أعطيت أحد الإخوة مبلغًا قدره مائتا ريال عماني، وذلك لدفعها كتأمين لقرض في بنك تجاري، على أن يرد المبلغ لي بعد شهر، وعندما طالبته بالمبلغ قال لي بأن التأمين حرام ولا أرد لك المبلغ حتى تأتيني بفتوى هل حرام أم حلال؟ فأنا أطالبه بحقي بغض النظر عن كيفية صرفه لذلك المبلغ؟
عليه أن يرد القرض الذي اقترضه، ولا يسقط هذا الحق كونه اقترضه للتأمين، فإن ممارسته للحرام لا تحل له أكل أموال الناس .. والله أعلم.
رجل اقترض من عند آخر مبلغًا من المال، وعلى الشخص المقرض مبلغ من المال للمقترض، فأرسل المقترض ما عليه من المال للمقرِض، مع خصم الدَّين الذي على المقرض للمقترض، فلم يرضَ المقرِض، فماذا على المقترض؟
بما أنه أخذ حقه الذي له، فليس عليه في ذلك حرج.. والله أعلم.
عدم نطق المحتضر بالشهادتين، هل دليل على هلاكه مثلًا؟
الحكم بالهلاك أمر عسير، فإنه لا يمكن أن يكون ذلك دليلًا على الحكم بهلاكه.. لا يحكم على أحد بأنه هالك ما لم يكن هنالك نص قطعي متواتر يدل على هلاكه، وأنَّى لنا بذلك في أحد من أهل زماننا؟! إنما يُوكَل الأمر إلى الله سبحانه، والله يعلم السرائر من عباده، بل قال العلماء: إنَّ من مات وهو على معصية ظاهرة في حكم الظاهرـ كأن يموت وكأس الخمر في فيه، أو يموت على أيِّ حالة من هذه الأحوال البعيدة عن الحق ـ لا يُحكم بهلاكه قطعًا.. لا يقطع أحد بأنَّه من أهل النار، إذ لعله جُنَّ.. تاب أوَّلًا ثم جنَّ وأتى ما أتى وهو في حالة الجنون.. ما دام هنالك احتمال لا يحكم بهلاكه قطعًا.. نعم هو في حكم الظاهر مات على عمل غير صالح ولكنَّ السرائر إنما يعلمها الله تبارك وتعالى وحده.
هل هنالك علامات خاصة لمعرفة الوفاة؛ ثم إذا تأكد الشخص من خروج الروح، ماذا يؤمر أن يفعل؟
من العلامات توقف النبض.. نبض القلب، وكذلك النبض الذي في اليدين قريبًا من الكفين؛ وتوقف التنفس نهائيًّا، وطبعًا ـ بطبيعة الحال ـ الأطباء يعرفون ذلك عندما يتوقف التنفس نهائيًّا، وكذلك برود الجسم، لأنَّ حرارة الحياة تُفتقد بالموت؛ فذلك كله مما يُعدُّ من العلامات.. عندما توجد هذه العلامات يكون ذلك دليلًا على الوفاة، وأول شيء يؤمر به بعد الوفاة أن تُغمَّض عيناه، أي عينا الميت، لأنَّ الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمر عندما يموت أحد أن تغمض عيناه وقال: (إنَّ البصر يتبع الروح)، ومعنى ذلك أنَّ الإنسان يفتح عينيه عندما تخرج روحه، فلذلك يؤمر أن يُعجَّل في تغميض عينيه قبل أن يشتد جسمه حتى يعسر ذلك، لأنه عندما تمر فترة على الجسم بعد خروج الروح منه يشتد ويكون من الصعب أن تغمض العينان أو أن تُليَّن الحركة.