يُعد الشَّعب العربي الفلسطيني مُتميزًا من ناحية التحصيل العلمي والتربوي، والتراجع المستمر لنسب “الأميَّة” في صفوفه، في فلسطين والشتات، وذلك بعد أن تيقَّنت غالبية الفلسطينيين، ومن أعوام النكبة الأولى 1948، بأن العلم والتحصيل العلمي سلاح لا بُدَّ منه في مواجهة الاحتلال وكيانه، ومن أجل الفوز بحريته وحقوقه الوطنية. وهو ما كان ـ على سبيل المثال ـ حال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا حين باتت “الأميَّة” بين صفوف أجيالهم الصاعدة تقترب من الصفر قبيل اندلاع الأزمة في البلاد. وتُعد مُعدَّلات “الأميَّة” في فلسطين والشتات الفلسطيني من أقل المعدَّلات في العالم، حيث تُعرِّف منظمة الأمم المُتَّحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الشخص الأُمِّي بأنه الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ ويكتب جملة بسيطة عن حياته اليومية. ووفق المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني في رام الله، فإن معدَّلات الأميَّة في فلسطين من أقل المعدَّلات في العالم (2.3% بين الأفراد 15 سنة فأكثر) لعام 2021، في حين بلغ معدَّل الأميَّة بين الأفراد الفلسطينيين (15) سنة فأكثر في الأراضي المحتلة عام 1948، (3.6%) في العام 2017 حسب بيانات جمعية الجليل (ركاز). في حين بلغ معدل الأميَّة بين الأفراد (15) سنة فأكثر في دول غرب آسيا وشمال إفريقيا (19.5%) في العام 2020 حسب بيانات معهد اليونسكو للإحصاء، بمعدَّل (25.1%) بين الإناث مقارنة بـ(14.2%) بين الذكور، وبلغ معدَّل الأميَّة عالميًّا بين الأفراد (15) سنة فأكثر (13.3%)، بمعدَّل (16.7%) بين الإناث، في حين بلغ معدَّل الأميَّة بين الذكور (15 سنة فأكثر) في العالم (9.9%).
أشارت البيانات إلى انخفاض كبير في معدَّل الأميَّة منذ العام 1997، إذ انخفض معدَّل الأميَّة بين السكان الفلسطينيين (15) سنة فأكثر من (%13.9) في العام 1997 إلى (2.3%) في العام 2021، وهذا الاتجاه في الانخفاض ينطبق على الجنسين إذ انخفض المعدَّل بين الذكور من (7.8%) في العام 1997 إلى (1.2%) في العام 2021، أما بين الإناث فقد انخفض من (20.3%) إلى 3.5)%) لنفس الفترة.
وعلى مستوى مواقع الانتشار الفلسطيني بالداخل والشتات، فقد انخفض المُعدَّل في الضفة الغربية من (14.1%) في العام 1997 إلى (5.2%) في العام 2021، في حين انخفض في قطاع غزة من (13.7%) إلى 2.0)%) لنفس الفترة. مع نسب مقاربة بالشتات الفلسطيني في دول الطوق (الأردن، سوريا، لبنان)، بالرغم من المصائب التي أصابت لاجئي فلسطين في سوريا ولبنان على وجه الخصوص.
المهم في عناوين التعليم في المدارس الفلسطينية، وخصوصًا المدارس التابعة لوكالة “أونروا” وعددها نحو 720 مدرسة، الارتقاء بجودة التعليم في كل مراحله، حتى في مضمار الانتهاء من “الأميَّة”، وذلك من خلال مخرجاته، ودمج التكنولوجيا بمساراته، وطرائقه، باستخدام التقنيات الناتجة عن ثورة المعلوماتية في البيئية التعليمية. وقد تفوقت مدارس قطاع غزة عم مثيلاتها في الضفة الغربية ومناطق الشتات الفلسطيني بهذا الميدان.




علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
[email protected]