تتَّجه معظم بلدان العالم نَحْوَ إقامة مشروعات الطَّاقة المُتجدِّدة، تأكيدًا على أنَّها طاقة المستقبَل القريب. وأدركت سلطنة عُمان ذلك مبكرًا، وعمَّقت توجُّهها نَحْوَ تنويع مصادر الطَّاقة عَبْرَ التوسُّع في مشروعات الطَّاقة المُتجدِّدة، وإتاحة فرصة استثماريَّة واعدة في هذا المجال، حيث تهدف من وراء هذه الخطوة إلى تمكين الاستغلال الأمثل لمصادر الطَّاقة، والاهتمام بتنمية مشروعات الطَّاقة المُتجدِّدة لدعم خطط التنويع الاقتصاديِّ وتعزيز الطَّاقة المستدامة، والعمل على تحقيق تنمية شاملة مستدامة تُواكِب الحاضر وتتَّجه بخطًى راسخة نَحْوَ مستقبَلٍ واعد، حيث اتَّخذت الحكومة عدَّة خطوات لتطوير قِطاع الطَّاقة النظيفة، وشرعت في إنشاء العديد من المشروعات التي تعتمد على الطَّاقة المُتجدِّدة مثل مشروعات الطَّاقة الشمسيَّة والرياح والهيدروجين الأخضر.
وتنطلق هذه المشروعات، خصوصًا في قِطاع الهيدروجين الأخضر، من رؤية سامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ تسعى إلى مُواكبة التحوُّلات العالميَّة في مجال استخدام الهيدروجين الأخضر، والعمل على تسريع إجراءات تنظيم هذا القِطاع، ووضع الأُطر القانونيَّة اللازمة لنُموِّه، وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه، والعمل على توطين هذه التقنية وإعداد الدراسات اللازمة لذلك، وتضمين الهيكل التنظيميِّ لوزارة الطَّاقة والمعادن مديريَّة عامَّة تُعنى بالطَّاقة النظيفة وطاقة الهيدروجين، وبتأسيس شركة لتنمية هذا القِطاع، إيمانًا من قائد البلاد المُفدَّى بأنَّ سلطنة عُمان تمتلك فرصًا واعدة جدًّا في الطَّاقة المُتجدِّدة، خصوصًا مع توافر الطَّاقة الخضراء النظيفة التي تُعدُّ مُحرِّكًا ضخمًا للكثير من القِطاعات.
ولعلَّ هذا ما تُبيِّنه هيئة البيئة التي أكَّدت أنَّ البيئة أصبحت جزءًا من المستهدفات لمختلف القِطاعات مِثل الإعلام والتعليم والثقافة والصناعة والتجارة، وهي محور مُهِمٌّ من محاور رؤية عُمان ٢٠٤٠ الرئيسة، وهناك أولويَّة البيئة والموارد الطبيعيَّة التي تتضمن سبعة أهداف تُغطِّي جوانب القِطاعات البيئيَّة، والتي تركِّز في مجملها على جوانب مُهمَّة، منها نُظم بيئيَّة متَّزنة ومَرنة، وبيئات ذات جودة عالية وخالية من التلوُّث، وأمن غذائي ومائي مستدام يستفيد من التقنيَّات الحديثة، والاقتصاد الأخضر والدائريِّ، خصوصًا بعد اعتماد جلالةِ السُّلطان المُعظَّم عام ٢٠٥٠ للوصول للحياد الصفريِّ الكربونيِّ، والتي تُعدُّ إحدى الخطوات الرائدة.
إنَّ تلك المساعي العُمانيَّة الحثيثة ستجعل سلطنة عُمان في مرحلة متقدِّمة في التصنيف البيئيِّ العالميِّ، خصوصًا مع وجود العديد من المُقوِّمات الطبيعيَّة في هذا الجانب، والتي تُمثِّل في حدِّ ذاتها فرصًا استثماريَّة واقتصاديَّة كثيرة وواعدة. فسلطنة عُمان من الدوَل الأوائل في المنطقة التي أنشأت مرادم هندسيَّة متقدِّمة، وتعمل حاليًّا على تطبيق السياسة الوطنيَّة لإدارة النفايات عَبْرَ تحويل بعض التحدِّيات في هذا القِطاع إلى فرص استثماريَّة، كما تعمل هيئة البيئة مع العديد من الجهات والمؤسَّسات على عددٍ من المبادرات والمشروعات في المجال البيئيِّ تستهدف رفْع الوعي والتثقيف؛ بهدف ضمان وجود سلوك إيجابيٍّ مُستدام، يُواكب الطموحات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة المرجوَّة في هذا القِطاع الواعد.