في البداية أود أن أُشير إلى أن جُل ما في هذه المقالة من أفكار هي نتاج نقاش مطول بيني وبين أستاذي العزيز الدكتور فاروق عمر فوزي - كاتب التاريخ - أثناء كتابتي للمشروع البحثي في مرحلة الماجستير ونقاشي معه وإلى الآن، وهي أفكار استلهمتها من اطلاعي على سيرته وتجربته في الكتابة التاريخية، وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أُسجل إعجابي الشديد بكتاباته التاريخية وسعة أفقه وغزارة إنتاجه، وجودة وبلاغة أسلوبه، ومتانة وأصالة ثقافته، ومحاكمته الفكرية للمسائل والقضايا التاريخية.
من الطبيعي أن يكون التاريخ أول المظاهر التي تُركز عليها الحركات والتيارات المناهضة للأمة، فالتاريخ كان ولا يزال يحتلُ أهميةً خاصة من تكوين الشخصية العربية الإسلامية، فهو بما يحتوي على مظاهر الوحدة والتنوع، يؤكد على ترابط واستمرار الأمة عبر العصور بِكُلِ قيمِها ومُثِلها وانجازاتها في السياسةِ والحربِ والحضارةِ والنظم، تلك المنجزات التي ظهرت طبيعتها الإنسانية من خلال انتفاع شعوب أخرى منها خارج ديار الإسلام.
لقد خضعت وقائع التاريخ الإسلامي ومظاهره الحضارية إلى معالجاتٍ استندت على تفاسير متنوعة في الماضي والحاضر، ولم تكن بعض هذه التفسيرات والمعالجات تستند على وقائع ثابتة أو روايات موثوقة بل ربما وصل بَعضُها إلى مستوى التزوير عن قصد للظاهرة التاريخية، وقد بدأ هذا التشكيك والتزوير والتشويه آنذاك من داخل المجتمع الإسلامي نفسه ومن قِبل حركات عديدة ولدوافعٍ عدة ومختلفةٍ أيضاً. هكذا طغى المذهب السياسي أو العقدي على المنهج التاريخي وساهمت حركات الغلو والإسرائيليات والشعوبية والنزعات السياسية والاجتماعية المناهضة للدولة في تشويه الوقائع وتزوير الحقائق، وهو أمرٌ مستمر في عصرنا الحديث بحكم استمرار حركة التاريخ وتطورها.
ولعلي أستطرد في بيان أهمية التاريخ بالنسبةِ للشعوب وأُشير إلى مسألة إعادة كتابة التاريخ على أنها مسألة حتمية وضرورة مُلحة لا ترفَ فيها ولا رفاهية، فالتاريخ كُتب ويُكتب وتُعاد كتابته - ولولا ذلك لكنا اكتفينا بما كتبه المؤرخون الأوائل كالبلاذري ( ت279هـ/892م )، والطبري (310هـ/923م ) وتوقفنا عند ذلك -، لأن الظروف والمفاهيم والمستجدات والهواجس تتغير وتتبدل من عصرٍ إلى آخر وتِبعاً لها يجب أن يُنظر إلى التاريخ من خلال تلك الظروف والمفاهيم الجديدة، وكما قيل من لا يستذكِر التاريخ محكومٌ بإعادته بأخطائه وسلبياته مرةً تلو الأخرى. يقول المؤرخون الرواد كعماد الدين الأصبهاني( ت597هـ) في موضوع ضرورة إعادة كتابة التاريخ: " إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال لو غُيِر هذا لكان أحسن ولو زِيد كذا لكان يُستحسن ولو قُدِم لكان أفضل ولو تُرِك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العِبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".
فالتاريخ إذن مرتبط بالشعب وأن ما يكتبه المؤرخ في فترةٍ من الفترات يُفترض أن يساعد الأمة على تبين الاتجاه الذي يجب أن تسير فيه والموقف الذي يجب أن تتخذه. كما أن ما يكتبه المؤرخ يجب أن يشحذ الأمة بالهمةِ وبالعزيمةِ أثناء الأزمات والمحن. هذه هي الوظيفة القومية للتاريخ وهي وظيفةٌ لا يؤديها غير التاريخ ومن هنا وجِب إعادة كتابة التاريخ بين فترةٍ وأخرى وحسب الظروف التي تمر بها الأمة والمفاهيم التي تسود فيها في تلك الفترة، فيكون التاريخ بذلك خير معين وأقوى عامل في تحقيق الوحدةِ والتماسكِ وشد العزائم وبناء الصمود ضد التحديات.
إن الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ من خلال إبراز أحداث ووقائع ومُثل تتناسب ومفاهيم العصر ومتطلبات الظروف المستجدة يجب ألا تُزيف التاريخ ولا تبالغ فيه، ولا تحمل النصوص أكثر مما تتحمله، بل يجب أن تكون موضوعية ومنهجية وعلمية مما يكسبها ثقة المواطن والمثقف العام قبل النُخبة المختصة.
