عندما تكون هناك فئات من المجتمع لا يدركون قيمة الاحترام ويتعاملون مع بني جنسهم بأساليب لا تليق ولا تنبت بأية صلة على مبادئنا وأخلاقنا وقيمنا بل أصبحوا يتطاولون على غيرهم ليس من أجل الاختلاف ولكن من أجل أن يعبروا بطرقهم البذيئة وهم يتصورون من خلاله إسعاد الآخرين من حولهم.. ألا يدركون بأن الاساءة للآخرين ليس من شيم الرجال. هناك الكثير منهم المتعالون والمتمردون يعتقدون بأن التقزيم من هم أقل منهم فكرًا أو علمًا أو حتى إنسانية يحمل في نفسه البساطة والسكينة يتم استهدافهم، فيتلذذون في التنمّر عليهم رغم أنهم لا توجد علاقة تربطهم وإنما يأخذهم الفضول ليتمادوا لأنهم يدركون يقينًا بأنّ لا يجدون من يحاسبهم، ومن أمِنَ العقاب أساءَ الادب.
إنّ علينا كمجتمع ألا نرضى لهذه الفئات الخروج عن المألوف الذى أرسى دعائمه ديننا الحنيف وألا نرضخ تحت أية عباءة يطلقها المستهزئون العابثون، وما نشاهده لا يتجانس مع حياتنا وإنّما هي أفكار دخيلة غزت العقول وغيّرت السلوك، فهناك من يمشي ويسلك طرقًا لا تتماشى مع الواقع ولا يتقبلها العاقل عندما تكون غير مألوفة بيننا، وأشير هنا طبعًا للبعض ولا نعمّم على الآخرين، حيث أنهم وجدوا مساحة تجاوزت حد المعقول هيأت لهم أنفسهم بأنهم قادرون على افتعال أمور تليق بأفكارهم الضعيفة التي لا يمكن التغاضي عنها لأنهم فعلًا بحاجة الى من يرشدهم ويوجههم ويعمل على نصحهم، فعندما تأخذهم أفكارهم إلى سلوكيات تسئ إلى من هم أكبر منهم سنًّا ويتعمدون إرشاقه بكلمات لا تليق، فاستضعفوا حيلته وسجيته الهادئة.. ويترقبونه بأن يبدي بأي رأي أو أية مداخلة وحتى في أبسط الامور وأقلها عندما يلتقون به نجدهم يرشقونه بأنبذ الالفاظ فهم لا تربطهم به صلة سوى أنهم سمعوا عنه ليأخذهم الفضول الى التعدي عليه، فالمسألة هنا تكمن لماذا سمحوا لأنفسهم عمل ذلك؟!..
والاجابة هنا بكل تأكيد لأنهم لا يعنون بأن كرامة الانسان حفظها الله، وأنّ عليهم أن يدركوا بأن ما يفعلونه عين الخطأ وأنه يجب أن يكون هناك رادع لهذه الفئة وخاصة من الفئات الشابّة، فأنتم ليس لكم الحق احراج مشاعر الناس واستضعاف قدراتهم وامكانياتهم النفسية والمعنوية. ومن هنا نناشد الجهات المعنية الحد من هذه التصرفات غير اللائقة، ولا تسمح لأصحاب النفوس الضعيفة أضفاء أجوائهم على حساب الآخرين ونقتبس من الآية الدالة بأنه لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم، فالاستهزاء والسخرية عادتان منبوذتان لا يقبلهما المجتمع، وإنّ السماحة والبشاشة تشرح بهما النفوس وتسعد بها القلوب وعلينا ان نوضب كل ما هو أيجابي في الحياة من أجل رسم صورة جميلة وأشراقة لغد أفضل .
سليمان بن سعيد الهنائي ✱
✱ من أسرة تحرير «الوطن»
[email protected]