خطوات متقدِّمة تخطوها المملكة العربية السعودية على الصعيد التنموي، وحراك متصاعد يحفزه طموح وطني نرقب ونترقب نتائجه على الأرض. ولا شك أن هذه التنمية الطموحة المتسارعة إنما تعبِّر عن إرادة وطنية وتسجل نجاحات نباركها في أي قطر عربي ونتمنى لها التوفيق والنجاح. نعم هناك خطة واقعية واضحة مدروسة وتنفذ على أرض الواقع وتحظى بمتابعة واهتمام بالغ لدى القيادة السعودية، ومما لا شك فيه أن هذه الحركة الوطنية النشطة ينبغي ألا يعطلها أي تشويش خارجي أو تقاطعات سياسية، وإن سلمنا أن الانطلاقة الاقتصادية السعودية استطاعت أن تبرز في ظل متغيرات عالمية وحاجة العالم لمصادر الطاقة الذي وظفته الرياض كورقة رابحة من خلال محوريتها وثقلها النفطي فاستضافت قطبي الشرق والغرب في قمتين خلال العام المنصرم .
نؤكد مجددا أن تقاطعات السياسة والظروف والمتغيرات العالمية لا يمكن التكهن بمدى توافقها مع الأهداف التنموية، وبالتالي من الأهمية البالغة أيضا أن تسير تلك الخطى الوطنية المتقدِّمة دون أي تشويش قد يعطل مسار الرؤية الاقتصادية 2030 أو يبطئ تسارعها. وما من شك أن الرياض تدرك كل المعطيات السياسية والاقتصادية المتوافرة، وبالتأكيد فإن أي مشروع سياسي إيجابي أو تقدُّم في العلاقات الدولية سيوفر الدعم والظروف الإيجابية لأي حراك اقتصادي آني أو مستقبلي. وفي سبيل ذلك، تحقق المملكة العربية السعودية تقدُّما في المبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن برعاية أممية وجهود وساطة عُمانية دؤوبة نأمل أن تصل بها إلى النقطة الأخيرة من التوافقات في الملفات الإنسانية والاقتصادية والسياسية، ولا بُدَّ من تدعيم تلك المفاوضات برغبة صادقة أيضا في تقديم حلول عادلة وشاملة لإنهاء الأزمة في اليمن .
الحوار بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية كأحد الاستحقاقات السياسية المهمة، وكما أشار إليه وزيرا خارجية البلدين، وتفاعلت معه وسائل الإعلام، يسير في اتجاه مبشر وذلك بعد جولات سابقة احتضنتها العاصمة العراقية بغداد في وقت سابق من العام الماضي، وهناك تطلعات وآمال معقودة على تحقيق اختراق سياسي يفكك الحلقات المتشابكة بين البلدين ويحقق معادلة الرياض ـ طهران بنجاح. وهذه الآمال المعلقة تنشدها كل الشعوب في المنطقة نظرا لما تحققه هذه الانفراجة في العلاقات السعودية ـ الإيرانية من سلام واستقرار وازدهار يعود بالخير على شعبي البلدين والمنطقة عموما .
الحوار بين طهران والرياض سوف يحقق نجاحا كبيرا في منطقة الخليج والوطن العربي، ولا شك أن هذا الحوار يتطلب أيضا نيات حسنة وصادقة من كلا الطرفين وهما يدركان حجم الاستفادة السياسية والاقتصادية وينعكس على التنمية الوطنية في البلدين، ويشكِّل مصدا لأي محاولات نفوذ خارجية، كما أنه يكرس دعائم وأُسُس المجتمع الدولي ومؤسساته الداعية إلى الأمن والسلم الدوليين. ومن خلال هذه المعطيات نأمل أن نشهد حوارا ناجحا بين الرياض وطهران يزيح مختلف العوائق والنقاط الحرجة، ويحقق الكثير من النجاحات الاقتصادية والسياسية والأمنية ويعود بالخير على المنطقة .



خميس بن عبيد القطيطي
[email protected]