[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
” أزعم أن القيادة السياسية في مصر وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي تدرك هذا الأمر جيدا ولن تورط الجيش المصري في معركة خارج أرضه أيا كانت الأسباب والدوافع وإنما يمكن القيام بتوجيه ضربات جوية ضد هذا التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات المشابهة كلما استدعى الأمر ذلك ولعل هذا ما دفع مصر للمطالبة بتشكيل تحالف دولي ضد " داعش " في ليبيا...”
ـــــــــــــــــــــ

حدث تحول كبير في الموقف المصري تجاه تنظيم " داعش " الإرهابي عقب بث شريط فيديو يوم الاحد الماضي لعملية ذبح 21 مصريا من الأقباط يعملون في ليبيا فبعد ان كانت القاهرة تتعامل بحذر مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم " داعش " في سوريا والعراق ولم تشارك في أي ضربات جوية وجدت نفسها أمام مواجهة مباشرة مع هذا التنظيم وهذه المرة في ليبيا بعد المذبحة البشعة التي تعرض لها المصريون هناك !! وهو مادفع مجلس الدفاع الوطني باتخاذ قرار على الفور بشن غارة جوية لضرب مقرات ومراكز ذخيرة " داعش " في مدينة درنة الليبية ومقتل 150 في صفوف التنظيم حسب ما أعلنت مصادر ليبية.. ترى هل ما حدث للموقف المصري من تغيير هو محاولة خبيثة لجر جيش مصر لمعركة خارج أرضه بعد أن فشلت محاولات انهاكه داخل حدوده في مواجهات شبه يومية مع جماعات إرهابية فضلا عن حماية المنشأت الحيوية ليكتمل المخطط بسقوط مصر في دوامة الفوضى من جديد لتلقى نفس مصير العراق وسوريا وليبيا واليمن مع الوضع في الاعتبار ان مصر هي الجائزة الكبرى حسب المخطط الذي تشارك فيه دول كبرى لإعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد ؟!
أزعم ان القيادة السياسية في مصر وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي تدرك هذا الأمر جيدا ولن تورط الجيش المصري في معركة خارج أرضه ايا كانت الاسباب والدوافع وإنما يمكن القيام بتوجيه ضربات جوية ضد هذا التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات المشابهة كلما استدعى الأمر ذلك ولعل هذا ما دفع مصر للمطالبة بتشكيل تحالف دولي ضد " داعش " في ليبيا على غرار مايجري في سوريا والعراق وهو ما نبهت اليه القاهرة من قبل في اجتماع جدة الذي شهد الاتفاق على تشكيل تحالف دولي لضرب " داعش " في سوريا والعراق حيث طالبت مصر بعدم الازدواجية في التعامل مع التنظيمات الارهابية فهناك إرهاب في سيناء وهناك إرهاب في ليبيا وهو مادفع مصر وقتها للتعامل بحذر مع هذا التحالف الذي يرى بعين واحدة فهل سينصاع المجتمع الدولي للنداءات المصرية ويدخل في تحالف لانقاذ ليبيا من الانهيار أم سيترك مصر لتواجه مصيرها منفردة .. هذا ماستعلن عنه الايام القادمة وعلى ضوئه سيتبين للقيادة السياسية في مصر أبعاد تلك اللعبة وهذا المخطط الذي يستهدف الدولة المصرية التي بدأت تشعر بالاستقرار ولو بشكل نسبي!!
إذا دخل المجتمع الدولي في تحالف مع مصر للقضاء على تنظيم " داعش " في ليبيا بشكل فعلي وليس كما هو الحال في سوريا والعراق بتوجيه ضربات غير مؤثرة لم تحد حتى الآن من خطورة وقوة هذا التنظيم فهنا ستسقط نظرية المؤامرة أما إذا كان الغرض من هذا التحالف هو ادخال الجيش المصري في معركة طويلة الأمد لاطائل من ورائها سوى إضعاف جيش مصر وبالتالي إضعاف الدولة المصرية تمهيدا لإسقاطها فهنا سيتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وستدرك مصر وقتها أن المؤامرة التي تتعرض لها لاتزال مستمرة وهذا هو الارجح !!
نعم مصر لاتزال تتعرض لمؤامرة قذرة تدرك ابعادها القيادة السياسية جيدا وزادت حدتها خاصة مع قرب انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي المقرر عقده 13 مارس المقبل والذي تعول عليه مصر كثيرا لتدفق مليارات الدولارات من مشروعات استثمارية جديدة سيتم طرحها في المؤتمر وايضا قرب إجراء انتخابات مجلس النواب الجديد التي ستبدأ 21 مارس المقبل أي بعد انتهاء المؤتمر الاقتصادي بأيام لتكتمل خارطة الطريق ولعل هذا مايفسر زيادة العمليات الارهابية التي تعرضت لها مصر مؤخرا ومدى بشاعتها ثم مذبحة المصريين في ليبيا وكلها محاولات لثني مصر عن استكمال مسيرتها التي ارتضتها بعد ثورة 30 يونيو!.
مصر بدأت تستعيد سيادتها وتسترد مكانتها بعد ظلت لعقود مجرد تابع لسياسة البيت الابيض تنفذ أوامره ثم تتعكر العلاقة بينهما قليلا لتعود مرة أخرى إلى سابق عهدها ولعل هذا مايقلق واشنطن فضلا عن ان مصر أحبطت أو على الأقل كشفت أو عطلت المخطط الذي يستهدف المنطقة العربية وفي نفس الوقت أعادت الدفء للعلاقات مع روسيا وهو ماظهر جليا خلال زيارة الرئيس الروسي للقاهرة مؤخرا التي شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات خاصة في المجال النووي وايضا توقيع مصر اتفاقية مع فرنسا لشراء 24 مقاتلة " رافال " فخر الصناعة العسكرية الفرنسية وتعد مصر أول دولة تحصل على هذا النوع من الطائرات الحربية .. فهل ستنجح المؤامرة في النهاية لجر الجيش المصري في معركة خارج أرضه ليتم التخلص من أخر الجيوش العربية القوية عدة وعتاد وتصبح مصر مجرد فريسة سهلة الهضم؟!