وبمناسبة الحديث عن أهمية التاريخ بوجه عام وما يحققه من مكاسب ثرة للشعوب، فإن هذه الأهمية تنطبق كلياً على تاريخ الدول في عصرنا الحاضر- كتاريخ بلدنا العريق عُمان- ، وهنا يقع العبء الأكبر دون شك على عاتق صاحب المعرفة والباحث والمؤرخ في كل دولة أن يضطلع اليوم بمهمة دراسة تاريخ بلده وحضارته قبل غيرها بِحُكم أن العالم العربي أصبح مؤدلجا إلى أقصى حد. وفي هذا الجانب يقول السلامي ( ت374هـ ) في كتابه (أخبار خراسان) إن: "الواجب على صاحب المعرفة من أهل البلد أن يعلم جُل أبنائها ويحفظ أيام أمرائها ولا شيء أزرى عليه من أن يجهل أخبار أرضه، ولعله يطلب أخبار غيرها، ويكون بذلك كمن ترك الواجب وتبع النوافل".
لقد تمتعت عُمان عبر تاريخها بأهميةٍ واضحة لأسباب عديدة منها موقعها الجغرافي المتميز، وازدهارها التجاري، وخصوبة أرضها، ووفرة مياهها وعذوبتها، وجبالها الشاهقة التي مكنت أبناءها من الاحتماء بها والاعتصام بين جنباتها في حالة أي هجوم أجنبي غازٍ. وقد أثرت هذه العوامل مجتمعةً على ازدهار اقتصادها مما أكسبها أهميةً خاصة فكانت هدفاً لهجراتٍ قبليةٍ ونشاطاتٍ سياسيٍة قُبيل الإسلام وبعده. ليس ذلك فحسب بل أنها أصبحت بؤرة لحركة دينية/ سياسية استطاعت أن تشكل كياناً سياسياً فيها وهي الحركة الإباضية التي نازعت السلطة العباسية في السيطرة على هذا الإقليم ثم تابعت انتشارها في أقاليم أخرى خارج حدودها. ثم أصبحت عُمان مركزاً مهماً للتجارة البحرية العالمية فازدهرت اقتصادياً وحضارياً في العصور الإسلامية الوسيطة، وبعدها كانت عُمان من أوائل النقاط التي شهدت محاولات التغلغل الأوروبي الأجنبي في الخليج مع بدايات القرن السادس عشر الميلادي حين وصلت أول حملة برتغالية إلى مياه الخليج للأسباب نفسها التي ذكرناها آنفاً، وشهدت عُمان في هذه الفترة والفترات التي أعقبتها حِراكاً سياسياً وفكريا وحضارياً كما كان لها من قبل.

دور صاحب المعرفة تجاه التراث
ما هو دور صاحب المعرفة/ الباحث/ المؤرخ العُماني اتجاه تراث وتاريخ وطنه؟ إن تراث عُمان وتاريخها ثرٌ وعريق، والحفاظ عليه يستدعي فهما كاملا وعميقا وموثقا لوجهتنا وكياننا ومكانتنا عبر التاريخ وإمكانياتنا، وفي نظري أن ذلك لا يتأتى إلا بدراسته دراسة علمية ومنهجية لأهمية وخطورة الدور الذي لعبته عُمان على مر الحُقب التاريخية. إنني أشعر بأن التاريخ فرعٌ مهم وخطير من المعرفة الإنسانية سواء في تدريسه بصورةٍ علمية وعميقة في الجامعات المتخصصة أو في تقديمه للمثقفين غير المختصين ولجماهير العمانيين. لأن التاريخ هو عملية توجيه وتوعية متكاملة ولأنه عملية تعبئة وسند حقيقي لأي أمة من أمم الأرض، والأمة التي ليس لها تاريخ يغوص في الجذور ليست أمة حية ولا تَصمُد أمام الأزمات التي تواجهها.
قبل أن أتحول من القراءة في التاريخ العُماني والكتابة فيه، كنت أقرأ وأكتب في التاريخ العام بكلِ شغفٍ وحب؛ فقد قرأت في تاريخ الدولة الإسلامية وبالأخص تاريخ دولة بني أمية - التاريخ الذي جمع بين المتناقضات التراث الجاهلي والتاريخ الراشدي الإسلامي -، وتاريخ الدولة الفاطمية، وتاريخ الدويلات الإسلامية كدولة الموحدين والمرابطين في المغرب، ودولة بني الأحمر وبني مارين في الأندلس، إضافةً إلى تاريخ دول أوروبية في العصور الوسطى والحديثة. إن أحداث هذه الدول تكاد تجمعها روابط مشتركة وهي أن جميعها ذات حدود غير معلومة وسيادة متحركة، تُسيطر على قطعة أرض قد تطول وتقصُر حسب الظروف السياسية التي ترافقت وقيام هذه الدول.
