كييف ـ عواصم ـ وكالات: اعلن الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو أمس ان الجيش الاوكراني انسحب من مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية بعد عشرة ايام من المعارك الطاحنة مع المتمردين الموالين لروسيا وتوجه الى الشرق الانفصالي.
وقال بوروشنكو متوجها الى الامة في خطاب القاه في مطار كييف "هذا الصباح انجزت القوات المسلحة الاوكرانية والحرس الوطني عملية الاخلاء المخططة والمنظمة لوحداتنا العسكرية من ديبالتسيفي".
واضاف "حتى الان، خرجت 80% من قواتنا ولا نزال ننتظر موكبين".
وتابع الرئيس الاوكراني "لقد دعيت الى اجتماع لمجلس الامن القومي والدفاع. والان اغادر الى الجبهة للقاء العسكريين الذين انسحبوا من ديبالتسيف".
واوضح ان هناك "30 جريحا فقط من اصل الفي جندي" اوكراني رغم القصف المدفعي الكثيف.
وقال بوروشنكو ان "هذه التحركات تقحم روسيا التي طلبت امس من الجنود الاوكرانيين القاء السلاح والاستسلام".
ورغم ادانات الغربيين للانفصاليين واتهامهم بنسف عملية السلام عبر انتهاك وقف اطلاق النار، فان الامر المهم بالنسبة للمتمردين هو انه عبر سيطرتهم على ديبالتسيف يكونون قد انجزوا التقدم العسكري الذي بدأ خلال الصيف.
والمنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين اصبحت تمتد بين معقلي الانفصاليين لوغانسك ودونيتسك. والسؤال المطروح حاليا هل سيتوقفون عند هذا الحد او سيواصلون التقدم ميدانيا غربا.
وطلبت السلطات الاوكرانية من الغربيين توجيه تحذير "شديد" اللهجة لموسكو بعد دخول المتمردين الموالين لروسيا الى ديبالتسيف، المدينة الاستراتيجية الواقعة بين دونيتسك ولوغانسك، معقلي المتمردين.
وهذا الهجوم وقع في اليوم الثالث للهدنة في شرق اوكرانيا التي تم التوصل اليها في ختام مفاوضات ماراتونية استمرت 17 ساعة في مينسك بين رؤساء فرنسا وروسيا واوكرانيا والمستشارة الالمانية الخميس.
ودان الاتحاد الاوروبي أمس "الانتهاك الواضح لوقف اطلاق النار" من قبل الانفصاليين في ديبالتسيف.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني في بيان ان "افعال الانفصاليين المدعومين من روسيا في ديبالتسيف تشكل انتهاكا واضحا لوقف اطلاق النار".
من جانبه انتقد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ التخل الروسي في أوكرانيا داعيا اياها الى سحب كل قواتها من شرق اوكرانيا ووقف دعمها الانفصاليين.
وقال على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع الاوروبيين في ريغا "اطلب من روسيا سحب كل قواتها من شرق اوكرانيا ووقف كل دعم للانفصاليين واحترام اتفاق مينسك" حول وقف اطلاق النار.
واعلنت الحكومة الفرنسية ان مكالمة هاتفية ستجري بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكراني.
كما اعتبرت باريس ان اتفاق مينسك الذي تضمن وقفا لاطلاق النار "لم ينته" مؤكدة انه سيتم بذل كل الجهود لاحيائه.
كما دانت الحكومة الالمانية سيطرة المتمردين على ديبالتسيف معتبرة ان هذا الامر "يسيء جدا لامال السلام".
وقال الناطق باسم الحكومة الالمانية ستيفن سيبرت ان "الحكومة الالمانية تدين بشدة العملية العسكرية الانفصالية في ديبالتسيف. ان ذلك يشكل انتهاكا واضحا لوقف اطلاق النار المعلن منذ الاحد، كما يسيء الى امال احلال السلام في شرق اوكرانيا".
وكان مجلس الامن دعا في بيان صدر باجماع اعضائه اطراف النزاع في شرق اوكرانيا الى "وقف فوري للاعمال القتالية"، مطالبا ايضا باحترام تام للاتفاقات التي وقعت في مينسك.
ووجه الغرب اصابع الاتهام الى روسيا المتهمة بتقديم دعم عسكري للانفصاليين في محاولة لنسف جهود اوكرانيا في المضي قدما نحو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي او حلف شمال الاطلسي.
وحذر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن روسيا من "ثمن اغلى" ستدفعه اذا استمر خرق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا من جانب الانفصاليين الموالين لها، مؤكدا ادانته "الشديدة" لهذا الخرق.
وقال البيت الابيض في بيان ان بايدن اكد خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الاوكراني انه اذا "استمرت موسكو في انتهاك (الهدنة)... فان الاثمان سترتفع". واضاف ان وقف اطلاق النار الساري في شرق اوكرانيا منذ الاحد تنتهكه "قوات انفصالية تعمل بالتنسيق مع القوات الروسية".
واعلن الاتحاد الاوروبي وكندا هذا الاسبوع عن عقوبات اضافية ضد موسكو ما يسرع دخول الاقتصاد الروسي في الانكماش.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ينفي اي دور مباشر لبلاده في اوكرانيا، دعا الجنود الاوكرانيين الذين يقاتلون في ديبالتسيفي الى الاستسلام.
واعتبر بوتين ان لا حل "عسكريا" للنزاع في اوكرانيا بين قوات كييف والانفصاليين المستمر منذ عشرة اشهر والذي اوقع اكثر من 5600 قتيل.
وقال بوتين "لا يمكن معالجة هذه المشكلة بوسيلة عسكرية، لا يمكن الا التوافق" عبر مفاوضات.