كثرت مؤخرا علامات الاستفهام على رؤية عمان 2040، وما حققته حتى الآن من مؤشرات منذ انطلاقتها قبل عامين، في ظل تحفظ عن إشراك أفراد المجتمع لمعرفة الأسباب التي لاتزال تقف عائقا أمام سرعة الإنجاز. وعلامات الاستفهام تلك أو التساؤلات وإن كانت محقة، إلا أنها لاشك تحتاج إلى معرفة المعوقات بمزيد من الشفافية والخروج من دائرة الصمت التي يعتقد البعض أنها بدأت تؤثر سلبا على تقبل المجتمع للرؤية، على الرغم مما تحمله في مفرداتها من منطلقات لمستقبل واعد للوطن والمواطن، وما تم تناقله عبر البعض عن السقف المرتفع لما سوف تصل إليه بعد عشرين عاما خاصة فيما يتعلق بدخل الفرد، ومع ردود الأفعال تلك فإن ما يغيب عن المواطن البسيط إلا المتخصص بطبيعة الحال، إن الرؤية بدايتها كانت متعسرة ليس لأنها لم تكن مكتملة العناصر، خاصة وأنها أعدت بمشاركة الجميع من حكومة ومؤسسات مجتمع مدني وأفراد المجتمع، وإنما للظروف التي ولدت فيها من اقتصاد منهار ليس محليا وإنما على المستوى العالمي وجائحة كورونا التي شلت العالم بكساد استمر فترة طويلة استنزف مدخرات الدول، وعلى الجانب الآخر عطل دوران عجلة المصانع وأبطأ عملية الاستيراد والتصدير وتبادل البضائع بين دول العالم، فضلا عن اللجوء إلى فرض بعض الرسوم والضرائب ورفع دعم عن خدمات لتجاوز حجم الاضرار الكبيرة المتوقعة. الأمر الآخر والأكثر تأثيرا على إبطاء حركة الرؤية وتغيير اولوياتها وسلم مؤشراتها لما كان يراد تحقيقة منها حسب الجداول الزمنية، هو الاستغناء المفاجيء عن العشرات من الكفاءات الوطنية التي شاركت في رسمها من البدايات ثم خلال الستة الاشهر المكثفة للمختبرات، والذين كانوا لديهم أدق التفاصيل عنها ليس ورقيا أو عبر حواسيبهم وإنما في عقولهم وأدمغتهم، فمن هنا جاء ذلك التباطؤ في مؤشرات الرؤية التي كان يتطلع إليها المواطن بكل ثقة وأمل للانطلاق نحو تنمية واقتصاد ومستوى معيشي ذي معدلات مرتفعة.
وعلى الرغم من تلك الظروف التي مرت إلا أن هناك جهودا تتسارع فيها الخطى لإعادة الرؤية إلى مسارها الصحيح، بعد الانفراج الذي شهده العالم في الارتفاع لأسعار البترول وتأهيل كوادر بديلة قادرة على ترجمة متطلبات الرؤية وزيادة معدلات إنجازاتها سواء في مجال الاقتصاد والتجارة والسياحة والقوانين والأنظمة وتوفير فرص العمل، والأهم من ذلك كله أن هناك إصرارا على الاستمرار في ترجمة أهداف الرؤية، لمعالجة تلك القضايا التي تراكمت خلال الفترة الماضية وفي مقدمتها تحريك عجلة الاقتصاد بالاستثمار لتوليد المزيد من فرص العمل ، فالرؤية هي مستقبل وطن مكون من قيادة وشعب فلنعمل معا على تحقيقها.

طالب بن سيف الضباري
أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]