الجزائر ـ العمانية: تحاول الروائية الجزائرية سعيدة بن عربية في مجموعتها القصصيّة (لعنة زوكربيرغ) الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع، مقاربة المعاناة اليومية للإنسان مع وسائل التواصل الاجتماعي، عبر ثلاث قصص هي (هبة النورس)، و(لعنة زوكربرغ)، و(هاشتاغ آدم) في 103 صفحات.
وتقول الكاتبة في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إنّ مجموعتها القصصيّة تحاول رصد معاناة الناس اليومية، وهي مستمدّة في أغلبها من قصص واقعية أبطالُها أشخاص افتراضيون، أو شبكات منظمة استغلُّوا مواقع التواصل الاجتماعي، وعُرفوا بإدمانهم على الفضاء الأزرق للنصب والاحتيال أو التلاعب بمشاعر الناس.
وتضيفُ المؤلّفة أنّ هذه المجموعة مستوحاة من الواقع في مجملها، وتتطرّق إلى سوء استعمال العالم الافتراضي، وتتعقّب طرق النصب والاحتيال الجديدة التي أصبح يقعُ ضحيّتها مدمنو العالم الأزرق.
وأشارت إلى أن هذه القصص تحاول عبر أسلوب يعتمد على التشويق، رصد خطوات مجتمع جاهل وأميّ، في أغلبه، بتقنيات وخبايا مواقع التواصل الاجتماعي التي وجد نفسه يسبح في فلكها، فلم يحسن أفرادُه استغلال الانترنت، وانتهى الكثير منهم إلى عواقب وخيمة، مثلما وقع لبطلة قصّة (لعنة زوكربرغ)، وتُدعى (هدى).
ومع كلّ المطبّات التي تنطوي عليها وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنّ الكاتبة سعيدة بن عربية، رصدت أيضًا، عبر مجموعتها القصصيّة (لعنة زوكربرغ)، عيّناتٍ لأشخاص عرفوا كيف يوظّفون هذا الفضاء توظيفًا جيّدًا من خلال الانخراط في حملات التكافل والتضامن الاجتماعي، حيث عرفت الطفلة (آية)، ذات السنوات العشر، في قصة (هاشتاج آدم)، كيف تجمعُ المال لشقيقها (آدم) الذي عانى من مرض نادر، وأغلقت كل الأبواب في وجه تسفيره للعلاج في الخارج، قبل أن تتحقّق المعجزة على يد طفلة رأت الكبار يُدمنون على الفيس بوك، لكنّها استغلّته لإنقاذ شقيقها من موت محتوم بفضل هبّة اجتماعية تحرّك فيها أصحابُ النفوس المرهفة من الخيّرين.
يُشار إلى أنّ الكاتبة سعيدة بن عربية، اشتغلت في مجال الصحافة، قبل أن تتقاعد وتتفرّغ للكتابة والتأليف وسبق لها أن أصدرت مجموعة قصصيّة بعنوان “همومٌ للبيع” (2018)، ورواية “ميّتٌ على قيد الحياة” (2019).