إلا أنني لم أشعر بهذا الزخم التاريخي والحس القومي في أي من تلك الكتابات أو القراءات، لقد أحسست به فقط عندما بدأت في الكتابة والقراءة حول تاريخ عُمان، حيث تحولت القراءة والكتابة عن دول متحركة إلى القراءة والكتابة في تاريخ دولة قومية، لها حدودها المعلومة، وشعبها التاريخي، وحضارتها الخاصة، ومجدها المسطر باسمها أرضاً وشعباً، إنه بالفعل تاريخ له خصوصية مختلفة عن تاريخ تلك الدول المتحركة التي قرأت عنها قبل ذلك. كانت بداية ممتعة؛ لأنها دولة دائمة، تفنى الأجيال على أرضها وهي تتجدد بتجدد أبنائها، تتحضر وتزدهر، تُقاتل عن كل شبرٍ من أرضها، لها مقولة واحدة: حبة الرمل مقابل نقطة الدم، إنها محبة الأوطان وعشقها، فما أحلى الموت من أجلها.
وفوق ذلك فإن تاريخ عُمان تاريخ بِكر، ومعظم مصادره الأولية لا يزال مخطوطاً ومشتتاً في أكثر من مكان كنجدِ، واليمنِ، وبلاد المغرب العربي، وتركيا، وإيران، وزنجبار، ناهيك عن دور الكتب والمكتبات والمتاحف الأجنبية والأوروبية منها على وجه الخصوص.
ورغم هذه الأهمية التي تمتعت بها عُمان على مر العصور التاريخية، فإن تاريخها ظل طي النسيان، ولم تجر حتى وقت قريب محاولة جدية لاستقصاء مصادر التاريخ العُماني وبالتالي كتابة تاريخها كتابة علمية موضوعية. لقد ظن الكثير من الناس وإلى وقت قريب وقد يكون هذا الظن مستمراً حتى يومنا هذا أن عُمان لم يظهر فيها مؤرخون بارزون ولم يبقَ لنا من تاريخ عُمان مما كتبه العُمانيون إلا كتابا (كشف الغمة وتحفة الأعيان)، كما أردف البعض قولاً أشاروا فيه إلى ندرة المصادر حول التاريخ العُماني في كثير من حقبها التاريخية.
وفي رأينا فإن هذا التخريج وتبريره خصوصاً الأول منه لا أساس له من الصحة فقد ظهر في عُمان العديد من المؤرخين، كما أن عُمان كانت متصلة بالبصرة في العراق وهي من أهم المراكز الفكرية في تلك الفترة، كما اتصلت عُمان لاحقاً بمراكز ثقافية كانت شُعلة للنشاط العلمي والثقافي والحِراك الفكري كبلدان المغرب العربي، كما كانت زنجبار حين حكمها العُمانيون بوابة الثقافة والعلم وأندلس العرب كما أطلق عليها الكثير من الباحثين المُحدثين. وقد أضافت البحوث الجديدة عن تاريخ عُمان والدعوة الإباضية خاصة معلومات جديدة وكشفت عن مخطوطات لم تكن معروفة من قبل في تاريخ عُمان كالصحيفة القحطانية والصحيفة العدنانية مثلاً. من جانب آخر يشير ابن النديم في فهرسته إلى العديد من الكتب التي أُلِفت حول تاريخ عُمان الإسلامي الوسيط مرتبط بالدعوة الإباضية، فقد ألف عنهم كل من المدائني وأبي عبيدة معمر بن المثنى، وحوت كتب الكثير من المؤرخين الأوائل كالأزدي وخليفة بن خياط وابن الأثير والبلاذري والطبري واليعقوبي على معلوماتٍ تاريخية بالفترة الوسيطة من تاريخ عُمان. كما أن اهتمام الكثير من الباحثين خارج عُمان بالتاريخ العُماني دليل واضح على الزخم التاريخي التي تمتلكه عُمان من تراث تاريخي جذب إليه الكثير من الاهتمام كالذي تفعله جامعة آل البيت الأردنية حين أنشأت بين جنباتها وحدة الدراسات العُمانية التي تأسست بالتعاون والدعم المالي من سلطنة عُمان لِتُعنى بالبحث حول تاريخ بلدنا العريق.
