تمتلك سلطنة عُمان مُقوِّمات كبيرة ومتفرِّدة في القِطاع السياحي، وتعمل على رفع وتعزيز كفاءته وفق منطلقات رؤية “عُمان 2040” الطموحة، التي تُولِي بهذا القِطاع الواعد عنايةً واهتمامًا بالغًا؛ كونه أحَدَ أهمِّ قِطاعات التنويع الاقتصاديِّ، وترتكز السَّلطنة ـ في سبيل تطوير القِطاع ـ على ما حباها الله عزَّ وجلَّ من تنوُّع في المنتجات السياحيَّة الطبيعيَّة، وإرثٍ تراثيٍّ ذاع صيتُه، خصوصًا مع دخول العديد من المواقع التراثيَّة العُمانيَّة قائمة التراث العالميِّ، لتكُونَ تلك المواقع بوَّابة جذْبٍ سياحيٍّ، تعرِّف العالم أجمع بما تملكه البلاد من إمكانات سياحيَّة تراثيَّة وطبيعيَّة بِكر، ذات خصائص تراعي البُعد البيئيَّ، وتعمل على حمايته؛ نظرًا لِمَا أوْلته سلطنة عُمان من عناية بيئيَّة ارتبطت بانطلاق نهضتها المباركة.
وفي خضمِّ مساعي البلاد لوضع تلك المُقوِّمات السياحيَّة الواعدة على خريطة السياحة العالميَّة، تُعزِّز المواقع العُمانيَّة المُسجَّلة في قائمة التراث العالميِّ المُقوِّمات السياحيَّة والتراثيَّة في السَّلطنة، وتعمل على جذب الاستثمارات للقِطاع السياحي بما يعمل على تمكين القِطاع من تحقيق غايات رؤية (عُمان 2040). فإدراج أيِّ موقع على قائمة التراث العالميِّ يجعل الموقع يحظى بدعم واهتمام المجتمع الدوليِّ، كما يُمكِّن الدوَل من الحصول على المساعدة في حماية تراثها وإصلاحه من خلال المساعدة المباشرة من قِبل اليونسكو، وأيضًا الترويج السياحيِّ للموقع من قِبل اليونسكو على مستوى العالم لاستقطاب أعدادٍ كبيرة من السياح لزيارته، لِيكُونَ ذلك مفتاحًا لتعريف العالم أجمع بالإمكانات السياحيَّة الأخرى التي تتَّسم بالتنوُّع.
وحتى يتسنَّى تحقيق تلك الأهداف يَجِبُ أنْ يشارك الوعي ُالشَّعبيُّ مع تلك التوجُّهات الحكوميَّة؛ فالمواقع السياحيَّة المتعدِّدة في طول البلاد وعرضها، وعلى رأسها المواقع التراثيَّة المُدرجة على قائمة التراث العالميِّ، يَجِبُ الحفاظ عليها، وأنْ تبقى على أصالتها وتوفير الحماية المناسبة لتعظيم الاستفادة منها. فالمواطن والمقيم على هذه الأرض الطيِّبة له دَوْرٌ حيَويٌّ في حماية هذه الآثار الوطنيَّة بالحفاظ عليها، والاعتناء بها وبغيرها من المواقع السياحيَّة في البلاد، وذلك لدَوْرِها الاقتصاديِّ، الذي ستكُونُ له عوائده الكبيرة على السكَّان المحلِّيين. لذا فالامتناع عن السلوكيَّات التي تضرُّ بالصحَّة العامَّة وسلامة البيئة، وتضرُّ الأماكن السياحيَّة التراثيَّة وغير التراثيَّة، والسَّعي إلى حماية المرافق وسلامة البيئة، أضحى واجبًا وطنيًّا تفرضه حماية تلك الثروة العُمانيَّة التي ستصنع الفارق في المستقبل.
ويبقى الدَّور لتعزيز تلك المواقع التراثيَّة بأفكار استثماريَّة تُعظِّم القِيمة المضافة، وتفتح آفاقًا استثماريَّة، خصوصًا للمؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة. ويُعدُّ توقيع وزارة التراث والسياحة اتفاقيَّة مع الشركة العُمانيَّة الوطنيَّة للتنمية السياحيَّة (عُمران) تهدف إلى إدارة وتشغيل وتوظيف موقع قلعة بهلاء خطوة جيِّدة تُعزِّز الموقع الاستثماريَّ في القِطاع السياحي نظرًا لِمَا يتمتع به من جذبٍ يتزايد بعد إدراجه في قائمة التراث العالمي، خصوصًا وأنَّ السوق يضمُّ (186) محلًّا بلغ عدد المأهول منها (154)، كما تمَّ ترميم (67) محلًّا من قِبل وزارة التراث والسياحة، لِيكُونَ هذا المشروع نواةً لأفكارٍ جديدة تشرك القِطاع الخاصَّ في تنمية تلك المواقع ذات الأهمية السياحيَّة الكبرى.