، التي ليست سوريا بقدر ماهي على ارض الشام حيث يسري في عروف كل مقاتل من حزب الله دم سوري، مثلما يسري في عروق كل سوري دم لبناني.
هي مسألة الارض الواحدة الواعدة التي لايفهمها بعض صغار النشأة في العمل الوطني، او الذين لم يفقهوا من ان زمنا مضى كانت فيه الراية القومية مرفوعة على امتداد الأقطار العربية، لن تسقط ابدا مهما بدلت محاور مضادة او حاول المتحولون الدائمون الاعتداء على تلك الثوابت.
ثم ان تاريخا معادا مفهومه الارض الواحدة، يعاد الى منطق الصراع .. اذا كان الاسرائيلي بربريا، وزبانيته من الإرهابيين الذين ساهم في صنعهم موحدين في بربريتهم وفي مآلتهم، فلماذا رفض وحدة القوى المقاومة المعاندة التي ثوابتها انها تحمي وجودها الحالي ايمانا بانه صانع مستقبل المنطقة او المساهم في صناعة ماهو اوسع من مشاركتها.
حزب الله يكتب في سوريا عنوان المعركة التي يجب ان تفهم بأن الولوج فيها جديد المقام .. ولابد لمن يرفضون وحدة المعركة ان يتفهموا جيدا ان الأمور ليس بما تدربوا عليه او او انشغلوا بفهمه، بل بما هو الواقع المفروض ، وان ثمة امرا من ارض المعركة توصي بما يوجب فعله لذلك المدى المفتوح على الأمل المشترك الذي ينتجه الميدان.
خوف هؤلاء من النصر فيه مدعاة لمطالبتهم ولكلامهم .. فالميدان عملية كشف للحقائق، لصدق النوايا، لمعنى الفهم القومي العميق، وليس للمشاريع القطرية التي خربت بيوت العرب وادت بهم الى هذا المصاب القطري الذي لن يخرجوا منه الا بصورة مشابهة لما يحدث في الميدان السوري.