لا نبالغ إن قلنا بأن كأس العالم في قطر 2022م حدثٌ استثنائيٌ حمل كثيرًا من المعاني والقيم ووضع الدلالات التي بنيت من أجله، فوصلت الفكرة وحقق المراد دون ضجيج أو صخب، فهناك عقول تفكّر وتساهم وتبرز كل ما يجب أن يُبرز. خرج الجميع من مونديال قطر وهم يثنون بكل ما تحمله الكلمة وما تعبر به الألسن من الثناء لأنهم وجدوا كل ما يُطرح من أسئلة عن قيمنا الاصيلة المنبثقة من تعاليم الدين الحنيف الذي لم تتنازل عنها قطر.. هنا نشعر بالفخر والامتنان نحن كعرب عندما نجد من يمثلنا خير تمثيل.
فعندما يُعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو خلال مؤتمره الأخير لمونديال قطر 2022 بأن ما لمسه في مونديال قطر 2022 من تنظيم وترتيب وتنسيق مسبق في كل ما يتعلق بالمجمل له دليل على رقي التعامل والانسجام أسهم في تحقيق التصنيف المراد إنجازه الذي أكده بأنه من افضل المونديالات لم يشهد شغبًا أو صخبًا بين الجماهير أو تراشقات أو تجاوزات بل بالعكس هناك قبول وارتياح وسلاسة في كل شيء، منذ دخولهم الى قطر وحتى آخر يوم للمونديال، مسترشدًا ومقارنًا في إحصائية تدل بأن نسبة الذين وفدوا الى دولة قطر حتى آخر تصريح وصل الى نحو 3.27 مليون مشجع مقارنة بنسخة مونديال روسيا 2018 حيث وصل عددهم الى نحو 3.03 مليون مشجع، وهذه ليست آخر إحصائية يتم رصدها وإنما يبقى لها الرهان ما شهده حفل التتويج دليل يعكس العروبة والقيم النبيلة المتأصلة.
هنا أكممنا الأفواه وأسكتنا الأبواق، وسيسجله التاريخ وتحفره الذاكر وترسمه الاقلام بأن سخرنا كل الامكانيات وحققنا الامنيات وإننا أمة لا تُهان ولا ترضى أن تُقاد، فلنا هويتنا وديننا ومبادئُنا، وعلينا أن ننقلها للجميع، وعليكم أن تلامسوا وجدانكم فأنتم بيننا وفي أرض عربية، والفرص لن تعود مرة أخرى، على رغم التحديات والصعوبات إلا انه كانت لنا كلمة، والكلمة التي بقي عليها الراهن اختزلنا فيها الكثير ورسمنا فيها الواقع الذي حكي منذ الانطلاقة والفوز بالتنظيم وحتى آخر يوم للمونديال.
وقد جسدت المباراة النهائية في مونديال قطر 2022 الصورة المشرفة، حيث اختزلت الكثير من الأشياء، ورسمت للواقع أجمل عبارات الولاء، وبينت بأننا لا نزايد ولا نجامل ولا نفاوض وإنما هذه حياتنا وطبيعتنا وقيمنا الانسانية والدينية، فمثلت أفضل تمثيل واختتمت بأبهى الصور.

سليمان بن سعيد الهنائي
من أسرة تحرير «الوطن»