كتب ـ عبدالله الجرداني :
تصوير ـ سعيد البحري :
كرَّمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية صباح أمس أكثر من ١٧٠ مواطنًا في الدفعة التاسعة من المواطنين المبادرين بتسجيل وثائقهم الخاصة بالهيئة، إدراكًا منها لأهمية التعريف بمكانة الوثيقة العمانية التي تحفظ في طياتها الحقوق وترصد حضارة الأمم والشعوب ولِما تُمثِّله من أسس أصيلة ترتكز عليها هوية هذه الأمم. رعى حفل التكريم الذي أقيم بفندق كراون بلازا بمدينة العرفان، معالي الدكتور محمد بن سعيد بن خلفان المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية بحضور عدد من المكرمين وأصحاب السعادة.

استهل الحفل بكلمة لسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية قال فيها: تشكل وثائق المجتمع ركنًا أساسيًّا في ذاكرة وطننا العزيز والتي تمتد لتستوعب مناطق متباينة فوق ساحة جغرافية واسعة من جنوب آسيا وإلى شرق إفريقيا ولحقب تاريخية، تجمعت خلالها وثائق عديدة تناولت مختلف مناحي الحياة، ولهذا فهي رصيد مهم تتشكل من خلاله المصادر المتعددة في الكتابة التاريخية والحياة العلمية ومسارات التعليم المختلفة والعمارة العُمانية والأنشطة الاقتصادية والعلاقات الدولية التي ربطت عُمان بدول العالم. وأكد سعادة الدكتور على دور الهيئة في رفد المكتبات الدولية والمحلية وأفراد المجتمع من خلال إصداراتها المتنوعة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية، وغيرها من العلوم تتطلع من خلالها إلى المساهمة في مجال البحوث والدراسات دون تعويض عن دور الباحثين في الكشف عن الجوانب المختلفة لهذه الوثائق التي تعبِّر عن الدولة والمجتمع العُماني معًا، وإدراكًا لأهمية الوثائق في حفظ ذاكرة الوطن والدفاع عن حقوقه وإبراز إنتاج وإبداع المواطنين فيه فإنها ضمان لاستمرارية مؤسساته وتمكين أفراده من الوقوف على كياناته ومقدراته من خلال ما قدمته وتقدمه الوثائق من معلومات ومعارف حول الأنماط المعيشية والأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية وما سنحفظه للأجيال القادمة التي ستتمكن من قراءة واقعهم وأوضاعهم وعلاقتهم ببعضهم البعض.
ونيابة عن المواطنين المكرمين ألقى حمد بن مهنا الجرداني كلمة أشاد فيها بدور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية التكاملي بينها وبين المجتمع لتحقيق أعلى مستويات الجودة، وتنفيذ كل ما يخدم الأهداف المرسومة في حفظ التراث والثقافة والمعرفة وذاكرة الوطن عمومًا، وقال: إنها لجهود مقدرة تمضي نحو تحقيق الدور الأساسي في دعم أحد محاور رؤية عمان 2040 وهو محور (الإنسان والمجتمع) من خلال ركيزة حفظ التراث والهوية العمانية المختزلة بين صفحات الكتب والمخطوطات والوثائق، وجعل هذا التراث في متناول الباحث والمطلع والزائر خصوصًا، وجميع شرائح المجتمع عمومًا، فهي نتاج الفكر الإنساني في مجالات العلم والمعرفة بمختلف فنونها وفروعها. تضمَّن الحفل عرضًا مرئيًّا لفيلم وثائقي حول آلية العمل في حفظ وترميم الوثائق الخاصة، وفقرة فنية تراثية من فن الرزحة لفرقة إزكي للفنون الشعبية، وقدمت خلود بنت ناصر الرحبية فقرة نثرية خاصة عن الوثائق. وفي الختام قام معالي الدكتور راعي المناسبة بتكريم مالكي وحائزي الوثائق الخاصة والمتعاونين مع قسم الوثائق الخاصة وفريق العمل في المشروع.
وعلى هامش الحفل أقيم معرض وثائقي احتوى على أكثر من 200 وثيقة ومخطوطات قيمة ومتنوعة للشيخ صالح بن سعيد المسكري، تقديرًا لجهوده وتكريمًا لنموذج من الواهبين مخطوطاتهم للهيئة، الذي حرص على حفظها لتضاف للذاكرة الوطنية، كما يحوي المعرض جانبًا من الصور لفريق العمل بالوثائق الخاصة أثناء زيارتهم للمواطنين.