وعلى الرغم من سلامة الطرح الذي تناوله العديد من الباحثين حول ندرة المصادر التاريخية حول تاريخ وتراث عُمان يظل بالفعل الكثير من تراثنا غير مكشوف ينتظر أقلام المؤرخين العمانيين منهم خاصة على أن يبدأوا فيه بداية جادة مشحونة بالعزم والتحدي والصبر والشغف لكتابته كتابةً علمية منهجية. إن الاعتناء بهذه المصادر وجمعها وتحقيقها تحقيقاً يعتمد أصول التحقيق العلمي والنقدي سيبرز دون شك أهمية تاريخ عُمان سياسياً وحضارياً على حد سواء.
ويبدو لنا أن المؤرخ يجب أن يكون ذا نزعتين تتأصل في نفسه وأعماقه. الأولى أن يكون مؤرخاً مختصاً محترفاً على المستوى الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي كالجامعات مثلاً؛ أي أن يكتب بحوثاً علمية تاريخية تحاكي النخبة المختصة والأكاديمية وتخاطب الأوساط المثقفة. والثانية الكتابة للناس من أجل نشر الثقافة التاريخية بين غير المختصين في المجلات والجرائد. وهذه الأخيرة هي الأهم لأن الحاصل أن الشريحة العظمى من الأمة تجهل تاريخ بلدها، مما يستدعي أن يكون المؤرخ صحفياً لا أن يجلس في برج عال بعيداً عن الناس خصوصاً وأننا في عصرٍ صعب يستوجب ألا يستدعي فقط أن يحمل المؤرخ بين جنبيه نزعتين الكتابة التاريخية المتخصصة والكتابة لنشر الثقافة (ثقافة المعرفة) التاريخية والوعي التاريخي بين الناس وهذا أظنه من أسمى المهام التي يجب أن يحملها المؤرخ خدمةً لوطنه وأمته. ومن قال أساساً إن الكتابة الأكاديمية تعطل أو تتعارض مع الكتابة للمجتمع، أليس الهدف من وجود الجامعات خدمة المجتمع!، إنني أؤمن حقاً أن التاريخ جزء رئيس من ثقافة المجتمع الواعي سياسياً والمنفتح حضارياً، وأن من مهام المؤرخ في المقام الأول والأخير المساهمة في ثقافة المجتمع. ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أقول كما قال محمود درويش لقد جمعت كل الكلام وفككته كي أركب مفردة واحدة هي الوطن هي الوطن.
وأخيراً وليس آخراً يأتي دور المؤرخ العُماني في إيجاد آلية لكتابة التاريخ العُماني من أجل نشر الوعي التاريخي بين أفراد مجتمعة؛ مما سيكون له أعظم الأثر في توكيد الذات وإثبات الكيان وفرضه على الآخرين ليس حجاجاً متعصباً دون شواهد وروايات وخلفيات تاريخية وإنما في إطار عملية موضوعية ومنهجية علمية مرنة ومتفهمة تستند على قاعدة تاريخية لبلدٍ يضرب بجذوره في عمق التاريخ، تاريخ مفعم بحرية الفكر وتبادل الآراء والتسامح الديني علها الإباضية تدلل على هذا الذي قلناه في جانب مشرف على أهمية التسامح الديني الذي عاشته عُمان وتعيشه اليوم في واحدة من أروع المُثل، في حين لم تبق الصفرية والخوارج والنجدات على حالها في رسالة تقول لنا جميعاً إن التعصب والتشدد بأشكاله لا يبقى ولا يُبقي ولا يذر. ولعلي أركز على الشق الثاني من مهام المؤرخ العُماني وهو الجانب المختص بمخاطبة المجتمع من غير المختصين، وأقول لابد أن يتبنى المؤرخ / الصحفي العُماني وجهة نظر ذات منهج شمولي في فهم التاريخ وكتابته دون الاعتماد على آراء مسبقة وفرضيات مغلوطه، إننا لا نريد لمجتمعنا العُماني أن يتنازل عن إرثه الحضاري وخصوصيته ويستبدلها بقيم ومعايير غريبة عنه. والأمر متوقف علينا أولاً وأخيراً.
هكذا يبقى هذا الهاجس لدي وتبقى ضرورة نشر الوعي التاريخي بين أفراد المجتمع العُماني أولاً والتعريف بالتاريخ العماني عالمياً وضرورة حفظه تراودني ويجب أن تراود كل صاحب معرفة وباحث وكاتب ومؤرخ عُماني. إن الحاجة إلى كتابة التاريخ العُماني ونشره بين أوساط المجتمع العُماني على حدٍ سواء ضرورة ملحة وحاجة ملزمة يجب أن تكون ضد كل الانحرافات التي تحاول أن تسلك بالمنجزات الحضارية العُمانية سبيلاً ضد الإنسانية واستغلالها وسبيلاً من أجل نصرة شخص ومذهب أو اتجاه، وهكذا أيضاً تبقى الإشكالية / المشكلة من الداخل مثلما هي من الخارج.

خلود بنت حمدان الخاطرية
[email protected]