أن يشير البنك الدولي في أحدث تقرير له إلى تزايد المخاطر المصاحبة للهيكل الحالي للديون الدولية، فإن الأمر يستدعي لمبادرة إنقاذ دولية، خصوصا وأن هذه المخاطر لا تطول الدول المستدينة فقط، بل تزيد من الضغوطات على الاقتصاد العالمي الذي يعاني من ضعف النمو.وتشير البيانات الواردة في أحدث عدد يصدره البنك الدولي من “تقرير الديون الدولية” إلى أن البلدان الأشد فقرًا المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية تنفق حاليًّا أكثر من عُشر عائدات صادراتها لخدمة الديون العامة طويلة الأجل والديون الخارجية المضمونة من الحكومة، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ عام 2000، وذلك على الرغم من بدء تنفيذ المبادرة المتعلقة بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون.كما يوضح التقرير أن إجمالي الدَّين الخارجي لهذه الاقتصادات بلغ 9.2 تريليون دولار في نهاية عام 2021، أي أكثر من ضعف قيمته المسجلة قبل عشر سنوات. وخلال الفترة نفسها، تضاعف إجمالي الدَّين الخارجي للبلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية ثلاث مرات تقريبًا ليصل إلى تريليون دولار، مبيِّنا أن من ضمن الأسباب ارتفاع أسعار الفائدة وتباطؤ وتيرة النمو العالمي حتى أن إجمالي مدفوعات خدمة ديون البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية على ديونها العامة طويلة الأجل وديونها الخارجية المضمونة من الحكومة بلغ 46.2 مليار دولار؛ أي ما يعادل 10.3% من صادراتها من السلع والخدمات و1.8% من إجمالي دخلها القومي مع مؤشرات بأن ينتهي العام الحالي على ارتفاع في مدفوعات خدمة ديون البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة الدولية للتنمية على ديونها العامة وديونها الخارجية المضمونة من الحكومة بنسبة 35% لتصل إلى أكثر من 62 مليار دولار.وفي معرض تعليقه على هذا التقرير يقول ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي: “لقد استفحلت أزمة الديون التي تواجه البلدان النامية. ومن الضروري اتباع نهج شامل لتخفيض تلك الديون وزيادة الشفافية بشأنها وتسريع إعادة هيكلتها؛ حتى تتمكن البلدان من التركيز على الإنفاق الذي يدعم جهود النمو ويقلص رقعة الفقر.”ولا بُدَّ أن يشمل هذا النهج آليات تضع في الاعتبار الارتفاع المتوالي في أسعار الفائدة الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يتبعه أيضا حالات الانخفاض في قيمة العملات المحلية، وتأثير ذلك على الديون المقومة بالدولار، وتدعيم قدرة البلدان على إدارة المخاطر واستخدام مواردها بكفاءة. هيثم العايديكاتب صحفي مصري
[email protected]
