[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
” .. بعيدا عن رمزية الكلاشينكوف الذي قدمه الرئيس الروسي هدية لنظيره المصري فبالتأكيد كانت المباحثات العسكرية حاضرة أيضا في مناقشات الجانبين إلا أنه لا يوجد إفصاح عن فحوى هذه النقاشات نظرا للآليات التي تفرضها حساسية المحادثات في الشأن العسكري الا أن التحليلات تجمع على وجود صفقات مرتقبة،”
ـــــــــــــــــ

تعكس أحداث شهدتها مصر على مدار الأسبوع الماضي حجم التباين بين عمل دؤوب لاستدراك ما فات وإعادة بناء دولة تشهد منعطفا خطيرا يهدد أمنها واستقرارها وبين من لا يجيدون الا الهدم وبينهما متقاعسون أو جالسون على مقاعد المتفرجين.
وتعد الاتفاقات التي تم إبرامها خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة يومي 9 و 10 فبراير نقلة نوعية على مختلف الأصعدة بشكل عام وعلى الصعيد الاقتصادي بشكل خاص حيث كان أبرزها الاتفاق على انشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة على الساحل الشمالي لمصر والتي قال عنها الرئيس الروسي إنها لا تتعلق فقط بإنشاء محطة كهروذرية وإنما فعليا ستصل إلى استحداث قطاع ذري في مصر في حال تم الاتفاق بشكل نهائي بين البلدين.
كما قال رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الروسية "روس اتوم" إن بلاده تنوي إنشاء محطة كهروذرية في مصر تضم أربع وحدات تبلغ طاقة كل منها 1200 ميجاواط مع استعداد روسي لتقديم قرض لمصر لتمويل إنشاء هذا المشروع.
كذلك شهدت الزيارة توقيع مذكرات تفاهم في مجال جذب الاستثمارات والمشاركة في تنفيذ المشروعات بين مصر وروسيا من بينها اتفاق مع روسيا لإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بالإضافة إلى تنمية منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس بجوار جبل عتاقة مع الاتفاق على إقامة مشاريع لشركات تعمل في مجالات صناعة السيارات والماكينات الزراعية في تلك المنطقة هذا اضافة الى ازدياد حجم تدفق السياح الروس على مصر.
كما تنتظر روسيا انتهاء الجانب المصري من دراساته للشروع في تطوير المصانع القديمة التي أقيمت بتكنولوجيا سوفيتية حيث تشمل هذه الدراسات تحديد المصانع التي تحتاج لبعض التحديث والمصانع التي سيتم إحلالها بمشاريع أخرى.
وبعيدا عن رمزية الكلاشينكوف الذي قدمه الرئيس الروسي هدية لنظيره المصري فبالتأكيد كانت المباحثات العسكرية حاضرة أيضا في مناقشات الجانبين الا أنه لا يوجد افصاح عن فحوى هذه النقاشات نظرا للآليات التي تفرضها حساسية المحادثات في الشأن العسكري الا أن التحليلات تجمع على وجود صفقات مرتقبة، اضافة الى امكانية أن تشهد الفترة المقبلة تدريبات مشتركة بين البلدين، كما صرح السفير الروسي بالقاهرة نافيا وجود اية نية لإنشاء قاعدة بحرية روسية بمصر.
وفي الشأن العسكري أيضا شهد الاسبوع الماضي افصاح فرنسا على لسان رئيسها فرانسوا هولاند عن صفقة بيع 24 طائرة عسكرية مقاتلة من طراز رافال لمصر الأمر الذي يدعم القوة الجوية المصرية.
وفي خضم هذا العمل الدؤوب تطل برأسها أحداث مثل ما شهده استاد الدفاع الجوي من سقوط قتلى خلال تدافع الجماهير للدخول الى الاستاد .. ورغم ما اكده تقرير الطب الشرعي من ان سبب هذه الوفيات كان التدافع الا ان أصوات متعددة تعالت باتهام الشرطة المصرية بل وصل ببعضها الى القول بأن الشرطة استخدمت الرصاص الحي أو الخرطوش تارة أو باستخدام الغاز تارة أخرى.
ورغم تبرئة الطب الشرعي للشرطة الا أنه لا يعفيها من المسؤولية حيث أنها لم تستعد الاستعداد الكافي لأول حضور جماهيري لمباريات كرة القدم والمعرفة البديهية أن عودة الجماهير لا بد أن تكون فرصة مناسبة يستغلها الراغبون في احداث الفوضى هذا اذا ما أضفنا الأخبار المتواترة عن تفكيك قنبلة أو انفجار أخرى في مناطق متفرقة بمصر في محاولات لارباك المشهد أو تصدير صورة توحي بانعدام الأمن.
ويبقى أمام كل زارع قنبلة أو محرض على فوضى عشرات من العاملين بدأب سواء في المشاريع العملاقة كمشروع قناة السويس أو الساهرين على أمن الوطن في الأكمنة وعلى الحدود مبشرين بمستقل أفضل لا بد وأنه آت.