- جميل اليحمدي يقود منتخبنا للنهائي الحلم والجماهير العمانية تضرب أروع الأمثلة

- مسيرات فرح عمانية فـي البصرة حتى الصباح.. وبرانكو «مبتهج» بالانتصار

رسالة البصرة ـ صالح البارحي:
عاد منتخبنا الوطني من الباب الكبير في منافسات خليجي 25 بعد أن تساءل الكثيرون عن مستواه في دور المجموعات، عاد وضرب بقوة في شباك البحرين بمباراة الحسم بالمربع الذهبي للبطولة، عاد من ملعب الميناء الأولمبي ليسطر تاريخا جديدا في مسيرته الخليجية، عاد ليطرب، ليفرح.. ليسعد شعبا انتظر هذه اللحظة طويلا منذ التتويج الأخير باللقب في يناير 2018 بالكويت.
فصعق اليحمدي مرمى البحرين بهدف صاروخي لا يصد ولا يرد عند الدقيقة (83) ليتنفس الأحمر الصعداء رفقة جماهيره الوفية التي آزرته في البصرة بعد أن تجشمت عناء السفر إلى العراق، ويضرب موعدا في النهائي الكبير أمام أسود الرافدين في الثامنة مساء غد بملعب البصرة الدولي (جذع النخلة) في سيناريو مكرر للقاء الافتتاح التاريخي الذي انتهى بالتعادل السلبي حينها.

العودة من بعيد
نفض لاعبو منتخبنا غبار ما صاحب مسيرة الأحمر في دور المجموعات من غياب في المستوى والأداء المعهود عنه في الفترة الماضية بقيادة برانكو، فأراد أن تكون عودته من الباب الكبير وفي الوقت المناسب، فأظهر شراسته المعهودة وأداءه الممتع المتزن في لقاء أمس الأول أمام البحرين بالمربع الذهبي لخليجي 25، وهو ما كنا ننتظره منذ أول ظهور لسامبا الخليج في البصرة، وأظهر رغبة جامحة في أن يبقى حتى آخر أيام البطولة رفقة جماهير العراق الذين كانوا ولا زالوا ملح البطولة الأجمل في مسيرات كأس الخليج منذ انطلاقتها في عام 1970م.
ما قدمه لاعبو منتخبنا في لقاء الحسم، هو استعادة لمستواهم المعهود واستكمال في ذات الوقت لعطاءاتهم المتواصلة رفقة برانكو، فتألق الجميع دون استثناء وغابت الهفوات القاتلة عن الصفوف الخلفية للأحمر بقيادة العائد المتألق محمد المسلمي الذي قاد الخط الخلفي بامتياز كعادته رفقة فهمي دوربين العائد بعد فترة غياب طويلة، فيما كان إبراهيم المخيني سدا منيعا لا يشق له غبار واثبت جدارته في حراسة العرين الأحمر خلفا للعملاق فايز الرشيدي الذي يدعم المخيني بقوة في هذه البطولة كعادة اللاعبين الكبار للأجيال القادمة، وباعتقادي أن منتخبا يخسر (6) لاعبين أساسيين ولا يتأثر في الملعب وهذا نتاج عمل متميز من الجهاز الفني في إيجاد البدائل التي تمنح الفريق نفس الشكل عندما تكون صفوفه مكتملة، وما أجدني أقف بجانبه هو عودة الثقة للفريق بعد فترة عصيبة في دور المجموعات.

رقم متفرد
المتتبع لمسيرة منتخبنا الوطني في دورات كأس الخليج بعد إدخال نظام المجموعتين، فإنه يجد أن الأحمر العماني هو الفريق صاحب الرقم القياسي في الوصول للنهائي مقارنة بالمنتخبات الأخرى، حيث وصل للمباراة النهائية في خليجي 17 ، 18 ، 19 ، 23 ، 25 أي (5) مرات من أصل (9) بطولات أقيمت حتى الآن بنظام المجموعتين، فيما وصل إلى المربع الذهبي (6) مرات، حيث كانت المرة السادسة في خليجي 22 بالسعودية لكنه لم يوفق في الوصول للنهائي بعد الخسارة أمام قطر 1/‏3 في أمسية اضاعها المقبالي بشكل محزن.
وفاز منتخبنا باللقب مرتين من اصل (4) مرات سابقة، حيث فاز بلقب خليجي 19 في مسقط وخليجي 23 بالكويت، فيما حل ثانيا في خليجي 17 بالدوحة بعد الخسارة أمام قطر بركلات الترجيح (صاحب الأرض والجمهور) وخليجي 18 أمام الامارات صفر/‏1 (صاحب الأرض والجمهور)، وبات الأحمر في طريقه بإمكانية خطف اللقب الثالث مساء الغد في مواجهة (صاحب الأرض والجمهور) نظيره المنتخب العراقي الذي يأمل في استعادة أمجاده أمام جماهيره بعد آخر فرحة لاسود الرافدين في كاس آسيا 2007 بعد تتويجه باللقب براسية يونس محمود في شباك السعودية آنذاك، فهل ينجح منتخبنا بخطف اللقب الثالث أم أن لأسود الرافدين رأي آخر !!

نطوي الصفحة
مباراة وانتهت، ونطوي صفحتها سريعا، ونترك الأفراح بعيدا، ونتناسى كل ما حدث بعد الفوز، نلتفت لمعالجة الأخطاء، والاستفادة من الإيجابيات بشكل أفضل قبل لقاء الغد الحاسم . هذا ما يجب ان نفعله جميعا في بعثة الأحمر بالبصرة ، بدءا من رئيس البعثة وانتهاء بآخر عضو ملتحق بها، فنحن أمام تحد كبير لا يقبل القسمة على اثنين، فإما رأس الكأس مثلما حدث في خليجي 23 بالكويت والعودة به إلى مسقط، وإلا الخنوع لمقولة (صاحب الأرض والجمهور) وحينها سنكون وصيفا وهو ما لا نستحبه بعد مشوار مميز في البطولة التي عادت للعراق بعد (43) سنة من الغياب .
نعلم تماما بأن خسارتينا للقب في المرتين السابقتين كانتا أمام قطر والامارات على التوالي وهما صاحبا الأرض والجمهور في تلك البطولتين (17 ، 18) ، ولكن هذا لا يعني أن تكون عادة على حساب طموحنا في اللقب الثالث، فنحن الأجدر فنيا بعيدا عن الحضور الجماهيري والدعم الحكومي الكبير لاسود الرافدين، ومن باب أولى فإن النهاية السعيدة هي التي ننتظرها جميعا وعلينا العمل بكل التفاصيل الكبيرة منها والبسيطة من أجل معانقة اللقب والاحتفال به في ساحة مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر إن شاء الله تعالى .

مسيرات فـي البصرة
عاشت الجماهير العمانية المتواجدة في البصرة الفيحاء بعد فوز منتخبنا على البحرين ليلة من ألف ليلة، حيث طافت شوارع البصرة المكتظة بالجماهير بسياراتها التي تحمل الأرقام العمانية الصفراء.