تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ انطلقت مساء أمس الأول أعمال ندوة ومعرض تاريخ الإبل العُمانية، بتنظيم من الهجانة السلطانية بمبادرة وتعاون مشترك مع سفارة سلطنة عُمان في الرياض. وجاء الحفل تحت رعاية سعادة الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين مؤسس ورئيس المنظمة الدولية للإبل ورئيس مجلس إدارة نادي الإبل المشرف العام على مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، بحضور صاحب السُّمو السَّيد فيصل بن تركي آل سعيد سفير سلطنة عُمان لدى المملكة العربية السعودية، وحميد بن علي الزرعي مدير عام الهجانة السلطانية، وعدد من السفراء والمهتمين بالإبل. وتستمر أعمال ندوة ومعرض تاريخ الإبل العُمانية خلال الفترة من 3-7 من يناير الجاري.

وتهدف الندوة التي تقام بمقر قصر الثقافة بالحي الدبلوماسي بمدينة الرياض للتعريف بالإبل العُمانية وتاريخها وأصالتها ودورها في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتعريف بمناشط الهجانة السلطانية ودورها في المحافظة على سلالات الهجن العُمانية الأصيلة؛ وذلك من أجل دعم التعاون بين البلدين الشقيقين فيما يخص الإبل بكل المجالات، وخلق فرص استثمارية باقتصاديات الإبل والتعاون في كافة النواحي العلمية والعملية التي تُعنى بالإبل.
وتستهدف الندوة المهتمين بالإبل والدبلوماسيين والجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية والمؤسسات الحكومية والخاصة، والمهتمين بالفنون والتاريخ.
ورقتا عمل في المحور الاقتصادي
وتتضمن الندوة تقديم عددٍ من أوراق العمل لعددٍ من الباحثين والمختصين في مجال الإبل، حيث قُدمت في اليوم الأول ورقتا عمل تناولت المحور الاقتصادي “مشاريع الإبل والتنمية المستدامة”.
جاءت ورقة العمل الأولى بعنوان “مشاريع الإبل بدول مجلس التعاون: جدواها التجارية وعوائدها الاقتصادية” قدمها المكرم البروفيسور سعيد بن مبارك المحرمي عضو مجلس الدولة، بروفيسور في المالية بقسم الاقتصاد والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس، ناقشت أهمية مشاريع الإبل بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتأثيرها على النواحي الاجتماعية والاقتصادية، وأبعادها الثقافية والتراثية، كما سلطت الضوء على دور مشاريع الإبل في تشغيل عددٍ كبيرٍ من أفراد المجتمع المحلي وحصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع المنزلية على أعمال نتيجة إنشاء تلك المشاريع.
فيما قدم الدكتور يوسف بن حمد البلوشي خبير اقتصادي، وعضو سابق بالمجلس الأعلى للتخطيط، ورقة العمل الثانية بعنوان “الهجن في سلطنة عُمان ... منظور استراتيجي” والتي تناولت ثلاثة محاور رئيسية، حيث سلط المحور الأول الضوء على أهمية الهجن وتاريخها وأنواعها وسلالاتها المختلفة في سلطنة عُمان، في حين ركز المحور الثاني على اهتمام الحكومة في رؤية 2040 بالهجن بشكل عام في مختلف الجوانب، واستعرض المحور الثالث دور القطاع الخاص ومساهماته في الاهتمام بالهجن وتقديم الحلول للنهوض بها في مختلف الجوانب. وقدم الدكتور محمد بن علي العبري أستاذ مساعد بقسم العلوم الحيوانية والبيطرية بكلية الزراعة والعلوم البحرية بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان “التوصيف الجيني للإبل العُمانية باستخدام التنميط الجيني لتسلسل الحمض النووي” تناولت أنسال الإبل المختلفة وسلالاتها والتداخل بين السلالات المحلية والخارجية، وتستعرض دراسة تم فيها تجميع عينات من الشعر والدم لاستخلاص الـDNA كما تم تجميع قياسات جسمية بغرض مقارنتها. فيما قدم الدكتور سالم بن محمد الحجري مدير إدارة المختبرات والبحوث الزراعية بالمديرية العامة للخدمات البيطرية بشؤون البلاط السلطاني ورقة عمل بعنوان “دور المختبرات التشخيصية في تقييم صحة الإبل والمحافظة على صحتها” سلطت الضوء على ثلاثة محاور، حيث ركز المحور الأول على التعريف بمختلف المختبرات التشخيصية والتطور التقني الحاصل فيها، فيما ناقش المحور الثاني دور كل مختبر في تقييم صحة الإبل وما ينبني على نتائجها، وتطرق المحور الثالث إلى دور بحوث المختبرات التشخيصية في تنمية الإبل.

المعرض المصاحب
وتشتمل الندوة على معرض يحتوي على أربعة أركان، حيث يستعرض الركن الأول تاريخ الإبل العُمانية بعنوان “الإبل عبر التاريخ”، فيما يستعرض الركن الثاني مناشط وفعاليات الهجانة السلطانية والخدمات المجتمعية التي تقدِّمها، ويبرز الركن الثالث المجال العلمي للمديرية العامة للخدمات البيطرية بشؤون البلاط السلطاني في مجال صحة الإبل. وخُصص الركن الرابع للفنون التراثية المتعلقة بالإبل، حيث يحتوي على الفنون الغنائية التي يمارسها البدو في سلطنة عُمان، إضافةً إلى معرضين للتصوير الضوئي والفنون التشكيلية لأعضاء الجمعية العُمانية للفنون، بعنوان “الإبل بعدسة مصور، والإبل بريشة رسام”.